لماذا لم تفعلوا هذا من قبل؟!

إعصار كاترينا الأمريكي.. أغرق مدينة أو مدينتين في الماء.. واستطاع الأمريكيون تجاوز المحنة..

 

هذه الأزمة.. تعصف كإعصار من الدرجة الخامسة.. تقتلع الكثير من الخرافات المتشبثة برأس الحكومة.. وجميع المصدات التي أقامتها انهارت فجأة..وتعرت خياراتها الهشة.. ولم تصمد سوى حقيقة واحدة  هي.. ألا شيء يقوى على انتشال الحكومة من قلب الإعصار.

إعصار كاترينا الأمريكي.. أغرق مدينة أو مدينتين في الماء.. واستطاع الأمريكيون تجاوز المحنة.. دون حاجة لمساعدات  دولية.. أما الإعصار النفطي الذي يطوح بنا.. فقد أغرق سياسة حكومة برمتها.. كانت تتغنى وإلى وقت قريب بقدرتها العجيبة على الصمود وتجاوز المحن.. فإذا بها تنجرف مع سيل الإعصار.. دون أن تتمكن حتى من إرسال صرخة استغاثة. 

البلية الكبرى.. أن هذه الحكومة تأبى الاعتراف بمسؤوليتها عن الأزمة.. كأن فاعلها شبح قادم من خارج المجموعة الشمسية.. هي لا تريد أن تشير ولو من بعيد إلى أنها من رمانا في قلب الإعصار.. وتركنا هناك نتلوى ونتمزق.. وتأبى أن تبدي أدنى استعداد للوقوف أمام الشعب ليحاسبها على ما جنت.. وتقبل الحكم بشرف.

وأشر من هذه البلية.. أن تُمعن في الهروب إلى الأمام.. دون أن تفكر في الحائط الذي يعترض طريقها.. فوزير ماليتها.. يثمن ـ بحسب تعبيره ـ.. “سياسة ترشيد النفقات ومحاربة التبذير والتهريب، مثنيا على التدابير المشجعة التي تضمنها القانون لصالح المؤسسات المنتجة لاسيما في الشعب التي تحل محل الاستيراد”.. فأين كانت هذه السياسة الرشيدة.. حين علت الأصوات  تحذر من اليوم الأسود الذي يتربص بنا.. ونحن الذين اختبرنا أكثر من يوم أسود؟

  على مدى عشر سنوات.. بأقل تقدير.. كانت الحكومة تبذر ذات اليمين وذات الشمال.. كانت توزع الريع كأنها تغرف من خزائن قارون.. وقد أصمت أذنيها الثقيلتين عن سماع أية نصيحة.. كانت تشتري كل شيء بالمال العام.. السلم والصمت والموالاة .

أغرقوا البلد بالحاويات.. حتى استوردوا الخبز والماء والثوم الصيني.. وتاهوا بعيدا.. قبل أن يعودوا ـ بعد فوات الأوان ـ ليذكروا الناس بضرورة التقشف والصبر!

 أين كانت هذه الرشادة من قبل؟ وكيف غابت عنهم كل هذه الحكمة؟ وهل يجدي اليوم نفعا أن يبكوا أويستبكوا؟ لماذا لم يفعلوا هذا في الزمن المناسب.. قبل أن يجرفهم التيار إلى قاع البحر؟

لا أعتقد في جدية هذه الحكومة.. ولا في حكمتها.. ولا في قدرتها على عكس التيار.. إذ لا شيء يرتد إلى الخلف.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد