يقال إن ترامب أرسل إلى حكام الخليج.. تغريدة شفوية شديدة اللهجة.. ألزمهم فيها بحل مشاكلهم البينية (قطر وجماعة الأربعة) في ظرف أسبوعين على الأكثر.. وإلا تدخل لتأديبهم ببعض الصفعات.. وهددهم أنه لولا أمريكا لما بقي أحد منهم على كرسيه أزيد من أسبوع.. لا أدري إن كانت الرسالة قد وصلت أم لا.. وما إذا كان ترامب جادا أم لا.. أم هي مجرد تغريدة دخانية تتلاشى بسرعة؟
أمريكا تحكم أغلب العرب.. وبعضهم تحكمه روسيا.. وتتصرف إيران الفارسية في جزء منهم.. ولفرنسا نصيب أيضا.. وبيتهم العربي أشبه ببيت ضرائر احتدم بينهن الخلاف.. فانتهين إلى الكيد وكسر الصحون على رؤوس بعضهم البعض.. فلم يبق ما يمكن إصلاحه.. ولا حل سوى تطليقهن.
من أجل ماذا يجتمع العرب؟
اليمن السعيد تحول إلى شبه دولة.. وغادرته السعادة إلى إشعار آخر.. ورئيسهم ـ كما عبر أحد اليمنيين ـ تحول إلى سفير برتبة رئيس.. أو رئيس برتبة سفير.. فقد أصابه ما أصاب الحريري ذات مرة حين أعلن استقالته من الرياض.
سوريا أضحت جثة هامدة تنهشها آكلات الجيف من روس وفرس ودواعش.. مليون قتيل.. ونصف مليون معتقل لا يعرف عن مصيرهم شيء.. وخمسة ملايين بيت مهدم.. واثني عشر مليون نازح ومهجر.. والبقية في حياتكم يا عرب.
فلسطين.. حالة عربية منسية.. غسل الجميع أيديهم.. ونهضوا عن المائدة.. فقد آن لـ “نتانياهو” أن يكرم الإناء.. بلعق القدس وما بقي من الضفة.. أما غزة فقد تكفل بها ليبرمان وعباس.
ماذا عن ليبيا والعراق والسودان ومصر الحبيبة.. وأشتات العرب في كل مكان.. لقد تمزقوا وانفرط عقدهم.. تبخروا ولم يبق من الجامعة العربية سوى اسمها.. وبعض الإداريين المصريين الذين يرتزقون منها.. وتحول عنوان عمره 70 عاما إلى هيكل فارغ.. تعصف به رياح الخلافات والنزاعات وأهواء الحكام.. لتتولى إسرائيل ترتيب شؤونهم الداخلية.. فالمخدع العربي لم يعد عربيا.
قبل أن يجتمعوا في السعودية ـ الواقعة تحت رحمة صواريخ الحوثي ـ.. حجوا جميعا إلى واشنطن.. ومنهم من حج إلى أكثر من عاصمة أوروبية.. للاستزادة من البركة وتعظيم الحظوة.. وللدفع نقدا.. فالعرب لديهم الكثير من المال ـ كما عبر ترامب ـ.. وأمريكا تريد جزءا منه وأوربا كذاك.
السخاء العربي كالرز العربي.. ومن يشتري لوحة “آلام المسيح” بنصف مليار دولار.. كيف لا يشتري كرسيه بمائة مليار دولار؟