أمطار طوفانية تكشف "عورة" المدن والأرياف

طرق مقطوعة وعائلات تجلى بقوارب مطاطية ومدارس خارج مجال التغطية

بقاء مشاريع حماية المُدن من الفيضانات مُجمدة يضاعف الأزمة

فضحت الأمطار الطوفانية المتواصلة بولايات البلاد، منذ 10 جانفي الماضي، حجم "البريكولاج" الذي يطال مشاريع إنجاز الطرقات والبالوعات وقنوات الصرف الصحي عبر المدن، حيث اضطرت مصالح الحماية المدنية لإجلاء عشرات العائلات وحتى مرضى المسشتفيات بقوارب مطاطية، وبالمناطق الداخلية والمعزولة فاضت أودية نتيجة غياب التهيئة وغرقت منازل في السيول.. هي طوارئ تعجل بتفعيل مشاريع حماية المدن من الفيضانات وتهيئة الأودية والمجاري بالأرياف.

عواصف باردة تعزل سكان المناطق الشمالية بالأغواط

ضاعفت التقلبات الجوية المصحوبة بالعواصف الثلجية والبرودة الشديدة من معاناة سكان البدووالأرياف بآفلوفي الأغواط، ما اضطر أفراد الجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية إلى جانب الدرك والهلال الأحمر الجزائري، للتوغل في أعماق المداشر والقرى من أجل تقديم يد المساعدة للمواطنين، مع تقديم يد العون للعالقين بسياراتهم التي انحرفت عن مسارها.

فقد صعب على السكان جلب المؤونة والبحث عن قارورات غاز البوتان، وحتى الأعلاف للمواشي بعدما لبست الأرض حلة بيضاء يكسوها الجليد لاسيما في مناطق سبقاق والغيشة وتاجرونة.

وتسببت الثلوج المتساقطة خلال الـ48 ساعة الفارطة في شل حركة المواصلات على محاور الطرقات الولائية والوطتية وعزل العديد من التجمعات الريفية، مما تطلب تشكيل خلية أزمة ولائية التفت وراءها مختلف المصالح المكلفة في مقدمتها الجيش الوطني الشعبي الى جانب بعض الخواص، في تسخير الجرافات والمعدات الثقيلة لإزاحة الكثبان الثلجية وفك المسالك الوعرة.

فيضان واديي قارص والدهوس يعزل عشرات العائلات بالبويرة

أدى سوء الأحوال الجوية بالبويرة خلال الأيام الماضية إلى فيضان وادي قارص ببلدية عين الحجر ووادي الدهوس، الأمر الذي تسبب في عزل عشرات العائلات بالإضافة إلى انهيار عدد من المساكن القصديرية ووقوع حوادث مرور مختلفة عبر الطرق بالولاية.

تساقط الأمطار الغزيرة والثلوج عبر مرتفعات الولاية كفج ديرة وجبل تكجدة وأعالي الأخضرية وبلديات دائرة سوق الخميس تسببت في ارتفاع منسوب مياه وادي قارص وعزل العديد من العائلة بقرية الضرابنية بعد استحالة اجتيازهم   الوادي الأمر الذي حرمهم التزود بمختلف متطلباتهم اليومية خاصة قارورات غاز البوتان، كما حرم أبناؤهم الالتحاق بمقاعد الدراسة.

أما بالنسبة لوادي الدهوس الواقع بعاصمة الولاية فقد غمرت مياهه مساكن بعض العائلات التي تقيم بحي أولاد بليل في حين لاتزال كل من الطرق الوطنية رقم 33 و30 و15 مغلوقة في وجه حركة المرور بسبب تساقط كميات معتبرة من الثلوج عبر أغلب مرتفعات الولاية، هذا في الوقت الذي عرفت فيه عاصمتها هي الأخرى شل حركة المرور بسبب انسداد البالوعات.

من جهة أخرى، غمرت مياه الأمطار متوسطة تقع ببلدية عين العلوي ومدخل مدرسة ابتدائية بقرية ثامر كما تسربت الى العديد من المنازل القصديرية عبر قرية أولاد بليل وقرية بن هارون بجباحية وبعض التجمعات السكنية بعمر محطة والأخضرية. أما بالنسبة لضحايا سوء استعمال أجهزة التدفئة لتفادي موجة البرد القارس فقد فاقت 12 ضحية في ظرف أقل من أسبوع 4 منهم لقوا حتفهم ببلدية الريدان والبقية تم أسعافهم.

