تتجه أسعار النفط إلى الإرتفاع بشكل قياسي ، خلال الفترة المقبلة ، وقد تقفز إلى مستوى الـ 100 دولار للبرميل الواحد ، وسط مؤشرات على تراجع الإمدادات وزيادة الطلب عالميًا في العديد من الأسواق ، إضافة إلى إستمرار حرب أوكرانيا والتوترات في البحر الأحمر وكذا العُدوان على غزّة.
وتوقع تقرير حديث للمصرف الأمريكي الشهير " جي بي مورغان " ، أن تشهد أسعار النفط الخام مزيدا من الزخم الصعودي خلال الفترة المقبلة ، بالتزامن مع التخفيضات الطوعية المستمرة من كبار منتجي النفط (أوبك+) ، وقد تتجاوز مستوى 100 دولارًا.
وبحسب ما رصده التقرير الحديث ، فإن خبراء المصرف الأمريكي توقعوا إرتفاع أسعار النفط إلى ما يزيد عن ذلك في الأشهر القليلة القادمة ، خاصة إذا حافظ تحالف “أوبك+” على تخفيضات العرض المستمرة لخام النفط حتى نهاية سبتمبر ، بجانب الطلب القوي على النفط في آسيا ، علاوة على دعم تحركات روسيا لخفض الإنتاج للوفاء بالتزاماتها في تحالف أوبك+ .
وكشف التقرير الدولي ذاته ، أن الحروب و الأزمات الجيوسياسية وكذا الحوادث المختلفة على غرار أنبوب معطل أو حقول في بلد منتج معطلة ، قد تدفع الأسعار إلى 90 دولارًا بالفعل في أبريل، ويصل إلى منتصف 95 دولارًا بحلول مايو ويقترب من 100 دولار في سبتمبر .
واستبعد التقرير الجديد ، أن يعرف إجتماع "أوبك+" الأسبوع المقبل عبر " تقنية الفيديو عن بعد " ، تغييرات في سياسة إنتاج النفط، حيث يُعقد اجتماع للجنة المراقبة الوزارية المشتركة ، في الثالث من أبريل، لمراجعة تنفيذ خطط خفض الإنتاج، بحسب تقرير.
ووفقًا لما نقلته "منصة طاقة المتخصصة في أخبار الطاقة " عن مصادر على دراية بالأمر، من غير المتوقع أن تصدر منظمة البلدان المُصدرة للبترول وحلفاؤها ، أي توصيات بشأن سياسة إنتاج النفط قبل الاجتماع الوزاري الكامل في جوان 2024 ، وقد يكون اجتماع أبريل مختصرًا.
واتفق أعضاء "أوبك+" في أوائل مارس على تمديد خطط خفض الإنتاج الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية الربع الثاني من هذا العام، لدعم السوق، ومن المعتاد أن تجتمع اللجنة كل شهرين ويمكنها تقديم توصيات لتغيير السياسة ثم مناقشتها والتصديق عليها في اجتماع وزاري كامل يضم جميع الأعضاء.
ومنذ بداية سنة 2024 ، ظلت أسعار النفط العالمية قوية، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات بسبب الحرب المستمرة بين روسيا و أوكرانيا ، وحدّ من المكاسب، عدم اليقين بشأن السياسة النقدية وزيادة الإمدادات من خارج "أوبك+".
وذهب خبراء المصرف الأمريكي الشهير ، إلى التأكيد ، بأن مكاسب أسعار النفط قد تتضخم بسبب إحتمال أن يقرر منتجو أوبك+ عندما يجتمعون في جوان القادم ، تمديد التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا لبقية العام.
النفط الجزائري .. ثالث أغلى خام عالميًا ..
على نطاق مواز ، ما زال النفط الجزائري “صحارى بلاند” ، يحافظ على مكانته ، وهو الأغلى بين الخامات الأخرى التي تتضمنها سلة منظمة أوبك.
وتُنتج الجزائر "مزيج الصحراء" أو "صحاري بلاند" الذي يعدّ ثالث أغلى نفط خام في العالم في الوقت الحالي، إذ يتراوح سعره حاليًا بين 85 إلى 89 دولارًا للبرميل، وهو سعر أقلّ من قيمته خلال ديسمبر الماضي، الذي لامس فيه حدود 99 دولارًا للبرميل، بفارق 7 دولارات تقريبا عن مزيح بحر الشمال “برنت” الذي يعتبر في العادة النفط المرجعي للخام الجزائري ، وفق آخر بيانات نشرها موقع "أويل برايس" العالمي.
و يُعرف عن النفط الجزائري ، أنه خفيف وذو نوعية ممتازة ونسب الكبريت به منخفضة جدا، ولا توجد أنواع مشابهة له كثيرا في السوق، لذلك فهو غير متوفر بكثرة، ما يجعله محل طلب دولي ، كما أن أغلب زبائنه ، يتواجدون في أوروبا ، بحصة تقدر بـ80 بالمائة، على غرار إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وتركيا، إضافة إلى زبائن في قارة آسيا، و كذا أمريكا اللاتينية وإفريقيا .