بالفيديو.. هل خان "زوخ" .. لابوانت؟

ولاية الجزائر حوّلت قصر بوعمار إلى إقامة .. في غياب وزارة الثقافة!

قصر بوعمار العتيق بثوبه الجديد
قصر بوعمار العتيق بثوبه الجديد

أقدمت ولاية الجزائر على تحويل قصر بوعمار الشهير بضاحية "لابوانت" على ضفاف الجزائر العاصمة، إلى إقامة لكبار الضيوف VIP، في وقت ظلّ قصر الطاحونتين ببلدية "رايس حميدو" جوهرة حضارية صاخبة بحكاياها الكثيرة وجدلها اللامتناهي منذ بناء هذا المعلم سنة 1930.  

الزائر لقصر بوعمار يلحظ التغيير الذي طرأ عليه بموجب عملية تهيئة واجهة العاصمة البحرية (2010 – 2029)، حيث حوّرت مصالح الوالي عبد القادر زوخ، الطراز المعماري العتيق من نوع "القوطي" إلى محض بناية عصرية، على نحو أفقد المكان خصوصيته ورائحته.

ووسط حالة من الغموض، أسرّ لنا أبناء "لابوانت" أنّ ترميم القصر (يتربع على مساحة (3 آلاف متر مربع) كان مقرّراً في 2012، لكنه تأخر إلى غاية ماي 2016، وتندرج العملية – بحسبهم – ضمن مشروع للتوسيع السياحي سيشمل الجهة الساحلية الغربية للمدينة الأولى في البلاد.          

وحرص كريم، أيمن، جمال، لطفي وغيرهم من أبناء "لابوانت" على إبراز احتجاجهم إزاء تحويل قصر أثري فريد إلى دار ضيافة، بعدما ظلّ قصر بوعمار المتشامخ على مقدمة هضبة مرتفعة مقابلة للبحر، محجّاً للمبدعين.

وتساءل مراقبون عن تعاطي وزارة الثقافة مع الموضوع، طالما أنّ القصر/ التحفة يفترض أنّه ينتمي إلى التراث العالمي، كما يشير العم محمود الذي يسير بثبات نحو عامه الـ 74، بألم إلى تعرّض القصر إلى نهب منظّم لأفاريز كثيرة في صورة العديد من أبوابه ونوافذه وقطع القرميد التي كانت تحتويها هذه الأيقونة الشاهدة على حقبة مهمة في تاريخ الجزائر الحديث.

هوس الشياطين وهمس الملائكة !

ظلّ قصر بوعمار شعاعاً جميلاً بملامح حزينة تواجد بحسب سكان "لابوانت" تحت رحمة الأرواح الشريرة، ما ألبس المكان رهبة لا متناهية زاد من قوتها تلاطم أمواج البحر الملاصقة لهذا القصر.

في جولة استطلاعية إلى هذه الجوهرة الحضارية الصاخبة بحكاياها الكثيرة وجدلها اللامتناهي، استرعى انتباهنا خصوصية موقع القصر الذي يحمل اسم قائد الأسطول البحري الجزائري الكبير "الرايس حميدو" واسمه الحقيقي محمد بن علي المكنّى حميدو (3 ماي 1773 - 17 جوان 1815).

ويتسم هذا القصر الرباعي الدور الذي لم تبق منه سوى الأطلال، بجمال هندسته المعمارية، تعاقب عليه أجيال من الشخصيات منذ زمن التواجد العثماني بالجزائر، وفي خضم الاحتلال الفرنسي للجزائر، جرى تحويله إلى فندق للكونتيسة الفرنسية "غرانفال"، قبل أن يستخدم في فترة الحرب العالمية الثانية كمنتجع لمعطوبي الحرب، وجرى استعماله لاحقا كمقر لمدرسة لائكية مختلطة.

تفجير المتطرفين الفرنسيين

غداة إعلان انتصار الجزائر في 19 مارس 1962، تعرّض هذا القصر "المظلوم" إلى تفجير دبرته منظمة سرية فرنسية متطرفة، وظلّ على ذلك الحال منذ خمسة عقود، ما جعله يتداعى دونما أي ترميم، بالمقابل، تنامت الأنباء منذ تسعينيات القرن الماضي عن اتخاذ "الأشباح'' و"فصيل" من الجن للقصر المذكور كمأوى، ما أدخل المكان في دوامة أبقته مهجورا إلى غاية الآن.

وتلاشى بهاء القصر وباتت معالمه مقصورة على بضع جدران محتضرة، وبقايا سطح وأرضية منهارة بالكامل وزجاجات كحول وبعض الملابس الرثة، وكومة إسفنجات ووسادات وأغطية، ويقول "بلال"، "حسين" و"أمين" أبناء المنطقة أنّ هذا القصر ظلّ قبلة مفضلة لأولئك الذين تستهويهم الكتابة، الشعر والرسم، حيث يعتبر هؤلاء هذا القصر رغم تدهوره، المكان الأمثل للتعبير عن مختلف إبداعاتهم الفنية، في وقت أسرّ من تحدثوا إلينا أنّ هذا القصر الجميل شهد عدة حالات انتحار للذين اختاروه محطة أخيرة لحياتهم.

وبمقابل تشديد فريق من الناس على أنهم لم يسبق أن رأوا أو سمعوا ما هو غريب داخل هذه البناية المقفرة، يذهب قطاع آخر إلى وجود ''أرواح شريرة'' في جوانب المكان، ويشير هؤلاء أنّ الكثيرين ارتهنوا بتوابع القبور والأشجار والمواقد، وسط انتشار مقلق لأعمال السحر والشعوذة.

لعنة اليهود 

يعزو نور الدين ما يحدث إلى اتخاذ عديد السحرة من القصر إياه مسرحا لأنشطتهم، ويتردد عليهم مئات الأشخاص، وتصل درجات السحر إلى حد القتل، ويؤكد نور الدين أنّ أخطر أنواع السحر هو المغربي، حيث نشر اليهود السحر لدى انتقالهم إلى هذه المنطقة للسيطرة على منطقة المغرب العربي.

ويبرز من تحدثوا لـ "البلاد نت"، من الأفعال (الشيطانية) التي بقيت تُنسج هناك كسحر تعطيل الزواج، حيث يعمل من ينعتون "خدم السحر" باختيار مواد وتلاوة عزائم وكتابة طلاسم على أوراق وجلود ومعادن، وفي منظور متابعين، فإنّ هؤلاء السحرة يصنعون الأفاعيل مستغلين طبيعة القصر الذي بقي مهجورا لسنوات طويلة، ومن الواضح أن عناصر الديكور الموجود في المكان ومعانقته بحر متلاطم الأمواج شبيه بما يتم عرضه في أفلام الرعب.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تصل سرعتها إلى 80 كلم في الساعة .. رياح قوية على هذه الولايات

  2. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  3. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  4. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  5. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  10. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر