من دولة فقيرةٍ معزُولة إلى نظامٍ رُعب !

من الخارج تبدو كوريا الشمالية وكأنها دولةٌ فقيرة معزُولة عن بقية دُول العالم، ولكن خلال نهاية الأسبوع، تمكن  النظام المعزُول من عرض صواريخه وقوته العسكرية بشكل مثير للإعجاب، في تحدٍ للتحذيرات الأمريكية المتزايدة بشأن قدرته العسكرية.

وقال خُبراء بأنهُ  لدى الكثيرين إنطباعا عن كون كوريا الشمالية بلد فقير لا يستطيع إطعام شعبه، وأنه يمتلك مخزوناً كبيراً من الموارد الطبيعية التي كان يستخدمها لتمويل أبحاثه المتعلقة بالأسلحة ،لكنها بلد جبلي له موارد طبيعية ضخمة بما في ذلك رواسب الفحم عالية الجودة والذهب والفضة واليورانيوم وخام الحديد والمعادن الأرضية النادرة .

وأوضح أن كوريا الشمالية صدرت معادنها إلى حلفاء كثيرين مثل الصين والإتحاد السُوفياتي منذ عقود حتى إنهيار  الكتلة الشيوعية، ومنذ ذلك الحين كانت أكثر إستباقا في التجارة الدولية ،على الرغم من أن تشديد العقوبات أدى إلى تقليص قدرتها التصديرية مؤخرا.

لكن الصين على وجه الخصوص حافظت على التجارة مع كوريا الشمالية وحرصت على الحفاظ على إحتكار تجارة المعادن الأرضية النادرة ، وهذه المعادن مهمة لأنها تستخدم في إنتاج العديد من منتجات القرن 21 مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وشاشات الكريستال السائل والسيارات. 

وهناك طريقة أخرى لكسب كوريا الشمالية أموالها من خلال تصدير عمالها إلى الصين وروسيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا، إذ لم تكن هناك شروط تأشيرة بين كوريا الشمالية وماليزيا حتى مطلع هذا العام، حتى تم ترحيل عشرات الآلاف من العمال الكوريين الشماليين في أعقاب اغتيال كيم جونغ نام الأخ الأكبر للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وهناك عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الذين يرسلون إلى الخارج للعمل في المطاعم ومواقع البناء ومزارع الخضروات في أماكن مثل أفريقيا.

ويذهب نصيب الأسد من أجور العمال إلى حكومة كوريا الشمالية التي ترحب بالاستثمارات الأجنبية، وقد استثمر المصريون في شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية في البلاد والمصانع الخرسانية والصناعات الإنشائية، في حين أن الصينيين حريصون على الموارد السمكية، وصناعة التعدين، وأنشأوا شبكة من محلات السوبر ماركت التي تبيع مواد استهلاكية صينية الصنع.

و إستفادت كوريا الشمالية سابقا من التعاون مع كوريا الجنوبية التي إستثمرت مئات الملايين في منتجع جبل " كومغانغ" حيث يستطيع الكوريون الجنوبيون والزوار الأجانب البقاء هناك وتسلق الجبال.

كما وفرت حديقة "كايسونج" الصناعية، التي أنتجت السلع باستخدام الدراية الكورية الجنوبية والعمل الكوري الشمالي، حتى تم إغلاقها في العام الماضي بعد التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية.

العالم اليوم حريصٌ على رُؤية الصين وهي تخنق كوريا الشمالية حتى الموت وتسبب لها الانهيار الاقتصادي وهذا أمر غير واقعي، لأن الصين ضحت بأكثر من 250 ألف جندى خلال الحرب الكورية لدعم حكومة كوريا  الشمالية.

ولأن الصين كذلك تُدرك أن ذلك سيُسبب فوضى في كوريا الشمالية، ويؤدي إلى التقدُم اللاّحق للقوات الأمريكية إلى الحدود الصينية، لذلك لن تسمح الصين بالانهيار الاقتصادي لكوريا الشمالية .

ومن المحتمل أن تعرب  الصين عن غضبها من خلال وقف التعاون الاقتصاديّ مؤقتا مثلما توقفت عن إستيراد الفحم بعد إغتيال "كيم جونغ نام" ، لكن هذه الأنواع من الإجراءات غير فعالة في الحد من طموحات كوريا الشمالية، لأنه لدى الأخيرة بديل آخر ألا وهو روسيا.

من جهة أخرى يظهر إهتمام روسيا بكوريا الشمالية كونها تعتبرها سوقا جيدا للغاز الروسي والنفط والكهرباء، وتعتقد روسيا أن كوريا الشمالية يمكنها أيضا فتح ممر لتصدير الطاقة إلى كوريا الجنوبية، وتعتبر كوريا الشمالية جزءا من ممر النقل المحتمل الذي يمتد من كوريا الجنوبية إلى أوروبا عبر السكك الحديدية عبر سيبيريا الروسية ، حتى أنها ليست مُهتمة بإنهيار كوريا الشمالية ولكن بالاستقرار والتعاون مع كوريا الشمالية.

وكان فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أصدر تقريرا الشهر الماضي كشف أن كوريا الشمالية تمكنت من تجنب العقوبات بإستخدام شركات الجبهة الصينية والكيانات الأجنبية الأخرى لتخفي أين تأتي بضائعها، وقد تمكنت في العام الماضي من مواصلة صادراتها من المعادن المحظورة، كما تمكنت من الوصول إلى الخدمات المصرفية الدولية.

وأبرز مثال على ذلك بعد العثور على معدات التزلج النمساوية في مُنتجع ماسيك للتزلج الفخم في كوريا الشمالية، حيث قالت النمسا في وقت لاحق إنها لا تعتقد أن مصاعد التزلج مدرجة في تعريف الاتحاد الأوروبي للسلع المحظور بيعها إلى كوريا الشمالية.

ويعتقد خبراء بأن كوريا الشمالية لديها فرصة للبقاء إذا استطاعت إستئناف التعاون مع كُوريا الجنوبية، وهذا يمكُن أن يحدث إذا تغيرت قيادة كوريا الجنوبية في الإنتخابات الرئاسية المقررة 99 مايو المقبل، مضيفا أن التعاون حدث خلال السنوات العشر بين البلدين من عام 1998 إلى عام 2008

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. بــلاغ هــام من وكالة "عدل"

  2. رياح جد قوية وأمطار رعدية على هذه الولايات

  3. لفائدة العائلات.. الخطوط الجوية الجزائرية تطلق عرض خاص "أسرة"

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34151 شهيد

  5. وفاة الداعية الإسلامي عبد المجيد الزنداني

  6. رياح قوية وزوابع رملية على هذه الولايات

  7. هذا هو توقيت القطار الليلي على خط "الجزائر – عنابة – الجزائر"

  8. وهران.. إصابة تلاميذ في إنهيار سقف قسم بابتدائية

  9. تنظف الرئتين من السموم.. إليك أفضل 5 مشروبات طبيعية

  10. الجوية الجزائرية تكشف عن تفاصيل عرض "أسرة" الذي تم إطلاقه