القرعة، البطاطا والسلاطة في “القائمة السوداء”
تعرف أسعار بعض أنواع الخضر والفواكه ارتفاعا محسوسا تزامنا مع موجة البرد التي اجتاحت البلاد منذ اسبوع والتي صاحبها تساقط كثيف للثلوج، مع تشكل الجليد المعروف بأضراره الخطيرة على الاشجار المثمرة وغيرها من المزروعات، حيث يتحاشى الفلاحون الولوج إلى حقولهم التي تغمرها المياه، مفضلين الانتظار إلى أن تجف حتى يسهل اقتلاع الخضروات بسهولة اكثر.
سوق الجملة ببوفاريك.. أسعار الخضر لم تتغير وتجار التجزئة يتحايلون
عندما تتجول بين اسواق الخضر أو تتتقل عبر المساحات التجارية الكبرى لن يفوتك التباين الواضح في اسعار الخضر غير الموسمية وعددها يقارب 20 نوعا، حيث تسجل اختلافا في الاثمان بين الاسواق نفسها بحسب تموقعها في احياء شعبية أو راقية. وعرفت اسعار الكوسة واللفت والطماطم ارتفاعا. وحسب المواطنيين المستجوبين، فإن التنقل إلى سوق شعبي مثل باش جراح وباب الوادي بالنسبة لمن يملك مركبة سيمكنه من اقتناء خضر بأسعار معقولة حتى لا يضطر لدفع “ضريبة” الحي الذي يقطن به. بينما ترى فئة اخرى أن شراء الخضر عند اقرب بائع حتى ولو كانت غالية نسبيا اهون من جلبها من مكان بعيد توفيرا للجهد ومشقة الطريق.
من جهتهم، يعلق بائعو الخضر ارتفاع اسعار بعض الخضر المستعملة في اغلب الطبخات الجزائرية ومنها الكوسة أو ما يعرف بالقرعة التي قفز سعرها من 40 دج في سوق الجملة إلى 70 دج وفي بعض الاماكن إلى 100دج، إلى سوء الاحوال الجوية وكذا ارتفاع سعرها في سوق الجملة وهو ما يكذبه وكيل خضر وفواكه بسوق خميس الخشنة الذي يمون اسواق العاصمة، جمال جعدون، الذي اكد في تصريح لـ “البلاد” أن اسعار الخضر في السوق المذكورة هي الادنى قياسا بما هو معروض في اسواق الجملة ببوفاريك وتيبازة والكاليتوس وبوڤرة، مشيرا إلى أن المنتجات التي تزرع في البيوت البلاستيكية خارج الموسم ترتفع اسعارها بمجرد تعرض البيوت لموجة برد تعرقل نمو الخضر بشكل سليم.
واضاف المتحدث في السياق نفسه أن سوء الاحوال الجوية وانقطاع الطرق يؤثر سلبا على وفرة المنتوج وتسويقه نتيجة غياب العمال في الحقول، لكن هناك معطيات الجودة والنوعية التي تتحكم في الاسعار على غرار منتوج البطاطا الذي تراوحت اسعاره في سوق الجملة بين 20 دج للكميات القادمة من عين الدفلى والبويرة و40 دج للتي يتم جلبها من وادي سوف، ليصل ثمنها إلى الضعف في اسواق التجزئة، بمبرر أن العرض اكثر من الطلب والامر نفسه بالنسبة لمنتوج الطماطم الذي يباع في سوق الجمله بـ40 دج ووصل سعرها في بعض الاحياء على غرار باب الزوار وحيدرة إلى 120دج لمجرد وجود زبائن لا يولون اهمية للسعر وهو ما يشجع التجار على “النهب” وفرض اسعارهم وقولهم إنهم يحددون السعر وفقا للمنطقة التي يتواجدون بها ولا يهم عزوف المواطن البسيط أو متوسط الدخل عن محلاتهم.
الغلاء يطال الفاكهة الموسمية والبرتقال لم تصبح فاكهة “الزوالي”
لم تسلم الفاكهة من لهيب الاسعار، خصوصا بعد وقف استيراد انواع كثيرة منها والجزائري بطبعه لا يستغني عن فاكهة الشتاء وهي البرتقال، لا سيما وانها مضاد طبيعي للزكام والرشاح، غير أن هذه الفاكهة التي كانت متوفرة في سنوات مضت إلى بداية شهر جوان وبأثمان في متناول الجميع، تاثرت هي الاخرى بمتغييرات السوق، حيث تجد سعر النوعية الجيدة المعروفة لدى العامة بـ«الطومسون” في حدود 200دج. بينما استقرت اسعار النوعيات الاخرى الاقل جودة بين 50 و70دج وهي اسعار لا يمكن وصفها بالمنخفضة، لكن بطبيعة الحال للتجار مبرراتهم وغالبا ما تكون مرتبطة بأزمة الاسمدة وتضرر الاشجار المثمرة من الجليد والحقول التي غمرتها مياه الامطار وغيرها من الاعذار.
مصالح بن مرادي مطالبة بتسقيف الأسعار في 15 منتوجا فلاحيا
رفع الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين مطلب تسقيف اسعار المنتوجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك لقائمة تضمن 15 منتوجا قيمها الاتحاد بالضرورية للتغذية المتوازنة.
وابرز الاتحاد على لسان جمال جعدون الذي يشغل منصب امين وطني أن هذا الاجراء في حال اعتماده من طرف الحكومة سيعمل على حماية القدرة الشرائية للفئات الهشة والمتوسطة الدخل من المضاربين الذين لا يفوتون أي فرصة في تطبيق “قانون الغاب” متخفين وراء ما يسمى بمبدأ العرض والطلب وتحرير الاسعار. كما ابرز المصدر أهمية انخراط ممثلي الشعب في هذا المسعى.
