أين هي الدولة؟

وأنت خارج الدولة.. يعني أنك تلعب في منطقة التسلل.. أي إنك موجود في المكان الخطأ والزمن الخطأ.. وتهدر

 

وأنت خارج الدولة.. يعني أنك تلعب في منطقة التسلل.. أي إنك موجود في المكان الخطأ والزمن الخطأ.. وتهدر جزءا من طاقتك بغير طائل.. ولا تنضبط بالقوانين.. وتمارس الغش والخداع.

لهذا الاعتبار.. أعتقد أن ملعب السياسة عندنا.. لا يختلف في شيء عن ملعب كرة القدم.. وهي ذات الصورة التي تحكم العلاقة بين السلطة والدولة.. فالسلطة  إلى جانب تسعة وتسعين في المائة من الموالين لها.. يتصرفون على قاعدة أنهم كل شيء.. وغيرهم لا شيء.. ويتماهون في الدولة  إلى درجة يتعذر معها التمييز بين الشخص والمؤسسة.. الوزارة والوزير.. القاضي والقانون.. وزارة الإعلام ووسائل الإعلام.. باختصار.. هو لون من السطو الناعم على كل ما هو دولة  أو رمز لها.

  وسائل الإعلام تنخرط بدورها في ترسيخ هذا الانحراف.. فنحن لا نقرأ ولا نسمع ولا نرى شيئا عن الدولة.. باعتبارها كيانا أكبر من السلطة ومن الأشخاص ومن مراكز القوى.. التي تحجب كل شيء.. لتبدو قائمة بذاتها في المشهد.. وفي الخلفية.

  نكاد ننسى أننا نعيش في دولة وننتمي إليها.. ونتعاطى أحلامها الكبيرة ـ إن وُجدت ـ.. لتستغرقنا مشكلات الأشخاص وصراعاتهم.. التي تبلغ حد التفاهة والقرف أحيانا.. ونطوف حول مركز مصطنع ليس هو الدولة ولا المجتمع.. بل هو فلان أو علان.. أو تلك الجماعة.. أو هذا المركز.. أحزاب وأرباب مال وصناع متاعب وأشباح تتصرف على هواها.

  هكذا تغيب الدولة ويحضر من يتماهى في كيانها.. ليقتنص صلاحياتها وحقوقها وما يجب لها على مواطنيها.. والنتيجة أننا نسحب بعيدا عن مركز الدولة.. لنسبح خارج نطاق جاذبيتها الخاصة.. وكان من الطبيعي أن تجذبنا أجسام أخرى غيرها.. لنصبح عالقين في فضاء فارغ ومظلم.

  تسعون في المائة على الأقل من الكلام والاهتمام  والتحليلات والاستنتاجات والتنبؤات.. ومن شغلنا الشاغل نحن الجزائريين..  ينصب على الأشخاص.. أويحيى وسعيداني والجنرال الفلاني ورجل الأعمال يسعد أو حداد.. والوزيرة التي تقلب التربية رأسا على عقب.. وصانع القرارات الخفي.. واللاعب الأسطورة الذي يسجل أذكى الأهداف السياسية.. فأين هي الدولة؟ 

  إنها ملفوفة بالجريدة الرسمية.. وموضوعة في الدرج.. بانتظار تقييدها في جدول أعمال الحكومة!  

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  4. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  10. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد