لهذه الأسباب لم تهنئ فرنسا والاتحاد الأوروبي الرئيس الجزائري الجديد !

نهاية عهد الامتيازات ومساعي الجزائر للتخلص من "بعبع" "الأفامي

 

البلاد.نت- حكيمة ذهبي- عرّى تحجيم فرنسا والاتحاد الأوروبي، لنتائج الانتخابات الرئاسية، حسابات سياسية لهذه الأطراف تجاه الجزائر، في مشهد ينبّئ بتغير كبير في طبيعة العلاقات، في مرحلة تبحث الجزائر عن إعادة التأسيس لعلاقات دولية تستجيب لمصلحتها الاقتصادية، عشية إطلاق حزمة إصلاحات، لا يبدو أن باريس والإتحاد الأوروبي مرتاحون لها.

 

باريس تعادي تبون منذ أن كان وزيرا للسكن

لم يخف الإليزيه، تخوفه من مستقبل الجزائر، في أعقاب الإطاحة بنظام بوتفليقة، وهي الإطاحة التي أسقطت امتيازات كانت تتمتع بها فرنسا دون سواها من الدول، التي تجمعها علاقات مع الجزائر، سيما في المجال الاقتصادي، مما يجعل رفض ماكرون تهنئة عبد المجيد تبون، بفوزه في انتخابات الرئاسة، أمرا عاديا. ذلك أن تبون، ومنذ أن كان وزيرا للسكن، في حكومة بوتفليقة، لم يخف معاداته للتوجه السائد في منح الامتيازات للفرنسيين، وقد كان تصريحه في جامع الجزائر الأعظم سنة 2017، بعد سحب دراسة المشروع من شركة فرنسية ورد على امتعاضها قائلا: "الجزائر ليست دار باباكم". ليقابل هذا التصريح بحملة إعلامية شرسة ضد تبون الوزير.

 

الاتحاد الأوروبي متخوف من تخلص الجزائر من  الأفامي

وكذلك هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يرى في الجزائر "غنيمة" أفلتت من بين يديه، وهي تتجه تدريجيا نحو الانفتاح على السوق الآسيوية، بعد توقيعها اتفاقية "طريق الحرير" مع الصين، وسعيها التحرر من "بعبع" صندوق النقد الدولي، بتفاوضها للانضمام إلى البنك الآسيوي للاستثمار، الذي أسسته الصين العام 2014، والاستفادة من قروض في مشاريع استثمارية، أقرها قانون المالية 2020.

ويأتي ذلك، في أعقاب إعلان غير رسمي من الجزائر، بضرورة مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، هذا الاتفاق الذي جعل من الجزائر بالنسبة للاتحاد الأوروبي وبالخصوص فرنسا، سوقا خلفية مدرة للأرباح لا تسمح بأي حال من الأحوال خسارتها.

 

الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي: "الجزائر تخلصت من بعبع فرنسا اقتصاديا"

يفسر الخبير الاقتصادي الدولي، عبد المالك سراي، الموقف الفرنسي وكذا الاتحاد الأوروبي من الرئاسة الجديدة للجزائر، بكونها تؤسس لمرحلة انفتاح اقتصادي جديد للجزائر، ويوضح في تصريح لـ "البلاد.نت"، أن الجزائر باتت متكاملة في علاقاتها الاقتصادية مما جعل فرنسا تخشى الرجوع الألماني وأن تميل الجزائر إلى إيطالياوإسبانيا وتتخلى تدريجيا عنها، إلى جانب الصين التي تخشاها فرنسا كثيرا، والتي تمكنت بفضل براغماتيتها من الحصول على حصة سوق كبيرة في الجزائر، لأنها تتعامل بمنطق اقتصادي وليس سياسي فضلا عن التواجد الأمريكي القوي واليابان وكوريا الجنوبية.

بالنسبة لتخوف الاتحاد الأوروبي، يقول البروفيسور سراي، إنه يبدو ضئيلا مقارنة بالفرنسيين، لأن الاتحاد الأوروبي يرى في الجزائر البلد الذي يحميه من الضغوطات الروسية في تصدير الغاز، قائلا: "سمعت وزراء أوروبيين يؤكدون أن الجزائر تضمن لهم التزود بالغاز عندما تضغط عليهم روسيا لأنها دولة تحترم عقودها". كما يتحدث عن تخوفات الأوروبيين من الجانب الأمني، حيث أن الجزائر لها دور هام في حماية الضفة الجنوبية من البحر المتوسط.

ويرافع سراي، من أجل تعيين طاقم حكومي جديد يعمل على صعيد الدبلوماسية الاقتصادية، لجلب مزيد من الاستثمارات واستغلال العلاقات الجزائرية مع جميع الدول في القارات الخمس.

 

محلل سياسي: "علاقات الجزائر بفرنسا ليست في حالة حرب ولا سلم وستتحسن بشروط"

في الشق الدبلوماسي، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الرزاق صاغور، أن العلاقات الدولية يحكمها المد والجزر ولا يمكن أن تبقى عدائية، موضحا في تصريح لـ "البلاد.نت"، أن تصريحات ماكرون بخصوص الانتخابات الرئاسية، لا يمكن أن تحسب على أن فرنسا لا تعترف بتبون رئيسا للجزائر، لأن الخطاب كان موجها للفرنسيين في الداخل وليس للجزائر. ويضيف محدثنا أن العلاقات بين البلدين لن تنحصر في مرحلة لأنها متشابكة وليست علاقات حرب أو سلم، وإنما مضطربة وغير مستقرة، لكن الطرفين سيسعيان لتحسينها بما يضمن لكل واحد منهما مصلحته الاقتصادية، لأن العلاقات الدولية الحديثة باتت تبنى على هذا الأساس وليس على العواطف وأن فرنسا مجبرة على التعامل مع الجزائر بالندية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  5. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. "الفيفا" تثني على تألق بن زية