قال الجنرال.. فماذا تقولون أنتم؟

هل هي محاولة لإبراء الذمة أمام التاريخ..

 

تصريحات الجنرال خالد نزار.. في هذا الظرف بالذات.. هل هي محاولة لإبراء الذمة أمام التاريخ.. أم سعي دؤوب ـ إذ له سوابق ـ  لنفي تهم تطال العسكر أكثر من غيرهم.. وتحملهم النصيب الأكبر من أوزار التسعينات؟

قد لا نصل إلى خلاصة واضحة المعالم نتفق بشأنها.. فعندما يعم الجنون السياسي.. يصبح فرز الحقيقة..  بمثابة مطاردة للسراب.. لأنك لن تصل إلى شيء  محدد وسط طوفان التناقضات.. فالكل يبرأ مما كان.. والكل يلقي باللائمة على مجهول.. وتظل الحقيقة هي الضحية .

 الجنرال الذي كتب الكثير..  وقال الكثير.. منحنا استثناء أوراقا للبحث..  مادة أولية لصياغة مقاربة  حول ما حدث في الجزائر إبان الحقبة السوداء.. طبعا إلى جانب مصادر أخرى لا تقل أهمية.. بل قد تفوقها.. وستزداد أهمية هذه الأوراق.. لو أن أكثر الذين انخرطوا في تلك الأحداث.. ساهموا بما لديهم من حقائق.. وستظل هذه نقطة مطلبية قائمة.. تاريخيا وحقوقيا.

 

*****

  كثيرون يحملون الجنرالات تبعة ما حدث في جانفي 1992.. وما تداعى عنه لاحقا من مآس مؤلمة جدا .. لكن ما دور المدنيين في ذلك ؟ هناك من يحاول إخفاء الجناح الثاني.. الذي حلقت به المأساة عاليا.. ابتداء من لجنة إنقاذ الجزائر.. وانتهاء بحزبي الإدارة.. اللذين حولا الوطن إلى مأدبة اجتمع حولها اللئام.

  تقديري لو أن المدنيين.. من الذين يعوزهم الإحساس بالذات..  ولا يتصورون وجودهم السياسي.. إلا بفيض الرضا العسكري.. كانوا جديرين بدولة مدنية.. ديمقراطية وإنسانية.. أي غير متوحشة.. ما حدث شيء في جانفي 1992.. حتى الطرف الآخر.. الذي يرى نفسه الضحية الأشد تضررا.. استظل بقوة أشهرت السلاح هي أيضا.  قائمة المدنيين الذين أججوا الفتنة..  وولغوا فيها حتى سكروا وانتشوا.. معلومة ولا فائدة من إخفائها.. فمن ذا الذي يستطيع سحب اسمه من السجل المختوم بدماء آلاف  الجزائريين ـ بغض النظر عن انتماءاتهم ـ ليدعي أنه لم يكن طرفا في المأساة.. أو إنه أساء التقدير بنية حسنة.. أو إنه حُشر في زاوية ضيقة.. ولم يبق أمامه سوى القفز في أتون النار؟

  في الجزائر.. لو استقام المدنيون.. ما كان بمقدور العسكر أن يقتربوا شبرا من السياسة.. لكنهم المطية التي تعبر عليها كل الشياطين..  وهذه معضلة ..  فلم لا يتكلم هؤلاء؟!  

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الفنانة سمية الخشاب تقاضي رامز جلال.. ما القصة؟