كلام.. لا يؤدي إلى نتيجة

تحدث أحيانا بوصفه رئيس الحكومة.. وأحيانا أخرى باعتباره الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي..

من الجيد أن نستمع وننصت لرؤسائنا يتحدثون.. فنحن الجزائريين مقلون في الكلام الرسمي جدا.. كأننا أمة صامتة.. أو محكوم عليها بالصمت.. ومن النادر أن نحظى بحق الاستماع لمسؤول كبير.. وهو يشرح موقف الحكومة.. أو يعرض رأيه بشفافية.. أو يكشف عما يجول في رأسه.. حتى ولو قال كلاما يغضبنا.. فـالنهر الهادر أفضل من الصامت ـ كما يقول المثل.

استضاف التلفزيون الجزائري الوزير الأول السيد أحمد أويحيى.. الذي تحدث طويلا.. وبخطابه المعهود.. الذي يتراوح بين الصراحة ـ التي يعتبرها هو واقعية ـ والاستفزاز.. وإلى حد ما التهويل (الموس لحق العظم).. أو التخويف بتعبير البعض.

 تحدث أحيانا بوصفه رئيس الحكومة.. وأحيانا أخرى باعتباره الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي.. وبهذه الخلطة السحرية.. تلاشت الفواصل بين الشخصي والموضوعي.. واختلط الخاص بالعام.. والحزبي بالحكومي.. وتداخل الحقيقي بالافتراضي.. وبصفة عامة.. يكون الوزير الأول متحدثا كثير المخارج.. فهو لا ينفذ من مكان واحد.. ويفتح أكثر من ثغرة.. ويهاجم بلغة اتهامية تبلغ أحيانا حد الإدانة على غرار (الشعب فطر وتعشى وتغدى على الوعود الانتخابية).. حيث لا ندري إن كان التجمع معنيا هو أيضا بهذه الوعود الفارغة أم لا.. أم أنه الحزب الذي (ولد في سنوات النار من أجل رسالة وقضية).. ومن ثم لا يمنح الوعود.. بل ينفذ ما لا يعد به!؟

 الوزير الأول مسؤول عن كلامه وإن لم يحاسبه أحد.. ومسؤوليته مضاعفة حين يتكلم نيابة عن غيره أو باسم الشعب.. أو حين يمنح نفسه حيزا من حرية التعبير تزيد على الحاجة.. هو يقول إنه يطبق “برنامج الرئيس”.. لكن من ذا الذي يستطيع أن يقول “لا أحد يطبق برنامج الرئيس”.. فالمعارضة ضعيفة.. وهي تكابد آلام ضعفها.. ومنشغلة ببعض الأشياء الصغيرة فقط.. ولأنها كذلك.. يدعوها الوزير الأول (لتكون معارضة قوية).. وهو يعلم أكثر من غيره أنها لا تستطيع أن تكون قوية في ظل معطيات معينة.. وهو يرفض مناقشة الدستور.. لأن مناقشته بتقديره (لا تبقي لنا دولة).. في المقابل.. هو يعلم أننا عدلنا الدستور أكثر من مرة.. ولأكثر من سبب.. وبقيت الدولة واقفة.

 أعتقد أن الكلام الذي لا يؤدي إلى نتيجة.. يكرس الفشل لا أكثر.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  7. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  8. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات