هل يكون مسلما.. من يفعل هذا!؟

هذا طرف من معادلة الحرب على الإسلام..

خطايا العرب كلهم يتضرر منها الإسلام أكثر مما تتضرر منها الشعوب.. وأقل من ذلك بكثير أن يلحق الضرر بالحكومات.. ولأن الغرب وعموم الدوائر الصهيو ـ صليبية يرغبون في رؤية الإسلام في قفص الاتهام.. فإن الربط بين الإرهاب والإسلام يحدث آليا.. فثمة إرهاب إسلامي وتطرف إسلامي وعدوانية إسلامية وتخلف إسلامي.. أي أن كل ما هو سيّئ وسلبي يمكن أن يكون إسلاميا.. بل ويجب أن يكون إسلاميا.. فالإسلام هو العدو.. وحتى إن لم يكن كذلك فهو ليس بالصديق الذي يمكن الركون إليه.

هذا طرف من معادلة الحرب على الإسلام.. أما طرفها الثاني فهم العرب والمسلمون أنفسهم.. فماذا يقول الغرب.. وهو يرى صحفيا مسلما يتم قتله ببشاعة غير معهودة.. في سفارة دولة إسلامية.. فيقطع جسده أشلاء.. وينقل رأسه إلى من أمر بقتله ـ حسب تسجيلات سكايب؟

هل يلتمس هذا الغرب ـ بوسائل إعلامه الشرسة وسياسييه ـ الأعذار للقتلة المتوحشين.. أم يشحذ سكينه الإعلامي والسياسي.. ويشرع هو أيضا في تقطيع جسد أمة فقدت الإحساس بوجودها؟

المأساة أن ادعاء الإسلام والالتباس به والتمظهر ببعض تفاصيله.. أضحى موضة وطريقة تسويق رائجة لمشاريع سياسية ومواقف غاية في الخزي والخذلان لمصالح الدين والأوطان والشعوب.

لا أفهم كيف يكون مسلما.. من ينشر الأجساد بالمناشير.. ليهدي خصوم الإسلام خدمة مجانية لن يجدوا أفضل منها؟ ولا كيف يكون مسلما من تطغى مصالحه الشخصية والأنانية على مصالح الشعوب المغلوبة على أمرها.. ولا يتوانى عن كسر كل القواعد الأخلاقية والدينية والإنسانية.. ليحجز مقعدا في العربة الأولى للسلطة.. وربما ليكون هوالآمر الناهي؟

 إن مطاردة المعارضين السلميين.. ومصادرة الحق في التعبير.. ومحاسبة الناس على مواقفهم المخالفة.. ليس من الإسلام في شيء.. وما فعله الخوارج قديما يتم إنتاجه الآن بكيفية أشد بؤسا.. وعواقبه الوخيمة ترتد على الجميع.. ولا نرى ضوءا في نهاية النفق المظلم الطويل.. بل كل ما نراه ونعايشه في هذا العالم العربي الموبوء بالقمع.. مزيدا من التنكيل الذي يبلغ حد التمثيل بالجثث.. بوحشية تعيدنا إلى زمن كاليغولا!

 بدل أن يحرص هؤلاء الناس على عرض الوجه السمح والإنساني للإسلام الذي يتشدقون به.. نراهم يمعنون في تشويهه.. وكأنهم بصدد تنفيذ أجندا صهيو ـ صليبية معدة سلفا.. يقبضون ثمنها رضا من الغرب عنهم.. وفتاتا سلطويا يلتقطونه ممزوجا بمعاناة الشعوب وخسائر الأوطان.

هل يكون مسلما.. من يفعل هذا؟!

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة .. رياح قوية على هذه الولايات

  4. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  5. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  10. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر