كشف وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب عن عودة 800 تونسي من مناطق النزاع في سوريا والعراق، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا سواء للوطن الأم أو دول الجوار على غرار الجزائر، حيث كانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير سابق من خطر عودة المقاتلين في صفوف داعش إلى أوطانهم، فيما يقبع أكثر من 3 آلاف تونسي في بؤر التوتر خاصة سوريا وليبيا.
وقال وزير الداخلية التونسي في جلسة استماع اللجنة البرلمانية التحقيق حول تسفير شباب تونسي للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في الخارج، إن 30 بالمائة من الإرهابيين التونسيين متواجدين في ليبيا فيما بلغ عددهم في سوريا الـ60 بالمائة والقيمة موزعة على مناطق أخرى، وذلك رغم أن تونس منعت حوالي 27 ألف و371 مشتبها فيه بالالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي من مغادرة تونس منذ 2013 حسب تأكيدات وزير الداخلية، الذي أشار في معرض حديثه، نقلته الصحافة المحلية، أن 96 بالمائة من الإرهابيين التونسيين بالخارج رجال تتراوح أعمارهم بين 24 و35 عاما.
الهادي مجدوب وفي حديثه عن المقاتلين التونسيين الذين عادوا إلى وطنهم الـ800، فصل في الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية من أجل حصر خطر هؤلاء والحيلولة دون ارتكابهم أفعالا إرهابية على المستوى الداخلي، حيث أشار إلى إحالة 190 عنصرا على السجون ووضع 137 تحت الإقامة الجبرية، فيما تم القضاء على 55 إرهابيا خلال عمليات مكافحة الإرهاب، مقابل مقتل 760 إرهابيا في بؤر التوتر، أما البقية فهم خاضعون للمراقبة الأمنية وفقا لوزير الداخلية، الذي قال في جلسة الاستماع إن وزارة الداخلية تمكنت من الكشف عن 80 خلية من خلايا تسفير الشباب للانضمام إلى المنظمات الإرهابية في الخارج وذلك منذ مطلع السنة الجارية، وهي الخلايا التي عرفت تناميا مخيفا، حيث ارتفعت من 100 خلية في 2013 إلى 245 خلية في العام 2016.
ولفت الهادي مجدوب إلى أن تنظيم القاعدة وداعش هما المسؤولين عن عمليات تسفير الشباب عن طريق استعمال جوازات سفر مزورة، مشيرا إلى أن خلايا التسفير تعتمد على الاستقطاب بطريقة مباشرة في المساجد، أو طريقة غير مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتمويل من أطراف خارجية، حيث تم مقاضاة 537 بتهمة التجنيد، فيما تعمل السلطات الأمنية التونسية على محاربة الظاهرة من خلال تشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية أخرى مع العمل على تحيين قاعدة البيانات.
