زعيبط شخصية مجهولة المسار المهني والعلمي

تأسف لغياب الوكالة الوطنية للدواء رئيس نقابة الأطباء إلياس مرابط لـ “البلاد”:

توفيق زعيبط
توفيق زعيبط

 

 

ظهر في السوق دواء تحت تسمية “رحمة ربي” لعلاج داء السكري يمنح دون وصفة، غير أن الأطباء عارضوا بشدة الدواء، فما هي دوافع اعتراضكم؟

أولا، من قال إنه دواء؟ إلى حد اللحظة المنتوج “المعجزة” قدم على أنه مكمل غذائي وكأننا نعاني من سوء التغذية.

أما عن كونه يقدم من دون وصفة فهذا دليل آخر على حالة الاهتراء والانحدار اللذين أصابا منظومتنا الصحية والتنظيمية والأخلاقية. نحن الأطباء نصف أدوية معتمدة علميا وعالميا عن طريق بروتوكولات مقننة ومتفق عليها حتى نضمن للمريض شفاءه وسلامته، ويمنع قانون أخلاقيات مهن الطب والصيدلة أن نصف أو ننصح أو نجرب أدوية غير معتمدة على مرضانا قد تؤدي بهم إلى مضاعفات أو إلى الهلاك.

هل لديكم معرفة مسبقة بهذا الطبيب؟

شخصيا لم أسمع عنه من قبل، ولحد الساعة لا نعرف عنه الكثير، هناك غموض حول الشخصية ومساره المهني والعلمي المجهول وكذا مؤهلاته التي تغطي مستوى البحوث المعلنة التي أخطر عنها الرأي العام. فقد سبق تقديمه في أول الأمر (2015) طبيبا ثم صيدليا وحاليا كباحث....

وزارة  الصحة دافعت عن “الدواء” ووصفته بالمكمل الغذائي، ثم حملت مسؤولية تسويقه لوزارة التجارة، غير أن هذه الأخيرة ربطت التسويق برخصة من وزارة الصحة، فمن يتحمل المسؤولية؟

وزارة الصحة كانت مع الأسف، في بداية الحملة الإشهارية، جهة رسمية راعية لمشروع الدواء المعجزة وعلى مستوى رفيع جدا، حيث إن الوزير شخصيا تدخل ورافع وزكى “الباحث الجزائري” بالإعلان عن دخول مرحلة الإنتاج والتسويق للدواء - المكمل الغذائي. وكيف لقطاع التجارة ومنذ متى يعطي الضوء الأخضر لبيع وتسويق أدوية أو مواد شبه صيدلانية من دون ترخيص الجهة المخولة وهي وزارة الصحة؟

هناك مخبر قام بدراسة تركيبة المنتوج العلاجي ومصنع معروف  بعاصمة شرق البلاد قام بالتصنيع، فهل ذلك يوافق المعايير المخبرية المطلوبة؟

أولا لنطرح السؤال؟ من يحدد المعايير في غياب الوكالة الوطنية للدواء (رغم إنشائها منذ (2008) وتنصيب مديرها العام بمرسوم رئاسي في 2010.

من يراقب من؟ ونحن غير متمكنين علميا في البحوث العلمية العالية الدقة في مجال تصنيع الدواء والموازنة البيو لوجية bio équivalence.

السؤال الثاني والمهم كذلك: من أعطى الترخيص للشركة المصنعة لتنطلق في الإنتاج ثم التوزيع؟ إذا كانت وزارة الصحة تنفي ذلك وتؤكد على لسان المكلف بالإعلام وباسم الوزير أن الدراسات لا تزال متواصلة لغاية اليوم حول هذا المستحضر.

رغم معارضتكم الشديدة من الناحية العلمية غير أن هناك تهافت كبير من قبل المواطنين، ماهو تعليقكم؟

للأسف الشديد والظاهرة وطنية... الكل يتهافت لاقتناء علبة حبس بداخلها  “رحمة ربي”. التفسير ببساطة هي حملة الترويج والدعاية منقطعة النظير التي صاحبت القضية على مستويات مختلفة... تدخل الوزير شخصيا داعما “الاختراع المعجزة” في بداية الأمر، ثم التغطية الإعلامية اللااحترافية التي وقفنا عليها في تغطية الحدث. وأخيرا النزعة المنتشرة لدى عامة الناس في الجزائر في انتقاء أدوية لأنفسهم ومن دون وصفات طبية وهنا مسؤولية زملائنا الصيادلة كاملة.

هل توافقون على تصريحات مدير عام صندوق التضامن لغير الأجراء بالمتابعة القضائية لكل طبيب يرخص للمريض باستبدال علاج السكري بـ«رحمة ربي”؟

تصريحات الدكتور عاشق، المدير العام للصندوق نابعة من منطلق قانوني أولا وأخلاقي كذلك بصفته طبيبا.

في الأخير، أنا أرى أن هذا الموضوع يلخص واقع القطاع المتأزم وهشاشة منظومة الدواء بالجزائر الذي يبقى سوقا مفتوحا على مصراعيه لكل التجاوزات.

بعد تسجيل عشرات الحالات الحرجة لدرجة دخول الإنعاش بسبب هذا “الدواء”، ماهي نصيحتكم؟

النصيحة موجهة لمرضانا بأن يأخذوا بنصيحة أطبائهم وأن لا يتخلوا عن أدويتهم والابتعاد عن مثل هذه المواد مجهولـــــــــــة التركيــــــبة والمصـــــدر، حمايــــــــة لصحتهم و لحياتهم.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  2. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  3. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  4. الإصابة تنهي موسم "رامي بن سبعيني" مع دورتموند

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  6. القرض الشعبي الجزائري يطلق قرضًا لفائدة الحجاج

  7. بيان من وزارة الخارجية حول مسابقة التوظيف

  8. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني

  9. "SNTF".. برمجة رحلات ليلية على خطوط ضاحية الجزائر

  10. الفنانة سمية الخشاب تقاضي رامز جلال.. ما القصة؟