يزور روسيا والصين وفرنسا.. ملفات استراتجية تتصدّر أجندة الرئيس تبون في عواصم عالمية مؤثرة

تنتظر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أجندة خارجية "مزدحمة" ابتداء من الربع الثاني من السنة الجارية.

وسيقوم الرئيس بزيارات تاريخية إلى روسيا و الصين وفرنسا لتعزيز العلاقات وتفعيل عدد من الاتفاقيات والرفع من طبيعة الشراكات الاستراتجية، في سياق ديناميكية جديدة تطبع مسار "الدبلوماسية المتوازنة" التي فرضتها معطيات الوضع الدولي الراهن، ومتطلبات مصالح الجزائر المتشابكة، التي يتعين تحصينها من أي منغصات طارئة في عالم يعج بتسارع الأحداث إقليميا و دوليا.

وبادرت الجزائر مؤخرا إلى خطوات لتعزيز العلاقات مع ما تُسمى قوى الشرق مثل الصين وروسيا، وفي الوقت وقّعت على اتفاقيات "نوعية" مع دول محسوبة على محور الغرب مثل إيطاليا وفرنسا في إطار ما تقول السلطات إن توجهاتها الدبلوماسية "متوازنة" بالتزامن مع تحولات دولية نحو عالم متعدّد الأقطاب.

شراكة استراتجية مع موسكو                                                                                                                                                       وأجرى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ورئيس روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين،الأسبوع المنقضي، مكالمة هاتفية، تطرقا خلالها إلى العلاقات الثنائية وآفاق التعاون الطاقوي بين البلدين.

وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أن الرئيسين تطرقا بالمناسبة إلى الاجتماع المرتقب للجنة المختلطة الكبرى الجزائرية- الروسية.

كما اتفقا على زيارة الدولة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية إلى روسيا الاتحادية شهر ماي المقبل. وسبق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن دعا الرئيس عبد المجيد تبون، خلال محادثة هاتفية بينهما، لزيارة روسيا الاتحادية.

وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الأخيرة للجزائر التأكيد على دعوة رسمية إلى الرئيس تبون لزيارة موسكو، مشيرا إلى إعداد الوثائق اللازمة لهذه الزيارة.

وينتظر أن تعزز زيارة الرئيس تبون إلى روسيا، مجالات التعاون على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة ونقل التكنولوجيا، تتويجا للعلاقات النوعية بين البلدين. وسبقت الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى موسكو جولات متبادلة لمسؤولين في البلدين، كان آخرها زيارة نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي فاسيلي أوسماكوف والتي كانت مناسبة لعرض مجالات الشراكة الصناعية الممكنة، خاصة في مجال الصناعات الميكانيكية والصيدلانية والصناعات المرتبطة بالسكك الحديدية وكذا تطوير المبادلات بين البلدين.

قبل ذلك زار مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي، ديمتري يفجينيفيتش شوجاييف الجزائر، والتقى كبار قيادات الجيش الوطني الشعبي، حيث تركزت النقاشات على مجال الصناعات العسكرية.

كما زار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجزائر شهر ماي الماضي، بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أكدت هذه الزيارة توجه البلدين نحو شراكة استراتيجية معمّقة.

زيارة تاريخية إلى الصين                                                                                                                                                         ولتكريس نهج السياسة الخارجية المتوازنة، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام وطنية، أن "الجزائر تربطها علاقات جيدة مع مختلف الدول، رافضا أن تكون اي علاقة على حساب علاقات أخرى".

وأكد الرئيس تبون، أن روسيا دولة صديقة، ونفس الشيء بالنسبة لكل من أمريكا والهند والصين، مؤكدا بهذا الخصوص “سأزور روسيا، وعلاقتنا مع روسيا أكثر من 60 سنة”، مضيفا “انا مدعو من الصين وسأزور الصين”.

ومطلع نوفمبر الماضي، أعلنت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الخارجية الجزائرية ليلى زروقي، أن الجزائر قدمت طلبا رسميا للانضمام إلى مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وفي انتظار أن تحسم دول المجموعة هذا الطلب خلال القمة القادمة عام 2023، فإن مسؤولين من أهم قطبين فيها، وهما الصين وروسيا، رحبوا بالرغبة الجزائرية في الانضمام.

وبعد أيام من طلب الانضمام إلى المجموعة، أعلنت الخارجية الجزائرية أنها وقعت اتفاقية تعاون استراتيجي مع الصين تمتد إلى 2026، وتشمل الاقتصاد والطاقة والفضاء والمجالات الثقافية.

وتنص الاتفاقية على "تكثيف التواصل والتعاون بين البلدين في كافة المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء والصحة والتواصل الإنساني والثقافي، وتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للجزائر والصين".ومنذ 2013 تحافظ الصين على صدارة المصدرين إلى الجزائر، حيث أزاحت فرنسا التي احتكرت هذه المكانة لعشرات السنين وتحولت بكين إلى الشريك التجاري الأول للجزائر.

عهد جديد مع باريس                                                                                                                                                             وبالتزامن مع هذه الخطوة، تحضّر الجزائر و فرنسا لزيارة الرئيس تبون إلى باريس.وذكر بيان سابق لرئاسة الجمهورية أن الرئيسين تبون وماكرون "تطرّقا في مكالمة هاتفية إلى زيارة الدولة التي سيؤديها رئيس الجمهورية إلى فرنسا، حيث اتفقا على أن تكون خلال شهر ماي المقبل".

وكان الرئيس تبون قد أعلن في حوار أجراه مع صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية نهاية العام الماضي عن زيارة رسمية له إلى فرنسا في العام الجاري، مشيدا بنظيره الفرنسي الذي"باستطاعته أن يجسد الجيل الجديد المنقذ للعلاقات بين الجزائر وفرنسا".

كما أعرب الرئيس الفرنسي في حوار مع مجلة "لوبوان" مؤخرا عن أمله في أن يستقبل الرئيس تبون في باريس هذا العام لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والصداقة بين البلدين.

وتتواصل المكالمات الهاتفية بين الرئيسين منذ فترة طويلة بعد استعادة العلاقات لمسارها الطبيعي بين البلدين، موازاة مع عودة معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى سابق عهده يدخل في إطار منطق الأشياء.

حيث أشار الرئيس تبون في هذا الصدد إلى أن "اتفاقيات إيفيان تمنح الخصوصية للجزائريين في هذا الشأن بين الدول المغاربية، لذا من الأنسب أن يحترم ذلك".

ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة "لاتريبون" الاقتصادية الفرنسية أن مقابلة الرئيس عبد المجيد تبون مع صحيفة "لوفيغارو" وعدت بـ"عهد جديد في العلاقات الفرنسية الجزائرية".

مشيرة إلى أن الجزائر تتمتع بوزن جيوسياسي جديد في العالم وفي العلاقات مع المستعمر السابق. وأضافت أنه منذ إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، ربيع 2022، حاول الرئيس الفرنسي بكل الوسائل إعادة صياغة الروابط مع الجزائر بعد الفوضى التي خيّمت على فترته الرئاسية الأولى.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. إطلاق خدمة رقمية جديدة وهامة تتعلق ببطاقة الشفاء

  2. طقس الأربعاء.. أمطار ورياح قوية على هذه الولايات

  3. تسهيلات النقل الجوي وإنجاز أطروحة الدكتوراه في الوسط المهني على طاولة الحكومة

  4. أمطار رعدية غزيرة على هذه الولايات

  5. مجلس الأمة يفتح باب التوظيف

  6. الصحفي والمعلق الرياضي محمد مرزوقي في ذمـــة الله

  7. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  8. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  9. غدًا الخميس.. مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين

  10. ارتفاع مصابي عرب العرامشة إلى 18 إسرائيليا