البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - تلقى الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء اليوم الخميس ، مكالمة هاتفية من الملك المغربي محمّد السادس، دعاه فيها إلى زيارة المغرب .
وحسب ماجاء في بيان للرئاسة التونسية ، فقد تناولت المحادثة بين الطرفين "العلاقات التاريخية الممتازة بين البلدين"، كما قابل سعيّد دعوة الملك المغربي له لزيارة الرباط ، بدعوته بدوره إلى زيارة تونس ، "من أجل فتح مستقبل واعد وآفاق رحبة للعلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين".
وتفتح دعوة الملك المغربي لرئيس تونس الجديد المجال للتساؤل حول أسباب تأخر زيارة هذا الأخير للجزائر ، خاصة وأنه كان قد تعهّد بأن تكون الجارة الغربية وجهته الخارجية الأولى في حملته الانتخابية وبعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية شهر سبتمبر الماضي .
كاتب صحفي تونسي: لماذا يخالف سعيّد العرف التونسي الذي جعل الجزائر تكون الوجهة الخارجية الأولى لأي رئيس جديد؟
وتأكّد عدم تنفيذ الرئيس سعيّد لوعده بعد أن توجّه مطلع هذا الأسبوع إلى سلطنة عُمان لتقديم تعزيته في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، ما دفع أوساطا تونسية إلى طرح علامة استفهام حول زيارة الرئيس "الذي قال بأن «التطبيع خيانة» لبلد يطبّع على المكشوف، ولا يتورع عن فتح ذراعيه لنتنياهو، فيما لم يزر بالمقابل إلى الآن أرض الكفاح وبلد المليون ونصف المليون شهيد"، وهو ما رصده الكاتب الصحفي التونسي نزار بولحية في مقال له على صحيفة القدس العربي.
وقال بولحية :"ربما رسخ في تونس ما يشبه العرف، الذي جعل الجزائر تكون الوجهة الخارجية الأولى لأي رئيس جديد، ولأجل ذلك فقد بدا منطقيا جدا أن يعلن سعيد، خلال حملته الانتخابية..أن الجارة الغربية الكبرى ستكون على رأس قائمة الدول التي سيقصدها بعد استلامه المنصب".
واستبعد الكاتب التونسي ما ذهبت إليه "تكهنات محلية في تونس" بشأن تأخير الرئيس سعيّد لزيارته إلى الجزائر ، مفادها بأن هناك "تعكرا وحتى أزمة بين البلدين"، على حدّ تعبيره.
واعتبر الكاتب في مقاله إن قرار الرئيس التونسي "لم يكن عبثيا أو مرتجلا"، وأوضح:" لقد كان واضحا أن قيس سعيد لم يكن يبحث عن الظهور على الساحة الاقليمية والدولية، لمجرد الظهور أو لتأدية دور ما، ورغم أنه وعد في السابق بأن تكون الجزائر هي وجهته الأولى، إلا أن حسابات وظروفا طارئة هي التي قد تكون دفعته لأن يراجع إعلانه ويؤخر وعده لبعض الوقت".
