فوبيا القرضاوي: رجل تخــشاه الحكومات

لا أجد مبررا واحدا.. لما يتعرض لها عالم مجتهد كالشيخ يوسف القرضاوي ..

لا أجد مبررا واحدا.. لما يتعرض لها عالم مجتهد كالشيخ يوسف القرضاوي.. فلا هو سلفي ـ شكلي يُخشى من تطرفه وانقلابه على مظاهر الحياة المعاصرة.. كقيادة المرأة للسيارة.. ولا هو سلفي ـ قتالي.. يُشك في سلوكه غير المتزن.. فيعبئ انتحاريين لتفجير أنفسهم في شارع أو مقهى.. ولا هو عالم مرتزق من علماء السلطة يبيع ويشتري.. ويصدر الفتاوى الجاهزة تحت الطلب.. ويعمل على ابتزاز الجميع ليكف قلمه ولسانه عنهم.. ولا هو أحمدي ضال أو شيعي تكفيري أو طرقي منحرف.

قد يتسنى لك أن تقرأ كتبه كلها.. فلا يصادفك شيء مما يشاع عنه من تطرف.. فلا دعوة للانقلاب على الحكومات.. ولا تحريض على اغتيال المعارضين.. ولا تشدد في الأحكام والفتاوى.. ولا استهتار بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. ولا مفخخات فكرية تتحول إلى عمليات دهس جماعي.. فكل كتبه دعوة لفهم الإسلام فهما متزنا وسليما.. وسعي لتطوير الاجتهاد الفقهي ليواكب حاجات الناس المستجدة مما لا يخالف الشرع.. بل إن ممن يتسمون بعلماء السلفية.. من يتهمه بالتسيب في الفتوى!

وزارة التعليم في السعودية أصدرت أمرا تلزم به جميع الإدارات التعليمية التابعة لها “.. بسحب كتب الشيخ كلها بالنظر إلى ما تشكله مؤلفاته من خطر على فكر الطلاب والطالبات”.. حيث سبق للوزارة أن وجهت بمنع كتب الجماعات الحزبية وأصحاب الفكر الضال..إشارة إلى تعميم مماثل صدر في ديسمبر 2015.. وقضى بسحب كتاب “الحلال والحرام في الإسلام” للشيخ نفسه.

وخضوع كتب القرضاوي كلها أو بعضها على الأقل للحظر.. ليس وليد اللحظة.. ففي جويلية 2016 أمرت وزارة العدل البريطانية بسحب مؤلفات دينية من مكتبات ومراكز التعلم في جميع سجون بريطانيا، ومن بينها كتاب “الحلال والحرام” المشار إليه.. وفي معارض الكتاب الدولي.. تجد قائمة بعناوين الكتب المحظورة ومن بينها كتاب الحلال والحرام.. فلم كل هذا التحامل عليه؟

أظن أن خطيئة الشيخ لدى خصومه.. أنه لا يهادن الحكومات التي تنتهك حقوق الشعوب.. ولا يقبل التعايش مع أنظمة مناهضة للديمقراطية والحرية.. ويرفض أن يكون ظهيرا لسلطات تستجدي فتاوى المساندة والتطبيع دون غيرها.. ويرفض فتاوى الفقه الظاهري المتخلف.. فمن هذه الزاوية أصبح القرضاوي إرهابيا بتكييف رسمي لمواقفه وأفكاره.. ومن الزاوية نفسها تخشاه الحكومات التي فقدت الثقة بنفسها.. فطلبته حيا أو ميتا!!

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  2. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  3. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  4. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  5. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  6. لليوم الثالث.. موجة الفيضانات والأمطار تجتاح الإمارات

  7. تسقيف هوامش الربح على لحوم الأغنام والأبقار المستوردة

  8. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!

  9. بعد أسابيع من الغلاء .. مهنيون يؤكدون تراجع أسعار البطاطا بأسواق الجملة

  10. رسميا .. التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار الجزائر مساء اليوم