مهاجر غير شرعي.. لكن!

الحراڤ ”أي المهاجر غير الشرعي”.. هو في نظر القانون الجزائري مرتكب جناية..

الحراڤ ”أي المهاجر غير الشرعي”.. هو في نظر القانون الجزائري مرتكب جناية.. وفي نظر القوانين الأوروبية مجرم عبر الحدود بصورة غير قانونية.. وتجب معاقبته وتأديبه.. وبين الطرفين تضيع حقوق ”الحراڤ” وتساء معاملته.. ويصار إلى تحقيره واستضعافه والدوس على كرامته. الرقم الذي قدمته ”الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان” عن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين المحتجزين في أوروبا مخيف حقا.. أزيد من 17 ألف مسجون أو معتقل يكابدون معاملة غير إنسانية.. ذكرت منها الرابطة (إساءات شرطة مكافحة الشغب، الاحتجاز في الأماكن القذرة والظروف السيئة، الاعتقال الجماعي، معاملة هؤلاء المهاجرين بوصفهم جناة، الاعتقال التعسفي المطول دون محاكمة،..).. وما يزيد المصيبة شدة وحدة أنهم يتوزعون على سبع دول على الأقل.. منهم 7 آلاف في فرنسا وحدها.. وإسبانيا التي أُزهقت فيها روح مهاجر جزائري غير شرعي تحت التعذيب قبل أيام!

من ينوء بمسؤولية هذه الكارثة غير الإنسانية؟

الراجح أننا سنلوم المجتمع والدولة الجزائرية.. وسنحمل المعني وعائلته جزءا من المسؤولية.. وستبوء وسائل الإعلام الصامتة بنصيبها من اللوم.. وفي النهاية ثمة آلاف من الجزائريين يعانون وراء أسوار عالية من الصمت والإعراض واللامبالاة.. فلو تسنت ظروف حياة طبيعية لهؤلاء الألوف.. أكانوا سيغامرون بعبور البحر أو الموت فيه.. مع ما يتربص بهم من ”تراجيديا” لو أسعفهم الحظ.. ونزلوا على الشاطئ الشمالي؟

 لا يوجد مبرر للهجرة غير الشرعية.. سوى هذا اليأس الذي يُطبق على رقاب ملايين الشباب الذين تتقاذفهم الوعود الفارغة لمسؤولين.. يختزلون مهامهم الوطنية في خدمة أغراضهم الشخصية.. فإذا تراجع المجتمع هو أيضا عن أداء دوره الوقائي.. استحكمت حلقات نكد العيش.. لتسيطر أفكار الهجرة مهما كان الثمن.. فثمة جنة يقال إنها وراء البحر.. يتحول الوصول إليها هاجسا.. يجري تنفيذه بأية وسيلة. وزارة الخارجية لا تتحدث عن هؤلاء المضطهدين.. وأين من ذلك دور السفارات الجزائرية والقنصليات التي تنتشر في أكثر من مدينة أوروبية.. وخاصة في فرنسا.. وكأن هؤلاء الضحايا بلا آباء أو أمهات.. أو وطن يُفترض أنه يتسع لهم.. ومن الممكن جدا أن يمنحهم أملا في الحياة أفضل بكثير مما يحلمون بتحقيقه في أوروبا.

أوروبا ليست جنة.. بل مجرد سجن كبير ينتهي إليه سيئو الحظ من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين.. ومع انعدام الإنسانية في قلوب الأوروبيين.. وتعاظم أصوات اليمين المتطرف.. يتحول آلاف الجزائريين إلى جناة لم تثبت التهمة عليهم.. بل هم أقرب إلى ضحايا لا ينصت إليهم أحد.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد