منح مغرية للطلبة الجزائريين للإلتحاق بالجامعات المجرية

سفيرة المجر : مستعـدون لوضع خبرتنا في مجال السياحة والفلاحة لصالح الجزائر

سفيرة المجر بالجزائر
سفيرة المجر بالجزائر

البلاد - تربط الجزائر والمجر علاقات عمل في مجال التبادلات الاقتصادية والاستثمار بالإضافة إلى العلاقات الأخوية والتعاون منذ السنوات الأولى لاستقلال الجزائر على غرار الروابط الجيدة في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية. ويعمل البلدان في الوقت الحالي على تطوير قطاع السياحة باعتبار المجر دولة سياحية بامتياز وأصبحت وجهة العديد من السياح الجزائريين من خلال فتح مجال تبادل الخبرات وستكون الجزائر ضيف شرف في الصالون الدولي للسياحة في بودابست السنة المقبلة.

حاورتها : خديبجة بلوزداد

  بداية، ما تقييمكم  للعمل الذي قمتم به هنا  في الجزائر والاتصال  مع الشعب الجزائري؟

 بداية أقدم نفسي “هلقا كتالين بريتز” سفير المجر بالجزائر مر على وصولي الى الجزائر ثلاث سنوات، اشعر دائما بأنني أعمل في بلد ودود يرتكز أساسا على الصداقات المهنية الطويلة الأمد والتي تذكر الجزائريين بتضامننا معهم خلال الثورة وعمل الآلاف من زملائنا خلال العقود الأولى من الاستقلال بالجزائر. هدفنا اليوم هو إعادة اكتشاف كثافة التعاون في الماضي، وتكييفها مع السياق الحالي، على أساس المصالح المشتركة بين الطرفين.

 ما هي الآفاق المستقبلية لخلق فرص تجارية بين البلدين؟

تمكنا في السنوات الأخيرة، من فتح العديد من الأبواب والعديد من المشاريع الجديدة في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليم العالي والرياضية. في الوقت الحالي تركز السلطات في البلدين كثيرًا على السياحة ولا يمكن أن أركز فقط على التجارة، بل هناك روابط اقتصادية واسعة في العديد من المجالات ونعمل على تضافر الجهود لتطويرها ونقل التكنولوجيا وتقاسم المعرفة وبرامج البحث والتطوير التي تعد منافذ يمكن أن تجلب منافع اقتصادية طويلة المدى لكل من البلدين، يمكن للتجارة إنشاء أساس ودعم لهذا التعاون، ومن بين أهم المجالات الرئيسية لتبادلاتنا هي الصناعة والهندسة وتكنولوجيا البناء والتعليم العالي. لقد بدأنا مشاريع جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة بالإضافة الى الاهتمام بقطاع الزراعة والأغذية الزراعية وبالتالي، فإننا نخطط لتطوير وجودنا في إنتاج الألبان وهي من بين أولويات الحكومة الجزائرية.

 في مجال السياحة،ما هي العلاقات التي تجمع البلدين في القطاع وأهم المزايا الرئيسية للجزائريين للحصول على تأشيرة المجر؟

المجر بلد سياحي تساهم  السياحة بنسبة 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. لدينا العديد من المنتجعات السياحية الجذابة للغاية، مثل الحمامات المعدنية، فن الطهي، بالإضافة إلى التظاهرات الثقافية والاستعراضات المتنوعة للغاية، في الرياضة والسياحة والبيئية حسب أذواق السياح. يمكنك قضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة في بودابست، أو الجمع بين رحلة عمل في بضعة أيام من الراحة والترفيه. وتتوجه العلاقات الجزائرية المجرية حاليا الى مرحلة إعادة الإنعاش بعد 20 سنة من الركود. والعمل جار لإعادة العلاقات بين البلدين إلى المستوى الذي كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بإرادة كبيرة من البلدين لبعث التبادلات التجارية بينهما.

 كم عدد السياح الجزائريين الذين دخلوا المجر هذا العام؟

عد قليل، باعتبار بودابست وجهة جديدة للجزائريين، تجاوز عدد السياح القادمين الى المجر 14 مليون سنويا وأكثر من 30 مليون ليلة تجارية مسجلة. لدينا بضعة آلاف من السياح  الجزائريين كل عام، وهذا العدد يعرف ارتفاعا بفضل عمل العديد من الوكالات السياحية الجزائرية التي أصبحت تروج اليوم كثيرا لرحلات إلى بودابست. ولا يمكن أن ننسى الإمكانيات السياحية التي تزخر بها الجزائر التي فتحت مجال التعاون لآلاف المجريين مع أسرهم، ولا يمكن أن ننسى افتتاح الخط الجوي المباشر بين الجزائر وبودابست منذ شهر سبتمبر 2016 بمعدل رحلتين أسبوعيا والذي ساهم بشكل كبير في ترقية حجم المبادلات التجارية بين البلدين.

 هل هناك استثمار متبادل في الميدان بالشراكة مع الجزائر؟

تشجع السلطات المجرية التي لديها بالفعل نشاط تصديري للاستقرار في الجزائر. وهناك بعض الشركات المجرية مستعدة لزيارة الجزائر وتطوير علاقة الشراكة مع المستثمريين الاقتصاديين الجزائريين، ولدينا بالفعل مشاريع في قطاع الصناعات الغذائية والشركات المهتمة بالزراعة والصناعة.

 ما أهم الاتفاقيات في مختلف المجالات  بين البلدين؟

هناك عمليات تبادل واتفاق في العديد من المجالات بالاضافة الى الاتفاق الحكومي الدولي في مجال التعاون الاقتصادي، وهو اتفاق في إطار الاتفاقيات القطاعية، لا سيما في مجال السياحة والزراعة والبحث أو التدريب المهني. لدينا أيضا اتفاقيات في التعليم العالي والمجال الثقافي، وفي الآونة الأخيرة تم تنصيب لجنة اقتصادية مشتركة، تجتمع مرة كل سنتين، وتضم ممثلي الوزارات المعنية لتنسيق العمل المشترك في مجالات تخصهم. اجتمعت للمرة الأولى في بودابست في مجلس الأعمال الجزائرية ـ المجرية ومارس 2018، أنشأتها الغرف التجارية للبلدين بهدف تعزيز وتنسيق الاتصالات المباشرة بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

  هل هناك فرص للتعاون في مجال البناء وتكنولوجيا السيارات؟

المجر لديها خبرة وتاريخ طويل في مجال البناء في الجزائر، وخير مثال على ذلك مجمع الجزائر الأولمبي، ومركز زرالدة للتأهيل  والوحدات السكنية في عنابة كلها مرت على يد خبراء البناء المجريين. تشهد اليوم المجر نمواً اقتصادياً كبيراً في قطاع البناء وتسعى الجهات الفاعلة لدينا لخلق شراكة في تكنولوجيات البناء الجديدة، والمواد المبتكرة، وكفاءة الطاقة، وإدارة المدينة. كما هو الحال في الزراعة، هناك شركات مجرية مهتمة بالعمل مع نظيرتها الجزائرية في البحث والتطوير. وفيما يتعلق بصناعة السيارات، ينبغي التأكيد على أن هناك العديد من الفرص للتعاون بين البلدين  ويجري حاليًا تنفيذ مشروع شراكة لتنفيذ خط التجميع في قطاع السيارات لبدء الأنشطة المقرر إجراؤها في عام 2019.

  في قطاع التعليم، هل هناك منح دراسية لتمكين الجزائريين من الدراسة في المجر وعلى أي أساس يتم اختيارهم وما النسبة المئوية للطلاب الجزائريين في السنة وأهم التخصصات؟

في إطار اتفاق حكومي دولي، تقدم المجر 100منحة للجزائريين 70 بالمائة منها لطلبة الماجستير، وتكون لمدة عامين من الدراسة، 30 بالمائة لطلاب الدكتوراه لمدة ثلاث سنوات، وبما أن الحكومة الجزائرية تشارك أيضاً بشكل كبير وتعبئ وسائل مهمة لهذا البرنامج، فإن الاختيار يتم بشكل مشترك. يمكن للطلاب الاختيار ما بين 100 شركة أو فروع أخرى يمكن الوصول إليها بشكل أساسي باللغة الإنجليزية. لدينا تجارب جيدة جدا مع البرنامج يصل الطلاب بمستوى أكاديمي جيد ويتمتعون بحماس كبير، بالإضافة إلى أن الشركات المعنية بالعلاقات الاقتصادية تهتم بالعمل مع المشاركين في هذا البرنامج. هناك طلاب دكتوراه جزائريون شباب تم دمجهم بالفعل في مشاريع بحث وتطوير مشتركة مع المؤسسات المجرية ونظرائهم الجزائريين.

 هل هناك مجال تعاون محدد بين الجزائر والمجر لم نذكره؟

نعم لا يزال هناك الكثير، ولسوء الحظ المقابلة قصيرة، لا يمكن ان تمس جميع المجالات. ولم نتحدث عن المجال الرياضي الذي أصبحت فيه روابطنا أقوى حيث وقعت اللجان الأولمبية المجرية اتفاقيات تعاون بداية السنة الجارية، من خلال زيارة رئيس اللجنة الأولمبية للمجر الرئيس السابق للجمهورية المجرية عضو اللجنة الأولمبية الدولية. وتم بدء العمل في العديد من التخصصات الرياضية، وتمكنت العديد من الفرق الوطنية من الجزائر الذهاب الى المجر للتدرب في معسكرات التدريب. وقد ذكر الرئيسان اللذان كانا يشاركان في الأولمبياد السابق للمبارزة، أثناء زيارتهما قاعة المسابقة الوطنية للاتحادية الجزائرية للمبارزة، والتي سميت الآن باسم المبارز الهولندي السابق رودولف كارتباتي. هذا وتشهد الصداقة بين رياضيينا وبصمة المدرسة المجرية للمبارزة، المعترف بها في جميع أنحاء العالم، على تطوير هذا الانضباط المفيد لتعلم الطلاب في الجزائر. ولا يمكن ان ننسى التجربة الرياضية التي لعب فيها فريق كرة القدم التابع لـ FLN في المجر، كما هو الحال في بعض الدول الأخرى بشكل رئيسي من أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا والشرق الأدنى، قبل الاستقلال، لرفع علم الثورة في العالم. كان لي شرف الاحتفال هذا العام بالذكرى الستين لتأسيس فريق كرة القدم هذا مع اللاعبين السابقين، سفراء الدول الذين استقبلتهم في ذلك الوقت، وزراء الشباب والرياضة وقادة الرياضة الجزائرية. كانت لحظة رائعة من المشاركة، والتي ساعدتني على اختبار عمق العلاقات التاريخية وقوة تضامننا.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان