الثلوج تعزل آلاف الجزائريين والبرد يفرض “حظرا” للتجوال

المدارس والمساجد ودور الشباب لإيواء المتضرّرين

 انهيار بنايات وجسور وانقطاعات كهربائية وطرقات مغلقة

البلاد - بهاء الدين.م - تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي لفك العزلة عن عدة مناطق عرفت تساقطا كثيفا للثلوج والأمطار خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأربك اضطراب الطقس حركة السير وأحدث اختناقا مروريا، كما تعذَّر على العديد من التلاميذ الالتحاق بمدارسهم، بسبب تحول أقسامها إلى برك مياه وأوحال. وتسبّب سوء الأحوال الجوية في قطع 22 طريقا وطنيا، و26 ولائيا عبر 20 ولاية.

تسبب تهاطل الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة في عدة ولايات شمالية في قطع العديد من الطرقات أمام حركة المرور، وعزل عشرات القرى والمداشر. وأعلنت فرق الإغاثة التابعة لوحدات الجيش والدرك والشرطة ومديريات الحماية المدنية حالة طوارئ قصوى على خلفية التقلبات الجوية طيلة اليومين الفارطين، وكانت نتيجتها إجلاء مئات العائلات إلى مواقع آمنة بمؤسسات تربوية ومراكز عبور، بعد انهيار عشرات المباني وغرق عديد الأحياء التي غمرتها الأمطار. ففي ولاية البويرة، تم قطع الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين البويرة وتيزي وزو، وتحديدا بتيكجدة ببلدية الأصنام، بسبب تساقط كميات معتبرة من الثلوج.

وللسبب نفسه قطع الطريق الوطني 08 الرابط بين مدينة المسيلة وشرق البويرة، وتحديدا بالمكان المسمى الخرط، وكذا الطريق الوطني 62 الرابط بين مدينتي البويرة والمدية، بالمكان المسمى الجنة ببلدية دشمية. وفي ولاية سطيف، شكلت مصالح الولاية خلية متابعة عاجلة، تضم كل القطاعات المعنية بعد وصول سمك الثلوج 20 سنتيمترا، وبقي الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وعموشة، مغلقا مؤقتا طيلة الفترة الصباحية من نهار أمس، مثل العديد من الطرق الولائية في الجهة الشمالية الشرقية، كالطريق الولائي الرابط بين ڤنزات وزمورة، وكذا الطريق الرابط بين بوعنداس وبني موحلي، وبين عين عباسة وعين الروى.

وأكدت المصالح ذاتها، أنها تدخلت عبر 122 نقطة لفك العزلة ونقل بعض المسافرين الذين حاصرتهم الثلوج، زيادة على إعلان مصالح الحماية المدنية عن تشكيلها نقاط تدخل ثابتة في العديد من النقاط المعروفة مثل ثنية طاكوكة وشيرهم وغيرها. كما تدخلت عناصر الدرك الوطني لتسيير حركة الطريق الاجتنابي الجديد بجبل الوحش بقسنطينة، بسبب كميات الثلوج المتساقطة بالطريق ولكثافة الضباب، وهذا لتسهيل حركة المرور نحو الولايات الشرقية، على غرار سكيكدة وعنابة. وشهدت ڤالمة بدورها، تساقط كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة بالثلوج في عدة جهات من الولاية، منها جبل ماونة، إضافة إلى المحور الرابط الولاية من جهة بسوق أهراس على حدود بلديات عين صندل وعين العربي. ومن ناحية طريق قسنطينة، شهدت عين مخلوف وعين رقادة تساقط كميات من الثلوج، وتسببت في غلق ظرفي للطريق على محور سلاوة عنونة.

وعرفت مختلف جبال ولاية جيجل بدورها، تساقط كميات معتبرة من الثلوج، ما جعلها تكتسي حلة بيضاء بعد أسابيع من الانتظار، ويتعلق الأمر خاصة بجبال إراقن، سلمى بن زيادة، تاكسنة، بني ياجيس، جيملة وأولاد عسكر، حيث تجاوز سمك الثلوج ببعض المناطق عشرين سنتيمترا. وأفادت مصادر مسؤولة بالحماية المدنية لولاية عنابة، في تصريحات لـ«البلاد”، أن مصالحها تدخلت لإغاثة 108 عائلة في مناطق متفرقة غمرتها الأمطار التي تراوحت كميات تساقطها بين 72 و80 ملم، ما تسبب في انهيار بنايات قديمة تأثرت بموجة التقلبات الجوية الأخيرة، فبنهج بغدادي فريخ وسط المدينة تهاوت عمارة مكونة من 6 طوابق، وأسفرت عن جرح شخصين وتشريد 14 عائلة. وعاشت ولاية خنشلة أمس، جوا مناخيا مضطربا جراء التساقط الكثيف للثلوج التي غطت المناطق الجبلية والسهبية وأدت إلى محاصرة السكان في الأرياف وقطع الطرق، وجعلت التلاميذ يعجزون عن العودة إلى المدارس رغم أن هناك نشرية جوية خاصة بالولاية أصدرتها مصلحة الأرصاد الجوية بالولاية.

الثلوج التي وصل سمكها في ظرف نصف ساعة 20 سم بالمدن، وتجاوزت 35 سم في المناطق الجبلية، جعلت الحركة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية مستحيلة، في الوقت الذي انقطعت كليا في المناطق الجبلية، ولم يتم تسخير أي آلية لحل الطرقات في هذه المناطق، حيث لم يتمكن المواطنون في الأرياف من العودة إلى منازلهم، وكذا التلاميذ من المدارس التي حاصرتها الثلوج. وعرفت برج بوعريريج أمس، تساقطا للثلوج عبر مختلف المناطق. وحسب المعلومات الأولية، فإن سمك الثلوج بلغ حوالي 35 سم ببلدية جعافرة.

وأكد أحد المنتخبين أن الطريق مقطوع حاليا. كما أكدت مصادر من بلديات حرازة وبن داود، أن الثلوج تتساقط بقوة منذ منتصف النهار، علما أن الولاية شهدت في الأيام الثلاثة السابقة تساقط الأمطار في عدة مناطق، خاصة في رأس الوادي. وفي البليدة، ثارت عائلات تقيم ببناية عتيقة يعود تاريخ بنائها إلى 3 قرون بحي الدويرات في قلب مدينة البليدة، واحتجت لعدم اهتمام المسؤولين بهم وإيجاد حل لهم وإنقاذهم من خطر الموت، بسبب انهيار أجزاء من بنايتهم، وقد نجت سيدة بأعجوبة من موت محقق حينما هوى سقف غرفتها بسبب الاضطراب الجوي الأخير المصحوب برياح قوية.

وبولاية البيض، تهاطلت الأمطار والثلوج بشكل كثيف، سيما بقرية مصباح الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 6 في اتجاه ولاية سعيدة، مما جعل حركة سير المركبات صعبة بسبب الانزلاقات، كما انقطعت الحركة على مستوى منطقة بوراشد بتراب ولاية سعيدة، على بعد حوالي 30 كيلومترا عن قرية مصباح بولاية البيض. أما في ولاية سعيدة، فقد فاق سمك الثلوج 25 سنتمترا، وأدت هذه التقلبات والاضطرابات الجوية إلى قطع حركة المرور عبر الطرق الوطنية رقم 06 و94 و104 و92 في شطره الرابط بين قرية الرمل وبن عدوان وبعض الطرق الولائية والبلدية.