وشهدت بلدية برج اخريص جراء سوء الأحوال الجوية انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي الأمر الذي أثار استياء وتذمر سكانها.

منسوب المياه يتلف الأجهزة الكهرومنزلية لعائلات سطايفية

خلفت الاضطرابات الجوية في الأيام الأخيرة بعاصمة الهضاب العليا حالة من الهلع والخوف، نتيجة الرياح القوية والثلوج الكثيفة والأمطار الطوفانية التي تهاطلت دون انقطاع، ما تسبب في قطع الطرقات وخسائر مادية كبيرة للمواطنين وإتلاف الأجهزة الكهرومنزلية بعد ارتفاع المياه المتسربة للمنازل الهشة وعلى ضفاف الوديان إلى نصف متر. وخلفت التساقطات حوادث مرور تسببت في مقتل العديد من الأشخاص وإصابة آخرين، وحالات اختناق بالغاز.

أكد المتضررون أن كمية المياه المنحدرة من سفوح الجبال القريبة من مساكنهم أدت إلى إتلاف الكثير من الأدوات الكهرومنزلية والأثاث، الأمر الذي أدى بهؤلاء السكان إلى المبيت خارج منازلهم، خاصة القاطنين في بنايات هشة، تخوفا من انهيار المنازل وهم بداخلها. كما عرفت بعض المنازل تشققات نتيجة انزلاق التربة خاصة المبنية بالطوب.

كما غمرت السيول العديد من الطرق وتسببت في شل حركة المرور وسجلت انزلاقات أرضية وانهيارات صخرية على سبيل الذكر بمنطقة بني عزيز شرق الولاية والرصفة جنوب الولاية. في الوقت الذي ألحقت هذه الأمطار خسائر كبيرة للفلاحين وأتلفت المحاصيل الزراعية، وأتت على الثروة الحيوانية، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في نفوق عشرات الأغنام، وانهيار العديد من المرائب الخاصة بتربية الدواجن بكل من منطقة بئر حدادة وعين لحجر وعين أزال.

وتدخلت وحدات الجيش لفك الحصار عن عائلات عالقة بالقرى المعزولة، وأدى تساقط الأمطار والثلوج إلى انقطاع الطرق لأكثر من يومين في مناطق جبلية. وأدى فيضان بعض الأودية إلى قطع الطرق الولائية، كما شلت الحركة عبر عدة محاور من الطريق الوطنية، بالإضافة إلى الندرة الكبيرة في التموين بغاز البوتان. واستنجد سكان المشاتي بالاحتطاب لمقاومة البرد القارس. وتتواصل جهود إغاثة المواطنين لا سيما في القرى والمداشر، حيث حاصرتهم الثلوج كلية داخل منازلهم.

20 عائلة أنقذت بالقوارب في القليعة

تواصلت خلال الـ24 ساعة الفارطة تدخلات أعوان الحماية المدنية الخاصة بتقديم المساعدات وإجلاء المواطنين المحاصرين إثر موجة الاضطراب الجوي، حيث أكد المكلف بالإعلام للحماية المدنية الملازم نسيم برناوي، في اتصال مع "البلاد"، القيام بعمليات امتصاص مياه الأمطار داخل المنازل عبر 22 ولاية، وإنقاذ 20 عائلة باستعمال الزوارق المطاطية ببلدية القليعة في تيبازة.

وبولاية عين الدفلى تم إنقاذ 6 عائلات وشخصين حوصروا بمياه الأمطار بمكان المسمى العابدية. كما تم إنقاذ عدة عائلات حاصرتها مياه الأمطار وارتفاع منسوب مياه الأودية بولاية الشلف 08 عائلات ببلدية الشلف، عائلتان ببلدية تنس، 20 عائلة ببلدية بريرة، 10 عائلات ببلدية بوزغاية، 04 عائلات ببلدية سيدي عوكاشة، تم أيضا إنقاذ 08 أطفال متواجدين على متن سيارة كميونات محصورة إثر ارتفاع منسوب المياه بواد الفضة.

 وأنقذت المصالح بولاية مستغانم 08 عائلات للبدو الرحل و700 رأس من الماشية بالمكان المسمى سيدي زكرة ببلدية المحمدية. وبولاية غليزان تم إنقاذ 20 شخصا حصارتهم مياه الأمطار.

للإشارة فقد توفي شخصان وإصيب 19 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة إثر حادثي مرور كما تم إنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية لـ 11 شخصا مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون Co المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة في عدة ولايات من الوطن نتج عنه وفاة مختنقة بغاز أحادي الكربون co المنبعث من جهاز مسخن المياه داخل مقر سكن المتواجد ببلدية سوقر ولاية تيارت.

أمطار الفيضانات تكشف "البريكولاج"

قتيل.. طرقات مشلولة وتسربات للأقبية والبنايات الهشة بالعاصمة

ساعات من السقوط المتتالي للأمطار مابين الاثنين والثلاثاء، كانت كفيلة لتغرق العاصمة بما فيها.. طرقات مشلولة تحولت إلى مسابح مفتوحة وفيضانات جارفة وبرك مائية عارمة أغرقت المواطنين بمركباتهم.. فيضانات في الشوارع الرئيسية وأشجار هدمت أكواخ قصديرية بالرويبة وجدران منهارة في البنايات الهشة بالقصبة وبلوزداد.

ولا يزال مسلسل تسرب المياه لأقبية حوالي 300 عائلة بحي 5 جويلية بباب الزوار متواصلا منذ السبت المنصرم، بينما عشرات العائلات المقصية تواجه الشتاء بالأكواخ البالية لتأتي الأمطار وتفضح ما سترته السلطات المحلية من بريكولاج.

كما حاصرت فيضانات الأمطار المتساقطة بغزارة السيارات بالطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، حيث ظل أصحابها لساعات ينتظرون الفرج من أعوان "أسروت" خاصة في الطريق السريع الرابط بين زرالدة والدار البيضاء في شقه الخاص ببن عكنون الذي لم تستوعب بالوعاته كمية الأمطار المتساقطة، مما أدى إلى تجمع المياه، الذي ألهب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخر رواده من السلطات في إشارة إلى انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي التي أحدثت كارثة أعادت للأذهان السويعات الأولى من فيضانات باب الواد 2001.

كما عرف الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين العاصمة وولاية بومرداس شللا تاما، وتسربت المياه بغزارة في المنطقة الصناعية لواد السمار وحاصرت العمال داخل المصانع، مما تسبب في فوضى عارمة، في وقت  سجلت قطارات الضاحيتين الشرقية والغربية تأخرات فاقت الـ45 دقيقة، مما أدى إلى استياء كبير لدى المسافرين.

وقد سجل قطار "العفرون - الجزائر" تأخرا كبيرا، قارب ساعة من الزمن، فيما تسبب قطار الضاحية الشرقية عبر خط "الثنية- الجزائر" في وفاة شخص على الساعة الـ07.47 دقيقة بالقرب من محطة الخروبة وبالتحديد في منطقة "لاقلاسيير"، حيث كان الضحية بصدد قطع السكة الحديدية دون أن ينتبه لدخول القطار.

 وفي سياق متصل، عاش قاطنو البنايات الهشة بالقصبة وبولوغين ليلة سوداء مخافة سقوط الجدران والأسقف إلى جانب الشرفات الهشة، بينما تواصل مسلسل تسرب المياه بحوالي 300 قبو بحي 5 جويلية ببلدية باب الزوار منذ ليلة السبت المنصرم، أين تسربت مياه الأمطار بغزارة داخل الأقبية، وحاصرت العائلات وأثاثها التي لجأت إلى الدلاء والمضخات لإخراج المياه المتسربة قبل تدخل أعوان الحماية المدنية، التي أنقذت 5 أفراد من عائلة واحدة تعرضت لاختناق بغاز ثاني أكسيد الكربون ببلدية العاشور على الساعة الثانية صباحا. للإشارة، فقد تسبب الاضطراب الجوي التي تعرفه العاصمة منذ قرابة الـ10 أيام في انهيار جدار بتليملي وبناية بحيدرة أدت إلى وفاة شخصين، إلى جانب وفاة شخص آخر بعدما  حاصرت المياه مركبته في نفق باب الزوار، في وقت نجا 4 آخرين من بينهم امرأة وطفلة من الموت المحقق، كما لقيت طفلة في الـ12 سنة حتفها بعدما دهسها قطار الثنية بالقرب من محطة الرغاية.

