نذير شؤم

يبدو الخبر الذي أعلنته مصالح الوزير الأول مقتضبا جدا..

 

يبدو الخبر الذي أعلنته مصالح الوزير الأول مقتضبا جدا.. هو أشبه بومضة إشهارية بمليون دولار.. فحسب البيان.. استقبل الوزير الأول “رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للجزائر ورئيس قسم المغرب العربي في إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، جون فرانسوا دوفان، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر في إطار العلاقات التي تربط الجزائر بالصندوق”.. لم يتطرق البيان لمحتوى اللقاء.. بمقتضى الشفافية المطلوبة التي تمكن الرأي العام من الوقوف على حيثيات الزيارة: ماذا يريدون.. وماذا قال لهم الوزير الأول.. وإلى أين هم ذاهبون معا؟ 

 وتقديري أن هذه الزيارة نذير شؤم.. بغض النظر عن جدول أعمالها ـ الذي لم يعلن بعد ـ.. والذي قد يظل سريا إلى الأبد.. لأن هذا الصندوق الأسود لا يحمل معه خيرا للشعوب والدول التي يكثر من الطواف حولها.. فحيث ما حل.. حلت معه المآسي والنكبات المالية.. ودفع الناس ثمنا قاسيا لوصفاته التصحيحية.. التي تبدأ بكسر الإرادة السياسية للبلد الضحية.. وتنتهي بامتصاص آخر دينار في جيب المواطن المغلوب على أمره.

 لقد اختبرنا هذا الصندوق في التسعينيات.. حيث تناولنا جرعة قاسية من شروطه المؤلمة التي تحولت إلى قرارات حكومية.. يوم كان أويحيى ورضا مالك من المبشرين بجنة الصندوق.. وأقنعوا الناس بألا مناص ـ إن أردنا البقاء على قيد الحياة ـ من القبول بجراحة يجريها لنا الصندوق على عجل.. فأملى الصندوق إرادته كما شاء.. وعاد إلى واشنطن سالما غانما.. وبقينا نحن نتخبط كالنعجة المذبوحة.

إبان الوفرة المالية.. أقرضت الجزائر الصندوق 5 أو6 مليارات دولار.. بنسبة فائدة لا نعلم مقدارها.. ما يعني أننا في حل من شروط الصندوق التي أملاها علينا من قبل.. والتي أفضت إلى كسر قاعدة الاقتصاد الوطني.. وتحويل الجزائر إلى بازار مفتوح للمستوردين المتوحشين.. الذين التهموا الأخضر واليابس.. وانخرطنا بفضل بركات الصندوق تلك في حالة من قلب الأوضاع الاقتصادية.. ولولا فضل الله علينا.. لانتهينا دولة عالقة بين أسنان الصندوق إلى يوم القيامة.

 اليوم يعود إلينا الصندوق عبر بعثته هذه.. ولا نعلم تفاصيل ما يتفاعل في رأسه.. وما يريد منا تحديدا.. ولا ما تريد منه حكومة أويحيى.. وبصراحة نخشى أن يُدبر شيء كبير بليل.. مع هذا الزائر غير المرغوب فيه.. فليتركنا وشأننا.. وما على الحكومة سوى أن تودعه في المطار.. وتتمنى لهم طريق السلامة إلى واشنطن أو باريس.. فمن الخير أن تموت جائعا في بيتك.. من أن تموت منتفخ البطن على قارعة الطريق.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  6. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  7. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  8. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات