أثار إعلان حزب "فرنسا الأبية" اليساري ترشيحه للناشطة الفلسطينية-الفرنسية ريما الحسن للانتخابات الأوروبية المرتقبة في جوان القادم، حفيظة عدد من الأحزاب والهيئات الفرنسية، على رأسها حزب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، التي اعتبرت أن هذه الخطوة "عار مطلق وتشجيع لمعادي السامية في فرنسا
واتهمت كتلة حزب "النهضة" الحاكم الجمعة، حزب "فرنسا الأبية" الذي يتزعمه السياسي الراديكالي جان لوك ميلونشون، "بمغازلة الناخبين المعادين للسامية" من خلال ترشيحه الحسن على قوائمه للانتخابات البرلمانية الأوروبية القادمة، خاصة وأنها تعرضت لهجمات عدة بسبب تصريحاتها ومواقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال رئيس كتلة "النهضة" في الجمعية الوطنية سيلفان ميلار، إنه "عار مطلق، يظهر الغموض الذي يعيشه حزب فرنسا الأبية في ما يتعلق بموقفه من إسرائيل، وبشكل عام في ما يتعلق بمعاداة السامية". وأضاف النائب الفرنسي في تصريحات عبر إذاعة "أوروبا 1" وقناة "سي نيوز" أن الحسن "تمثل الأفكار التي تحملها حماس".
وأورد ميلار "إن تصور أنها (الحسن) يمكن أن تصبح نائبة أوروبية، وتمثل فرنسا في بروكسل في البرلمان، أمر سيئ للغاية".
وجاء ترتيب ريما الحسن في المرتبة السابعة ضمن قائمة مرشحي "فرنسا الأبية"، ما يجعل فرصها بالفوز في الانتخابات محتملة جدا في حال حصولها على نسبة أصوات تزيد عن 5%.
واعتبر النائب الماكروني ميلار أن "فرنسا الأبية" اليساري يستهدف من ترشيح الحسن "جمهور الناخبين المعادين للسامية بشكل واضح"، حتى لو كان ذلك يعني "موافقته على الخطابات المثيرة للغثيان من أجل الحصول على عدد إضافي من النواب".
تناقض في التصريحات حول غزة
ولدت ريما الحسن في مخيم النيرب للاجئين في حلب، ووصلت إلى فرنسا في سن العاشرة. حصلت على الجنسية عندما بلغت سن الرشد. تخصصت الحسن في القانون الدولي وعملت في المحكمة الوطنية للجوء، وأنشأت مجموعة "أكسيون فرانس فلسطين"، كما أسست "مرصد مخيمات اللاجئين" في عام 2019.
كما تدافع المحامية والناشطة عن حل "الدولة الثنائية القومية من النهر إلى البحر".
من جهته، وفي مواجهة الهجمات التي استهدفت خياره، دافع حزب "فرنسا الأبية" عن مرشحته، وقال منسق الحزب مانويل بومبار الأربعاء "لا أعتقد أنها شخصية مثيرة للانقسام"، مؤكدا أنه "شرف كبير أن تكون على قائمتنا".
أما زميله ويليام مارتيني فقال الجمعة لقناة "بي إف إم" التلفزيونية "أنا فخور جدا بوجود ريما حسن على قائمتنا".
وعاد مارتيني إلى تصريحات المرشحة المثيرة للجدل، مؤكدا أنها "تتحدث عن شرعية مقاومة الاستعمار وهو أمر مختلف عن هجوم 7 أكتوبر" الذي نفذته حماس.
يذكر أنه في شباط/فبراير الماضي، ألغت مجلة "فوربس" (النسخة الفرنسية) حفلا كانت تنوي إقامته نهاية الشهر الجاري في باريس، تكريما لأربعين امرأة من بينهن الناشطة ريما الحسن، إثر انتقادات لشخصيات ومنظمات يهودية للحفل لتكريمه الحسن بسبب تصريحاتها حول الحرب الإسرائيلية في غزة.