الثلوج تقطع 13 طريقا وطنيا و15 ولائيا عبر الوطن

كشفت خلية سرية أمن الطرقات التابعة لمصالح الدرك الوطني في اتصال بـ"البلاد"، عن تأثر شبكة الطرقات عبر أقاليم 15 ولاية معنية بالاضطراب الجوي بكل من ولاية تلمسان، عين الدفلى، وهران، تيارت،  البيّض، سطيف، البويرة، تيزي وزو، برج بوعريرج، مستغانم، تيبازة، تيسمسيلت، غليزان، المدية، البليدة والشلف، مما تسبب في غلق بعض المقاطع موزعة على 13 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا في وجه حركة المرور، حيث يقوم أفراد الدرك الوطني وأفراد الجيش الوطني الشعبي رفقة المصالح المعنية إلى غاية الساعة بإزالة الثلوج من المسالك المذكورة، بغية إعادة فتحها في وجه حركة المرور.

وأفاد البيان أن شبكة الطرقات التي تضررت بشكل كبير، هي الطريق الوطني رقم 47 العابر لإقليم ولاية البيّض، والطرق الوطنية 15-33 العابرة لأقاليم ولايتي البويرة وتيزي وزو.

كما سجلت وحدات الدرك الوطني خلال الـ24ساعة الماضية، عبر إقليم الاختصاص، 10 حوادث مرور أسفرت عن وفاة شخصين وإصابة 28 آخر بجروح متفاوتة الخطورة.

مشاريع حماية المُدن من الفيضانات مُجمدة

سوء الأحوال الجوية يأتي على الطرقات والأرصفة بالجلفة!

شهدت ولاية الجلفة، منذ أسبوع تقريبا، تساقطا معتبرا للأمطار والثلوج، مما أدخل العديد من البلديات الكبرى في أزمة تنقل، خاصة على مستوى بلدية عاصمة الولاية، حيث أتت السيول على بعض الطرقات والأرصفة المنجزة في أوقات سابقة من دون اتباع المواصفات التقنية المعمول بها.

ظهرت العديد من التشققات والحفر بعدة المناطق، بسبب تواصل تساقط الأمطار والثلوج، على المنطقة، وتشكلت برك من السيول والأوحال عبر الشوارع والأحياء السكنية بعاصمة الولاية، وفضح العديد من نقاط "بريكولاج" الطرق والترقيعات التي أحدثتها مؤسسة متهمة بهدم الأرصفة وحفر الطرقات وعدم الالتزام بدفتر الشروط المخصص لمشروع تجديد قنوات مياه الشرب.

وفي جولة ميدانية لـ"البلاد"، تبين أن غالبية الأحياء السكنية، تحولت إلى مسابح بفعل عدم فاعلية بالوعات مياه السيول أو عدم وجودها في العديد من الطرقات، مثلما حدث بحي الإطارات و05 جويلية والزحاف وبوتريفيس و100 دار وغيرهم، ويحصي السكان العديد من الحفر العميقة بحي بوتريفيس و05 جويلية بإمكانها ابتلاع عجلات السيارات بشكل عادي.

وقد غمرت المياه الطريق الجديد الرابط حي الوئام بحي شعباني وعرقل حركة المرور، وأيضا طريق المدخل الشمالي بحي برنادة، زيادة على الطريق المتواجد خلف المستشفى الكوبي، كما تضررت شوارع وأرصفة بلديات مسعد وفيض البطمة وعين وسارة وحاسي بحبح، فيما غابت مشاريع حماية البلديات من الفيضانات، حيث غمرت السيول سكنات بفيض البطمة بالقرب من واد "السيلة".

فيما لم تسجل خسائر بشرية

الفيضانات تحاصر عائلات وتشردها بغليزان

كشفت مصالح الحماية المدنية بولاية غليزان، عن أنها لم تسجل خسائر بشرية خلال التساقطات الأخيرة، التي ساهمت في ارتفاع منسوب الأودية بعدة مناطق بالولاية.

وحسب مسؤول الإعلام عباس خمينائي، فقد تم تسجيل بعض الخسائر المادية، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية عبر فرقة الغطاسين لإنقاذ خمس عائلات متكونة من 20 فردا بدوار بن عبقة الواقع ببلدية بلعسل، وهذا بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار، أين تم إجلاؤهم وإنقاذ قطيع من الأغنام، كما قامت ذات المصالح بإنقاذ عائلات تقطن بدوار السايعدية، والمواظبة، وهذا بعد أن غمرت المياه مساكنهم، فيما تسببت الأمطار المتساقطة بكثرة في انهيار جزئي لجدار مسجد يقع ببلدية منادس ومسكن بحي القرابة الواقع بعاصمة الولاية، وعدة مساكن تقع بمختلف بلديات الولاية، وتدخلت نفس المصالح عقب ارتفاع منسوب وادي يلل وارتفع معه منسوب مياه الأمطار إلى 10 سم، بالطريق الولائي رقم 12، حيث ساهم ذلك في عرقلة حركة المرور.

