متى نتغير؟

نحن مجرد صورة فوتوغرافية.. التقطت في جويلية 1962..

 

كان الدستور أم لم يكن.. لن يتغير من الواقع شيء.. حل فلان أم غادر علان.. لا يهم.. ارتفعت أسعار النفط أم سقطت.. سنظل فقراء.. بكينا أم غنينا.. من يسمعنا.. ذهبنا أم جئنا.. من ذا الذي يلتفت إلينا.. درسنا أم احتفظنا بأمية مريحة.. الأمر سيان.. صرخنا حتى بحت حناجرنا.. أم صمتنا نحن فقدنا القدرة على الكلام.. الآذان مسدودة.

نحن مجرد صورة فوتوغرافية.. التقطت في جويلية 1962.. بملامحها الهاربة من ليل الاستعمار.. ولا نزال.. مجرد أسطوانة عتيقة.. تردد موالا واحدا.. سئمنا الإنصات إليه.

 كل الأشياء قديمة.. يتكدس عليها الغبار.. وتنمحي ملامحها بفعل الزمن.. الوجوه ذاتها وإن حاولت ترميم نفسها.. بمستحضرات التجميل السياسي.

لا أدري لم لا يستريحون.. أشفق عليهم ألا يستقطعوا وقتا لأنفسهم.. كما فعل رئيس الفيفا السابق.. البرازيلي “هافيلانج”.. حين سُئل عن عدم ترشحه مرة أخرى.. فأجاب: تقدم بي العمر.. وأريد أن أعيش ما بقي منه مع عائلتي.. وفي هدوء.

ماذا لو أن هؤلاء عملوا بحكمة هافيلانج.. وتنحوا بلباقة.. ليقضوا بقية أعمارهم.. بعيدا عن ضجيج السلطة.. وغضب الناس ودعائهم عليهم.. أليس هذا أفضل لهم ولغيرهم.

 للأسف.. هم فرضوا أنفسهم علينا عنوة.. ويأبون المغادرة.. يتحدثون لغة ميتة.. ويرددون أشياء ـ ولا أقول أفكارا ـ تنتمي إلى حقبة الديناصورات.. والروح الجزائرية التي دفعت فرنسا خارج الحدود.. تقوقعت في جهاز بشري تكلس ذهنه.. وتحول إلى ما يشبه لبنة من طوب.

 بالأمس و هم يرفعون أيديهم.. لقول نعم لهذه الطبعة الجديدة من الدستور.. ثبت بالدليل أن الأحفاد على دين الأجداد.. وأن الجلوس على الكرسي يساوي النهوض عنه.. وأن ميكانيكا الحركة لا تزال تحتفظ بحيويتها عندنا.. رغم أن العالم قد انتقل من عصر الإلكترونيات.. إلى الزمن الرقمي.. إلى بصمة العين.. ونحن لا نزال نعد بالأصبع.. الذين قالوا نعم (499) ومن قال لا (1) .. ومن امتنع ـ لا أدري عددهم ـ كما لا أدري سبب حضورهم.. و من بينهم لويزة حنون.. التي ما وطئت قدماها المجلس يوما.. ثم حضرت فجأة.. ربما لتصنع الحدث.. أو لترسل شفرة لمن يهمهم الأمر.. أنا هنا!

متى نتغير؟ ربما حين نريد.. و إلى أن نريد.. لا بأس أن نجتر عجزنا ممزوجا بحزننا. 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح جد قوية وأمطار رعدية على هذه الولايات

  2. وهران.. إصابة تلاميذ في إنهيار سقف قسم بابتدائية

  3. الجوية الجزائرية تكشف عن تفاصيل عرض "أسرة" الذي تم إطلاقه

  4. الدكتور محيي الدين عميمور: لماذا تكثر الاستفزازات المغربية منذ رفع علم الكيان الصهيوني رسميا في القطر الشقيق.؟

  5. الرئيس الإيراني يهدد إسرائيل

  6. "فيديو" أنقذته المئذنة.. إمام جامع يستغيث من هجوم بسكاكين

  7. لمواجهة آثار الأرق.. تعرف على هذه الحيلة المرتبطة بشرب القهوة

  8. في إطار دعم مُربي المواشي ... مجمع "أوناب " يقرّر تّخفيضات في أسعار الأعلاف

  9. ارتفاع أسعار النفط وبرميل "برنت" فوق 87 دولارا للبرميل

  10. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل و تفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة