بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الـ68 لإندلاع ثورة التحرير المجيدة.
الرئيس تبون: أنعم الله تعالى بأيام خالدة وشاهدة على مسيرتها المظفرة.
الرئيس تبون: هي محطات ووقفات يتجلى فيها الوفاء ببطولات الشهداء الذين عانقت أرواحهم البيان النوفمبري وهم يلبون نداء الحرية والكرامة.
الرئيس تبون: رغم ما حشدته فرنسا الإستعمارية من آلة القمع والتنكيل وما وصل إليه جنون التمادي في نشر الدمار الشامل بسياسة الأرض المحروقة.
الرئيس تبون : أبى ثوار الجزائر الأحرار إلا أن يثبتوا لأزيد من 7 سنوات في حرب ضروس مختلفة الموازين ويسقطون المراهنات على إخماد وهج الثورة التحريرية المباركة.
الرئيس تبون: هدفنا الإستراتيجي في هذه المرحلة الذي نتجند حوله جميعا في الجزائر الجديدة في ثقة لا تتزعزع في قدرات الأمة وطاقاتها الهائلة التي عانت من الشلل والتعطيل بفعل التجاوزات والإنحرافات المتراكمة.
الرئيس تبون: الحزائر تتوجه نحو الإنعاش الإقتصادي والتنمية المستدامة في كل ربوع الوطن، ونحو إعادة الجزائر إلى مكانتها في المحافل الجهوية والدولية.
نص رسالة رئيس الجمهورية كاملة:
أيتـها الـمواطنات .. أيـها الـمواطنون، أَنْعمَ اللهُ تعالى على الجزائر بأيَّامٍ خالدة وشَاهِدَةٍ على مسيرتـِها الـمُظفرة، هي محطَّاتٌ ووقفاتٌ يَتَجلَّى فيـها الوفاءُ لبطولاتِ الشهداء، الذين عانقتْ أرواحُهم البيانَ النُّوفَمبري، وهم يـلبُّون نداء الحُرِّيةِ والكرامة. لَقدْ خَاض شعبُنا تحت لِوَاءِ جبهة وجيش التحرير الكفاحَ الـمُسلَّحَ الـمرير، مُوقِنًا بالنَّصْرِ، فبرغْمِ ما حَشَدتْه فرنسا الاستعمارية من آلةِ القمع والتنكيل، وما وصل إليه جنُونُ التمادي في نَشْرِ الدَّمار الشامل بسِيَاسَةٍ الأرْضِ الـمحروقة، أبَى ثُوَّارُ الجزائر الأحرار إلَّا أَنْ يَثْبُتُوا لأزيدَ من سَبْعِ سنواتٍ في حَرْبٍ ضَرُّوسٍ مُختلةِ الـموازين، ويُسقطوا الـمُراهناتِ على إخْمَادِ وَهَج ثورة التحرير الـمباركة، التي أَصبحتْ بِصُمُودها الـملحميٍّ، وبالثَّبَات على اِنْتزاعِ النَّصر الـمُبين .. أو نَيْلِ الشهادة، مَضربًا للأمثال في البَذْلِ والتضحية، وإعلاءِ قِيَم الحُريّةِ والكرامة. إن جزائرَ الخير والنماء التي ضَحَّى من أَجْلِ حُرِّيتـِها واستقلالها ووحدتـِها الشهداءُ والـمجاهـــــــدون، لَيْسَت أملًا نَتَطَّلع إليه فحسْب، بل هي في هذه الـمرحلة هدَفُنا الإستراتيجي الذي نَتَجنَّدُ حوله جميعًا، في الجزائر الجديدة، بثقةٍ لا تَتَزَعْزع في قُدُرات الأمـــــة، وفي طاقاتـِهــــا الهائلة التي عانَتْ من الشَّللِ والتعطيل بفعل التَجاوزات والانحرافات الـمُتراكمة على مدى سنوات طويلة .. ولَئِنْ كَلَّفَتْ مُحاربة التجاوزات من الوقتِ والجُهْدِ في سبيل استعادة هيبة الدولة وفرض سلطان القانون، فإنـها لم تَحُدَّ من إرادة التغيير، ولم ولن تُؤثِّر في وتيرةِ وَضْع التعهدات التي التزمنا بـها، مَوْضِعَ التنفيذ الصارم، والتوجُّه ببلادنا نحو الإنعاشٍ الاقتصاديٍّ، والتنميةٍ الـمُستدامة، في كُلِّ ربوع الوطن، ونحو إعادةِ الجزائر إلى مكانتِـها في الـمحافل الجهوية والدولية، لتؤدي الدَّوْر الـمحوري الجديرةِ به في الـمنطقة وفي العالم .. ويجدر في هذا السياق وبـهذه الـمناسبة التاريخية الخالدة، أن نُهنيء الشَّعبَ الجزائري الكريم الـمضياف، الحريص على التضامن العربي، وَهُوَ يستقبلُ بحفاوةٍ ضيوفَه مِن الـمُشاركين في القمَّة الواحدة والثلاثين لـمجلس جامعة الدول العربية، فهنيئًا لنا الاحتفاءُ مع أشقائنا العرب في بَلَدِهِم وبين إخوانـهم بهذا اليوم الأغر ونحن نستحضر معهم مَباديء ومُثلَ رسالة نوفمبر الإنسانية النبيلة، ونُجدِّدَ فيه الوفاءَ للتضحيات الجسيمة التي تَحمَّلَ الشَّعبُ الجزائري مآسيـها بِشَرفٍ وكبرياء، إلى أن ارْتَفعتْ رايةُ الحرية والاستقلال في سمائنا، لِنَقِفَ تحت ألوانِـها اليوم بإجْلالٍ وخُشوع تَرحُّمًا على أرواح الشهداء الأبرار، ولِنَتوجَّهَ بالتَّحية والتقديــــر للمجاهدين الـميــــــــــامين، مَتَّعَهُمُ اللهُ بِالصّحَّةِ وَطُولِ العُمْرِ. تَحيَا الجَزَائِـــــر الـمَجْدُ وَالخُلودُ لِشُهدائِنَا الأَبْرَار وَالسّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ تَعَالى وَبَرَكاتُه