مشكل الفيضانات أصبح يتكرر كل سنة عند حلول فصل الشتاء، غير أنه لم يتم تخصيص مشاريع تنقذ السكان من خطر ارتفاع منسوب مياه الأودية، بالإضافة إلى التسيب المسجل عند إنجاز أشغال التهيئة والتعمير والبناء والأشغال العمومية، مع غياب التنسيق بين مختلف المصالح لمواجهة خطر الفيضانات.

تسببت في سيول وانقطاع للكهرباء والتدفئة بمدرسة الإمام عبد الوهاب

الأمطار الغزيرة والثلوج تغمر مؤسسات تربوية بتيارت

تشهد مؤسسات تربوية بتيارت، نقص التدفئة والتسربات المائية عبر الأسقف والجدران، الأمر الذي بات الهاجس الأكبر، خاصة أن المنطقة تعرف انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة جراء تساقط للثلوج  والأمطار الغزيرة في الآونة الأخيرة.

وقد توقف أساتذة ابتدائية الإمام عبد الوهاب وسط مدينة تيارت، عن العمل احتجاجا على جملة من المشاكل أصبحت تعاني منها المدرسة، ويأتي على رأسها تعطل التدفئة الرئيسية والتسربات المائية داخل قاعات التدريس، حيث يواصلون احتجاجهم لليوم الثاني على التوالي، حتى أولياء التلاميذ رفضوا التحاق أبنائهم بالدراسة بسبب هذه المشاكل، كما وقعت شرارة كهربائية عند تصليح أسقف المدرسة كادت أن تحدث الكارثة، قبل أن يتجدد احتجاجهم مرة أخرى أمس بهدف لفت انتباه المسؤولين للظروف الصعبة لتمدرس أبنائهم.

وتوقفت الدراسة بشكل كلي في أغلبية المدارس بالمناطق النائية، على غرار متوسطة سعيدي الحواس في بلدية مشرع الصفا، وكذا متوسطة المامون بالرحوية وملحقة ثانوية بتوسنينة ومؤسسات تربوية أخرى تخمارت عين مصباح وغيرها، التي تحولت إلى ثلاجات ومسابح مفتوحة، مما يهدد صحة التلاميذ وخطر إصابتهم بأمراض كالزكام وأمراض الروماتيزم وغيرها. وأخرى تعاني من مدافئ المازوت، التي تعد قنابل موقوتة منها ما انفجر في الأقسام أمام غياب الصيانة.

وتأخر تلاميذ دوار اولاد راشد، في الالتحاق بمقاعد الدراسة، بسبب أوحال خلفتها شركة السكك الحديدية في الطريق، وتخوف أوليائهم من واد اللوابد، الذي فاض سابقا وغمر المدرسة بأكملها والمساكن اللصيقة به حتى إنه تم إنقاذ معلم بواسطة الرافعة.

فيما تسربت المياه لمؤسسات عمومية

عاصفة ثلجية وأمطار تتسبب في انهيار مساكن بالمدية

تسببت موجة البرد التي شهدتها المدية، خلال اليومين الماضيين، في انقطاع العديد من الطرقات الوطنية، على غرار الطريق 60 أ وهذا بسبب الثلوج التي عرفتها المنطقة التي بلغ سمكها الـ50 سنتيمترا، كما تسبب انهيار جزء من الطريق الوطني رقم 1 في المكان المسمى بالفرنان بسبب أشغال الطريق المزدوج وسقوط الثلوج مما حتم على أصحاب المركبات استعمال طرق اجتنابية لمسافات تتعدى الثلاثين كيلومترا إضافية. وقد قامت مصالح الحماية المدنية بعدة تدخلات لامتصاص المياه من داخل المنازل ومختلف المؤسسات العمومية لكل من دائرة المدية، دائرة سي المحجوب ودائرة البرواقية. وتسببت الثلوج والأمطار في انهيار الجدران وأسقف المنازل بكل من بلديات وأحياء دائرة المدية، دائرة عين بوسيف ودائرة سي المحجوب، التي تسببت في حي الرملي بتحطيم أربع مركبات كانت مركونة بجانب جدار استناد، كما تسببت الأمطار في تحطم منزلين وجرف التربة لساكنيهما بحي سيد علي، لولا تدخل السكان وأفراد الحماية المدنية الذين قاموا بإنقاذهما، أين تم ترحيل العائلتين المنكوبتين إلى قاعة متعددة الرياضات بدائرة وامري وبحضور مختلف السلطات المحلية بعين المكان.

