عندهم الحوت، عندنا الحوت.. عندهم الجبال، عندنا الجبال.. عندهم البترول، عندنا البترول.. عندهم البحر، عندنا البحر.. عندهم الصحراء، عندنا الصحراء.. عندهم الذهب، عندنا الذهب.. عندهم اليورانيوم، عندنا الأورانيوم.. عندهم الغاز، عندنا الغاز (.. باختصار عندنا ما عندهم.. وربما عندنا ما ليس عندهم.. هذا ما يريد قوله الأمين العام لحزب ”ج ت و«.. وهو يتساءل: لم كان الآخرون على ما هم عليه؟ في حين انتهينا نحن إلى ما نحن عليه.. نتذيل القافلة.. ولا نكاد نتقدم خطوة إلى الأمام.. حتى نرتد خطوات إلى الوراء!
في هذا المقام.. لا أنكر أن السيد ”سعداني”.. قد شخص بعض الأسباب.. كاتهامه ”العقليات المستبدة” بأنها وراء هذا العجز.. لكنه لا يذكر من هي.. ولا يسميها.. ولا يشير إلى شكل وجهها؟ بل يكتفي بإدارة دفة الاتهام في الاتجاه الخاطئ.. ليتهم المعارضة التي لا تحكم ولا تملك.. بأنها تريد الكرسي.. ولا يشغل بالها سوى الجلوس عليه.. بل ويمعن في تزييف الواقع.. بقوله.. ”اليوم البلاد راهي بخير” .. ومرة أخرى.. لا ندري عن أي ”خير” يتكلم؟!
***
«عندهم الحوت.. عندنا الحوت”.. هذا صحيح.. فالجزائر تعج بالحيتان التي تأكل ولا تُؤكل.. حيتان ضخمة.. تبتلع السمكات الصغيرة.. تقلب زوارق الصيادين.. وتتربص بالتعساء تحت الماء وفوق الماء.... قبل أن تغوص إلى الأعماق.. ويختفي أثرها.
عندنا الجبال والبحار والنفط والذهب.. وعندنا كل شيء تقريبا.. هذا صحيح أيضا.. لكنها الأشياء كما خلقها الله.. وليست كما يصنعها الإنسان.. لذا نلبس من الصين.. ونأكل الثوم المعلب من الصين.. وننتظر أن نسكن بيوتا تبنيها الصين.. حتى دار ”الأوبرا” التي يرقصون فيها.. أهدتها إلينا الصين.. هذا هو الفرق بيننا وبينهم.
أما إذا بحثنا عن المتهم في كل هذا.. فيكون ”سعداني” أولهم.. لأنه يعلم يقينا أن من يشتري سكنا في باريس.. ليس كمن ينتظر إحسانا من مجلس بلدي.. يتكرم عليه بعلبة إسمنت.. يُزج فيها بمعية أولاده العشرة.
ونعرف الجزائري الذي تخرج في مدرسة الحكومة.. وتوجيهات سلال ووزرائه..
