كشف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الأحد بوارسو، عن نتائج مشاوراته مع نظيره البولندي، رادوسواف شيكورسكي، والرغبة المشتركة في مواصلة حُكومَتي البلدين في مرافَقَة ودعم هذه المساعي والعمل على توفير شروط ومقومات نجاح هذه الشراكة الواعدة.
وقال وزير الخارجية، إن اللقاء مع نظيره البولندي شكل فرصة ثمينة لإجراء تقييم شامل لواقع العلاقات الجزائرية-البولندية، وتشخيص سبل تعزيزها وفق نظرة طموحة تستهدف الدفع بالتعاون الثنائي والارتقاء به، إلى مستويات تليق بقدرات ومُقدِّرات بلديْنا.
وأشار عطاف إلى اطلاع نظيره البولندي على النتائج اللافتة التي حققتها الجزائر في المجال الاقتصادي، نتيجة النهج الإصلاحي والتجديدي التي أرساه الرئيس تبون.
وهو النهج الذي سمح بإعادة الاعتبار للعديد من المجالات الحيوية وتفعيل دورها في خلق الثروة الوطنية، سواء تعلق الأمر بالفلاحة، وبالتحديد الفلاحة الصحراوية، أو بالصناعة في مختلف فروعها، أو بالموارد المنجمية الهائلة التي تحوز عليها الجزائر، فضلاً عن الطاقات المتجددة والنظيفة، لا سيما الهيدروجين الأخضر -يضيف عطاف-
كما أشاد المتحدث بالقفزة النوعية التي حققتها مؤخراً المبادلات التجارية بين البلدين، مع التنويه بالحركية الإيجابية التي تشهدها التبادلات والتفاعلات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبولنديين.
وأضاف: "ستواصل حكومَتَا بلديْنا مرافَقَة ودعم هذه المساعي والعمل على توفير شروط ومقومات نجاح هذه الشراكة الواعدة، مؤكد أنه اتفقا اليوم على برمجة الدورة الأولى للجنة الحكومية الجزائرية-البولندية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، التي أنشئت بموجب الاتفاق الموقع سنة 2017.
ما تم الاتفاق كذلك على تعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي وعصرنته، عبر ثلاث خطوات رئيسية، أبرزها استكمال المفاوضات حول مشاريع الاتفاقيات المعروضة حالياً على تقدير الطرفين في مجالات الفلاحة، والتعليم العالي والبحث العلمي والرياضة، وتحديث الاتفاقيات القديمة التي لا تتناسب مع السياق الحالي للعلاقات الثنائية ومع التغيرات الجذرية التي عرفها كلا البلدين، بالإضافة إلى اقتراح مشاريع اتفاقيات جديدة تهتم بالمحاور المستجدة، على غرار الذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، الطاقات المتجددة، الأمن السيبرياني، وغيرها من المواضيع التي تتصدر اهتمامات وأولويات بلدينا في المرحلة الراهنة.
وفيما يتعلق بمجال الطاقة، فقد تم الاتفاق على تنصيب فريق عمل مشترك تُسْنَد إليه مهمة تحديد صيغ التعاون والشراكة في هذا الميدان، خاصة فيما يتعلق بالاستكشاف، والإنتاج، والنجاعة الطاقوية، والطاقات المتجددة.
أما بخصوص الملفات السياسية –يضيف عطاف- فقد تم تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في مُحيطَيْنا الإقليميين المضطربين على حد سواء، وكذا حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما تتعرض له غزة من عدوان إسرائيلي متواصل أَمْعَنَ في الشعب الفلسطيني تقتيلاً، وتدميراً، وتهجيراً، دون أي رادع، ودون أي قيود، ودون أي حدود.