وتأزمت الوضعية لغياب حملات تطهير قنوات الصرف، حيث تسببت الأمطار والثلوج في ارتفاع خيالي لمنسوب الأودية بكل من شفة وحربيل والبرواقية، أين تعذرت حركة المرور وتوقفت لساعات، إلا أنه تم تدخل أفراد الحماية المدنية والأشغال العمومية والدرك الوطني الذين قاموا بمحاولات عدة لخلق طرق اجتنابية بغية تسهيل حركة المرور، كما ساهم الرقم الأخضر 1055 في تجنيب العديد من العالقين من موت مؤكد بسبب تدخل أفراد الدرك والحماية المدنية في الوقت المناسب لإنقاذ الضحايا.

انهيارات.. وعائلات تقضي ليال بيضاء

أمطار غزيرة تشل الطرقات وتخلف جرحى بوهران

تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت بوهران خلال الـ72 ساعة الأخيرة في حالة استنفار وطوارئ بالعديد من الأحياء والطرقات، حيث كان قاطنو القصدير المتمركزين على مستوى الأودية والمنحدرات والمناطق المنخفضة الأكثر تضررا من الوضع. ويعود مشكل انسداد البالوعات بمجرد تساقط زخات المطر، أما مشروع حماية البلديات المنخفضة من الفيضانات فيبقى الحلم الذي طال انتظاره.

وسجلت مصالح الحماية المدنية أزيد من 121 تدخلا وإنقاذ أكثر من 30 شخصا من الموت، وقد تم إحصاء عدة أضرار بشرية وخسائر مادية خلفت بدورها عددا من الجرحى وشللا بمختلف طرقات الولاية، حيث سقطت سيارة من نوع أكسنت في حفرة مملوءة بالمياه كان على متنها 3 أشخاص بمرسى الحجاج وأنقذ شخصين من عائلة واحدة بشاطئ المنظر الجميل كانا محصورين داخل مسكنهما نظرا إلى هيجان البحر.

وبلغ منسوب المياه مابين 10 و30 سنتم بكل من حاسي بونيف ووادي تليلات والبرية وحاسي عامر، كما تراكمت المياه بالطريق المؤدي إلى الحي الفوضوي حاسي عامر. وقد سجل حادث انهيار جدار مساحة 4 أمتار بعين البيضاء مما تسبب في إصابة شخصين بجروح. وتم إنقاذ ركاب سيارتين مع إنقاذ عائلة في بيت فوضوي قرب مجرى المياه بنفس المنطقة.

من جهتها، العائلات القاطنة بحي كوشت الجير ببلدية وهران قضت 3 ليال بيضاء لم يغمض لها جفن أمام ارتفاع منسوب مياه الوادي من جهة وتشرب الكهوف التي اتخذت منها عشرات العائلات مأوى لها جراء تساقط الصخور فوق أسقف منازلها.

عائلات منكوبة بعد ارتفاع منسوب السيول

فيضان الأودية يزرع الرعب بعين الدفلى والشلف ومستغانم

أجبرت سيول الأمطار المتهاطلة بغزارة بالشلف، 520 عائلة من مختلف بلديات الولاية على المبيت في العراء ومعظمها أجبرت على اقتحام المدارس رفضا منها قضاء لياليها وسط قساوة الطبيعة، خاصة بعدما ارتفع منسوب مياه واد الشلف.

وقد تسببت عاصفة مطرية هوجاء في إغراق عدد من الأحياء الواقعة على ضفاف وادي علالة بمدينة تنس الساحلية شمال ولاية الشلف، وتسبب ارتفاع منسوب المياه عبر الشوارع بعزل عائلات بمنازلها، وأنقذت مصالح الحماية المدنية عائلة مشكلة من 5 أفراد بحي لاسيتي.

وعجزت المصالح المختصة عن شفط المياه بعد تدفق مياه الأودية بكل من بلديات تلعصة، سيدي عكاشة، أبو الحسن، عاصمة الولاية، بوقادير، الصبحة وتاجنة. كما تسببت الرياح العاتية في اقتلاع بعض الخيام "الهشة" في لاسيتي وتيفيلاس والإخوة بوريش بتنس وأحياء قصديرية ببلدية تنس.

وأدت التساقطات الكثيفة إلى انهيار جزئي لأكثر من عشرة مباني هشة بشارع أحمد علال قرب بلدية تنس. وتضرر المنازل الطوبية، كما تسببت الرياح في تدمير ما لا يقل عن 500 بيت بلاستيكي في بلديات بريرة، الزبوجة وبني حواء وواد قوسين الساحلية. كما تسببت المياه الطوفانية في انجراف التربة بالطريق الوطني رقم 11 الرابط بين تنس والمرسى بسبب الأشغال غير السليمة لمقاولة خاصة، وهو ما رفع منسوب السخط الشعبي في تنس بعد انقطاع الطريق لمدة فاقت 7 ساعات.

وبولاية عين الدفلى، امتلأ سد سيدي امحمد بوطيبة في بلدية عريب بنسبة 100 بالمائة، في وقت تلقت خلية الأزمة 380 نداء استغاثة في ليلة واحدة من سكان المناطق الريفية، على غرار حي دالة بخميس مليانة الذي يسبح في بحيرة مائية، علاوة على انفجار السقف الإسمنتي لواد سيدي معمر بذات المدينة. وهو نفس الوضع الذي تعيشه عائلات "الشكاكنية" بزاوية الشيخ بن شرقي في العطاف وحتى المدخل الشرقي لعاصمة الولاية.

كما انهار الجسر المعلق ببلدية اعريب وارتفع واد عمورة الذي بات يهدد سكانه في أي لحظة، على غرار بلدية زدين، التي خرج سكانها إلى الشارع تعبيرا عن غضبهم تجاه تقصير السلطات والمنتخبين، وقد أضحت 154 عائلة منكوبة في مدينة مستغانم، كما جرى إنقاذ 8 عائلات كاملة من موت محقق في بلدية ماسرة بعد تدخل عاجل لفرق الإنقاذ نتيجة ارتفاع مياه التساقطات بمنازلها.

كما تحطمت الأسوار الخارجية لمدرسة ببلدية خير الدين وانهيار جسر صغير ببلدية بوقيراط وانقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي ببلدية سيرات إثر دمار الشبكة الرئيسية للتزود بالطاقة.

فيضان الأودية يعزل عائلات بتيبازة

اشتاحت سيول الأمطار بولاية تيبازة الأراضي الفلاحية وتسببت في عزل أحياء بأكملها بعد تحطم الجسور والمعابر، و سجلت خسائر على مستوى عديد البلديات بعد تسرب أطنان من الأوحال وفيضان الأودية. وقد قطعت الطرقات الوطنية والولائية حيث شهد الطريق الولائية رقم 106 والطريق الوطني رقم 67 و42 و11 انسدادا تاما لجسور والمجاري.

وغمرت المياه منازل بحي لحول عبد القادر بسيدي راشد ولحول بن عائشة بأحمر العين وحي سي زوبير بحجوط وحي الشنوي بالحطاطبة حيث تدخلت الحماية المدنية لإنقاذ السكان. وسجلت خسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية بذات المنطقة وببلدية الداموس ومناصر

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمطار ورياح قوية على هذه الولايات

  2. إطلاق خدمة رقمية جديدة وهامة تتعلق ببطاقة الشفاء

  3. تسهيلات النقل الجوي وإنجاز أطروحة الدكتوراه في الوسط المهني على طاولة الحكومة

  4. مجلس الأمة يفتح باب التوظيف

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33899 شهيد

  6. الصحفي والمعلق الرياضي محمد مرزوقي في ذمـــة الله

  7. غدًا الخميس.. مجلس الأمن يصوّت على عضوية فلسطين

  8. منح دراسية في اليابان للطلبة الجزائريين

  9. بعد حادث وحدة تحضير المواد و التلبيد.. هذا هو الوضع في مركب سيدار الحجار

  10. ارتفاع مصابي عرب العرامشة إلى 18 إسرائيليا