لا هو عربي ولا فارسي.. إنه أمريكي

يقال إن مؤسسة “ڤوڤل” تحولت عن تسميته بالخليج العربي إلى الخليج الفارسي.. بطلب وإلحاح من الحكومة الإيرانية..

إيران دولة فارسية ثقافة وسياسة.. لذا تصر على أن يسمى الخليج المشترك بينها وبين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي بـ “الخليج الفارسي”.. الذي يسميه العرب بـ«الخليج العربي”.. وبين الطرفين نزاع مزمن على التسمية.. لم يفلح ادعاؤهما الإسلام في حسمه.. أو التخفيف من تشنجاته.

يقال إن مؤسسة “ڤوڤل” تحولت عن تسميته بالخليج العربي إلى الخليج الفارسي.. بطلب وإلحاح من الحكومة الإيرانية.. حيث أثار هذا التحول امتعاض البعض واعتراض البعض الآخر من العرب.. ولا يزال للموضوع تداعيات.. تضاف إلى مزيد من تداعيات الصراع “العربي ـ الفارسي”.. في خلفية التدخل الإيراني في الشأن العربي.. وسعيها طهران الحثيث في الهيمنة على جيرانها.

 يهمنا في هذه المسألة أمران:

الأول.. أن الشعار الإسلامي غائب عن الموضوع تماما.. وما الانتساب الأجوف للإسلام الذي تدعيه كل الدول المطلة على الخليج.. إلا محاولة للاستهلاك والدعاية لا أكثر.. أما أن يكون “الإسلام” ولافتاته المرفوعة.. من جمهورية إسلامية.. إلى دولة تطبق الشريعة وتحكم بالإسلام.. إلا ذر للرماد في أعين الغافلين.. والدليل أنه لو صدق الانتساب للدين.. وتقدم الإسلام غيره من الشعارات.. وكانت ثقافته هي السيدة والسائدة.. لما أصرت إيران على التسمية الفارسية .. ولما أصر العرب والجامعة العربية على أن يكون عربيا على الورق!

الثاني.. ماذا يجري على الأرض؟ عمليا.. يظل الخليج بحيرة أمريكية.. فلا قوة إيرانية ولا عربية يمكن أن تنافس أمريكا في هذا المجال المائي الحيوية.. فأساطيلها تذرع الخليج جيئة وذهابا.. وهي هناك متأهبة لأي طارئ.. وقواعدها العسكرية تنتشر هناك أيضا.. لتزيد سيطرتها على مفاصل الخليج.. ولتحكم قبضتها عليه .

 ولا ننخدع ببعض مظاهر الاستعراض الإيراني في مياه الخليج.. فلا قوة تقف في وجه البوارج الأمريكية.. ومن المفيد أن نتذكر كيف ردت البحرية الأمريكية على شغب إيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية.. فدمرت منصات بحرية إيرانية.. وأسقطت طائرة مدنية ـ ربما بطريق الخطأ ـ.. فلم تنبس إيران الخميني ببنت شفة!

اليوم وإيران تتبجح بتدخلها الزائد على اللزوم في شؤون جيرانها العرب.. المدججين بالحماية الأمريكية.. ماذا بقي للفرس والعرب أن يقولوا أو أن يفعلوا بشأن هذا الخليج؟

عندي.. أنه لا إيران ولا دول مجلس التعاون الخليجي.. يملكان من القوة أو الإرادة ما يمكنهما من حسم هذا النزاع الورقي.. ولا هما مؤهلان لادعاء انتمائهما للإسلام.. فلو كان الأمر كما يدعون.. لكان الخليج إسلاميا.. وليس أمريكيا.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  4. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  5. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  6. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  7. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  8. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!

  9. بعد أسابيع من الغلاء .. مهنيون يؤكدون تراجع أسعار البطاطا بأسواق الجملة

  10. رسميا .. التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار الجزائر مساء اليوم