هل من وارد.. يدلي دلوه؟

نزل احتياطي الصرف إلى 85 مليار دولار.. ليقابله عام ونصف العام من الواردات..

الانتعاش النسبي لأسعار النفط.. قد لا يعني شيئا إن استمرت الحكومة في خياراتها الاقتصادية والمالية الحالية.. وهي الخيارات المعتمدة منذ سنوات عديدة.. ولم يكن انهيار أسعار النفط ـ في السابق ـ ليحفز واضعي السياسات الاقتصادية عندنا على إعادة النظر في كل شيء.. بل كانوا يصرون دائما على السير في الطريق نفسها.. التي أوصلتنا إلى طبع 3500 مليار دج دون غطاء سلعي.. ما يعني أن القنبلة الموقوتة قد تنفجر في أية لحظة.. لينهار الدينار.. وتتوالى سلسلة الهزات الارتدادية.. وما بعد ذلك يصعب التنبؤ به.

نزل احتياطي الصرف إلى 85 مليار دولار.. ليقابله عام ونصف العام من الواردات.. وهذه التقديرات مؤشر على أزمة قادمة لا محالة.. إذا لم يُتدارك الأمر في أقرب وقت.. وتتخلى الحكومة عن سياساتها الترقيعية.. فطوفان الدينار المطبوع قد يجرف في طريقه كل شيء.. ولنا أمثلة في دول لا تجد حلا سوى تخفيض قيمة عملتها الوطنية.. ما ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين بارتفاع الأسعار.. وتفاقم الأزمة السياسية والاجتماعية.. ومن ثم خلخلة الاستقرار الاجتماعي الهش أصلا.. وربما السقوط بين براثن صندوق النقد الدولي.. الذئب المتربص بنا  دائما.

المراهنة على ارتفاع أسعار النفط ليس حلا ولن يكون أبدا.. فقد اختبرنا  هذا الأمر أكثر من مرة  ولم نصل إلى حل.. لأن الحل يكمن في شيء آخر لا تريد الحكومة الالتفات إليه.. أعني أنها ترفض نهج الإصلاح وتختار دوما الحلول السهلة التي لا تكلفها شيئا.

إرهاق جيب المواطن ليس حلا.. وفتح باب الاستيراد على مصراعيه ليس حلا.. وتغليب السياسة الاجتماعية على الخيارات والحلول الاقتصادية المتينة والجذرية ليس حلا.. وطبع مزيد من النقود ليس حلا.. وتغذية أحلامنا بالشعارات ليس حلا.. وتذكيرنا في كل مرة بأن كل شيء على ما يرام ليس حلا.. والهروب إلى الأمام ليس حلا.. الحل يكمن في وضع هذه الأوهام جانبا.. والشروع في إجراء عمليات جراحية قد تكون مؤلمة لكنها تزيل الأورام الخبيثة.. وتمنح الجسم المتهالك فرصة التعافي من ج فهل من وارد يدلي دلوه؟

لدينا الصحراء والماء والأرض البكر.. ولدينا الشمس التي تشرق باستمرار.. ولدينا الموارد المعدنية التي لا تحصى.. ولدينا الشباب بكامل عزمه وحلمه.. فأين هي الإرادة السياسية.. الغائب الأكبر؟

لنبدأ من السياسة.. لنبني اقتصادا جديرا بتحديات هذا القرن.. بغير مؤسسات رقابة فعالة ومخلصة.. ستقبع الحكومة في غيابة الجب إلى ما لا نهاية.. فهل من وارد يدلي دلوه؟

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  6. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام

  7. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة