رحيل الفريق المجاهد أحمد قايد صالح ... هكذا يرسم القدر مشاهد توديع الرجال

هكذا رافق الشعب لطرد "العصابة" واستعادة السلطة ختامها بانتخاب رئيس للجمهورية

 

البلاد.نت- حكيمة ذهبي- ودع الجزائريون، اليوم، رجلا كتب التاريخ اسمه من ذهب، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، بالصدفة أو بغير ذلك، شاءت الأقدار أن تنتهي مسيرة الرجل، ويضع القبعة بعدما انتخب الجزائريين رئيسا للجمهورية.

الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يرحل اليوم عن 79 عاما، بعدما أنهى مهمته في المرور بالجزائر إلى بر الأمان، فبقدر الألم الذي يعتصر الجزائريين اليوم، وهو يودعون أيقونة، جعلت عجلة التاريخ تتوقف لتسجل وقفة أخرى من وقفات الجيش الوطني الشعبي ملتحما مع شعبه، بقدر الفخر أن القدر يعرف كيف يجعل الأبطال يودعون الحياة.

كان الفريق أحمد قايد صالح، أول عسكري يحوز على منصب نائب وزير للدفاع، بعد تعيينه بمرسوم رئاسي سنة 2013،  يوسع صلاحياته ليصبح عضوا في الحكومة، كانت خطاباته قبل الحراك الشعبي، تشيد بالقوات المسلحة حاملا لمشروع تطوير الجيش، وإبقائه دائما مرتبطا بالشعب، سليلا لجيش التحرير الوطني.

قايد صالح، الذي حمل مشعل الثورة مراهقا ورافقها شابا يافعا، اختبره التاريخ الحديث في منصب نائب وزير الدفاع، ليكون الرجل عند قدر الاختبار، وهو يعلن اصطفافه إلى جانب الشعب، الذي انتفض ضد "العصابة"، واقتبس هذه التسمية من الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه منددا بـ "اللصوص"، واستلهمها منه لتصبح لصيقة بكل خطاباته.

لقد كان الرجل عبرة للإنسانية، فهو الذي أعلن انتمائه إلى الشعب، وكان يخاطب أفراد الجيش، بأن: "الجيش من الشعب"، هذه الخطابات التي كانت في كل مرة تجدد العهد مع الوطن والشعب، مجددا القسم بالله أن قطرة من دماء الجزائريين لن تزهق، وكان عند الوعد، فسار بالجزائر رفيقا للشعب إلى غاية انتخاب رئيس للجمهورية.

مؤمنا بمقولة الرجل الصالح الشيخ عبد الرحمان الثعالبي: "إن الجزائر في أحوالها عجب .. لا يدوم بها للناس مكروه، ما حل عسر بها أو ضاق متسع إلا ويسر من الرحمان يتلوه". كان في كل مرة يؤكد أنه لا يحمل أي طموحات سياسية سوى خدمة الوطن وحماية الشعب، في موقع القوة كان واختار الاصطفاف إلى جانب الشعب، لقد كان الرجل الذي اجتمع بالقوات المسلحة لدفع "العصابة" إلى الانسحاب من الحكم، بعدما تعنتت عن مطالب الشعب بتطبيق المادة 102 من الدستور ومغادرة السلطة "فورا". ولأن القدر ينصف الرجال ولو كثر أعدائهم، أبى إلا أن يساير المجاهد في كل وعود، فاختاره الله إلى جواره، بعد استكمال المهمة، تماما مثلما كان يقول إنه سينسحب بعد استقرار الوطن.

لن نرثيك أيها المجاهد البطل .. لأن الرثاء للأموات ... أمثالك ممن خلدوا اسمهم في الذاكرة الجماعية بأحرف من ذهب، التاريخ والإنسان يحفظهم، لقد رحل صاحب مقولة: "إن الرجال آيلون للزوال مهما طال الزمن، لكن الوطن باق إلى الأبد"، رحل وترك عبرة أن التاريخ يحفظ أسماء الرجال دون سواهم، إنها لرسالة ربانية وتكريم ما بعده تكريم أن يلتحق بالرفيق الأعلى رجل، بعدما أنجز ما توجب عليه تجاه وطنه. 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة .. رياح قوية على هذه الولايات

  4. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  5. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  10. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر