
البلاد.نت/إكرام.ع- "عفراء" التي تعتبر الناجية الوحيدة من أفراد أسرتها، من زلزال فيفري المدمر بسوريا وتركيا، والذي أسفر عن وفاة أباها (أبو ردينة) وإخوتها الأربعة، فضلا عن أمها التي كانت لا تزال متصلة بها عبر الحبل السُرّي، والتي لفظت أنفاسها بعد أن وهبت عفراء الحياة.
تداول نشطاء التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر للحظة إنقاذ عفراء. وقد وجد الفيديو طريقه لقلوب الملايين من حول العالم و رغبة الألاف في تبني الطفلة، التي نُقلت إلى مستشفى وأُطلق عليها اسم مبدئيّ هو "آية" والذي يعني "معجزة" في اللغة العربية.
تعافت الطفلة "عفراء" من الكدمات و مشاكل التنفس التي كانت تعاني منها لحظة إنقاذها. وهي الآن أكملت شهرها السادس من حياة ملؤها الصحة والسعادة في كنف عمّتها وزوجها وبين أولادهما السبعة بقرية جنديرس غير بعيد من الحدود التركية.
ويقول خليل السوادي زوج عمتها لقناة bbc الإخبارية أن عفراء: "طفلة هادئة جدا، وهي تذكّرني بأبيها وأختها نوارة، لا سيما حين تبتسم. وقد قضوا جميعا في الزلزال".
ويتذكر منقذ الطفلة بوضوح لحظة انتشال عفراء من تحت الأنقاض: "السقف كان قد ظلل عليهم. أحدهم ناداني وأخبرني أنهم عثروا على جثة امرأة. وما أنْ وصلت، حتى بدأتُ في الحفر، قبل أن أسمع صوتا. كان هذا هو صوت عفراء التي كانت لا تزال متصلة بأمها عبر الحبل السرّي". كما وأضاف خليل: "لقد كنّا عازمين على إنقاذها. كنا نعلم أنها الذكرى الوحيدة المتبقية من كل عائلتها".
وكان أول شيء فعله كان إعطاء الطفلة اسما جديدا هو "عفراء" على اسم والدتها المتوفّاة، وقال عنها: "هي الآن واحدة من أطفالي. لا أستطيع أن أقضي وقتا طويلا بعيدا عنها".
وأردف: "عندما ستكبر، سأروي لها ما حدث وسأريها صور أُمها وأبيها وإخوتها. ولقد دفنّاهم جميعا في اليوم التالي بقرية مجاورة تُدعى حاج إسكندر، حيث كانت عناصر الدفاع المدني قد حفرت مقابر جماعية لضحايا الزلزال".
وبعد تضرر منزل عائلة خليل في قرية جنديرس بشكل بالغ على نحو لم يعد ممكنا الاستمرار فترة أطول تحت سقفه، وعاشت عائلة خليل في خيمة بأحد المعسكرات لمدة شهرين، حيث كانت الحياة "شديدة الصعوبة، وكان الجو شديد الحرارة، وكان علينا أن نراعي رضيعتين في وقت واحد"، قبل أن تستقر حاليا العائلة بشكل مؤقت بأحد المنازل المأجورة.
يذكر أن جنديرس من أكثر المناطق التي تضرّرت جرّاء الزلزال الذي ترك آلاف العائلات في حال شبيهة بحال عائلة خليل.، وأسفر عن مقتل نحو 50 ألف شخص، منهم ما لا يقل عن 4,500 في سوريا، التي تشرّد فيها نحو 50 ألف عائلة جرّاء تلك الزلازل، بحسب الأمم المتحدة.