“جا يكحلها عماها”..
النائبة التي حثت وزير الثقافة على نقل تمثال “عين الفوارة” إلى المتحف.. أخطأت مرتين.. الأولى عندما اعتقدت أن التمثال المقصود مجرد صخرة منحوتة.. عارية.. منافية للآداب العامة.. والحل في تخليص الناس منها يكمن في مواراتها في متحف.. والثانية عندما وجهت خطابها لوزير الثقافة معتقدة أن السيد ميهوبي يملك قرارا من هذا القبيل.. وأن بمقدوره ـ باعتباره مسؤولا عن حماية وصيانة الأملاك الثقافية ـ أن يصدر أمرا وزاريا في الصباح.. لينتهي التمثال مركونا في زاوية مظلمة مساء.
على النائبة من هذه الزاوية أن تتعلم شيئا.. وأن تعلم أيضا.. أن بعض الوزراء بحاجة إلى من يرفدهم وليس العكس.. ووجودهم على رأس الوزارة لا يعني بالضرورة أن صلاحياتهم تمتد إلى كامل القطاع.. ثمة مناطق محظورة.. وقرارات ممنوعة.. وأقوال لا يمكن التفوه بها.. فالوزير يعرف حدوده.. وهذا ما لم تعرفه النائبة.. ولديها الفرصة كي تتعلمه الآن.
أما خطيئة الوزير.. فهي على حد قول المثل الشعبي “جا يكحلها عماها”.. فأن يفقد أعصابه بغير سبب وجيه.. ويفقد طوره وتفلت منه رصانته.. فيقصف على غير هدى.. لمجرد أنه تلقى سؤالا أورجاء ـ يمكن أن يرد من أي نائب ـ.. فهذه خطيئة بكل المعايير.
فما معنى أن تذهب النائبة ومن معها إلى المتحف؟
الشعراء رقيقو الحاشية ينتقون كلماتهم بعذوبة.. ويهتمون كثيرا للجرس الموسيقي.. ولمشاعر مستمعيهم.. ويطرب الشاعر كثيرا وهو يسمع المُكاء بدل التصدية.. فما بال الوزير الشاعر يتحول ـ في لحظة ـ إلى سياسي جاف ومتغطرس.. يقصف بالنابالم الحارق.. ولا يعنيه أن يشتعل الحريق في ثوب الحكومة والمجلس معا؟
فهل تلاشى الوزير الشاعر.. ولم يعد موجودا.. إذ السياسة تجفف منابع الشعر.. وتكدره في أحسن الأحوال.. وهل ضمرت خلايا الشعر لدى الوزير.. فلم تعد تنتج شعرا.. بل كلاما خشبيا جارحا.. وعند هذا الحد تصبح السياسة ممارسة قمعية لفرض الصمت على النائب.. باعتباره ممثلا لشريحة من الناخبين.
في متاحفنا الكثير من التماثيل الرومانية.. وفيها أيضا لوحات الفنان الفرنسي المسلم ناصر الدين دينيه.. فهلا تكلم الوزير برهافة اللوحة لا بقسوة التمثال؟
ذهبوا بعيدا.. وبقينا هنا
ضيف ثقيل يجوس خلال البلدان
ترامب ليس معتوها..
خطأ النائبة.. وخطيئة الوزير
عيد النصر وأي نصر؟
ديمقـراطيـــة.. بأسلـوب إفـريقي
الثقافة.. بتعريف وزيـر الثقافة
احزموا أمتعتكم.. وعودوا إلى نواديكم
نتنياهو.. يلعب في فنائنا الخلفي!