لهذه الأسباب جُرّد “الأميار” من تسيير الابتدائيات

الرئيس كان قد أمر بعدم توزيع الوجبات الباردة على التلاميذ

مدرسة ابتدائية
مدرسة ابتدائية

البلاد  -ص.لمين - يتفق مراقبون على أن إسناد تسيير المطاعم المدرسية بالابتدائيات إلى سلطة البلديات وفق المرسوم الذي صدر سنة 2016 وطبق في شهر سبتمبر من سنة 2017 لم يؤت أكله بالمرة، بل العكس تماما، حيث أضحى قطاع المطاعم المدرسية بالمؤسسات الابتدائية مثلا ينام ويستيقظ على وقع المشاكل وحتى فضائح التسيير، الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وفي أول خرجة إعلامية له يتحدث بالتفصيل عن هذا الملف، داعيا إلى ضرورة تقديم الوجبات الساخنة للتلاميذ واستنكر تواصل البلديات في تقديم الوجبات الباردة.

والغريب أن هناك بلديات لم يردعها تهديد رئيس الجمهورية خلال الموسم الماضي وواصلت تقديم وتوزيع الوجبات الباردة على تلاميذ المدارس الابتدائية، وهو الأمر الذي أثار العديد من علامات التعجب والاستفهام حول هذا الإصرار على القفز على التعليمات المركزية والتي تؤكد على ضرورة توزيع الوجبات الساخنة ووضع حد لظاهرة الوجبات الباردة التي ينتهجها الممونون الذين تحددهم المجالس البلدية، الأمر الذي جعل الحكومة تسحب رسميا تسيير المؤسسات الابتدائية من سلطة البلديات وتنشئ مؤسسة عمومية وطنية للخدمات المدرسية في الطور الابتدائي تتكفل بتسيير الإطعام والنقل وجميع النشاطات الأخرى.

هذا وأكدت مصادر “البلاد” أن المجالس البلدية والتي كانت تشرف على تسيير الابتدائيات إلى غاية الموسم الماضي أثبتت عجزها في تسيير ملف المطاعم المدرسية بالخصوص، حيث عجزت عن فتح العديد من المطاعم المدرسية، مما جعلها تلجأ إلى تقديم الوجبات الباردة، خلافا لتعليمات المصالح المركزية والتي كانت قد أكدت على توزيع الوجبات الساخنة وبالتالي تفعيل عمل المطاعم المدرسية بالابتدائيات، إلا أن المعطيات المتوفرة تؤكد أن هناك مطاعم مدرسية في بلديات عدة عبر الوطن لم تدخل الخدمة من الأساس وأخرى تم إغلاقها في المواسم الماضية، الأمر الذي جعل البلديات تركز على توزيع الوجبات الباردة داخل ساحات المؤسسات التربوية والتي غالبا ماتكون عبارة عن نصف خبزة وقطعة “فورماج” و«حبة” بيض.

وتشير المصادر إلى أن الإصرار على تقديم هذه الوجبات الباردة يؤكد تواصل التلاعب بمخططات النظام الغذائي بالمطاعم المدرسية، مع العلم أن العديد من جمعيات أولياء التلاميذ انتفضت ضد هذا التلاعب في العديد من المرات، وتحدثت هذه الجمعيات عن توزيع نصف خبزة وحبة بيض فقط خلال الوجبة، الأمر الذي يعكس درجة التلاعب في هذا الملف والذي كان يعتبر بقرة حلوب بالنسبة لرؤساء البلديات وللممونين وأيضا لبعض مدراء المؤسسات التربوية والذين يزكون هذا التلاعب عن طريق غض البصر وعدم رفع تقاريرهم إلى مديريات التربية، خاصة أن المخططات الغذائية للمطاعم المدرسية تتضمن مثلا وجود اللحم والفاكهة خلال البرنامج الأسبوعي وهو ما تصادق عليه المجالس البلدية، إلا أن الواقع عكس ذلك ليتم التركيز على توزيع الوجبات الباردة والتي أصلا لاترقى إلى الوجبة الباردة لكونها عبارة فقط عن نصف خبزة و«حبة” بيض أو قطعة “فورماج” على أكثر تقدير، وأكثر من ذلك يتم تقديم أرقام مبالغة للوجبات الغذائية التي يستفاد منها التلاميذ دون الحديث عن نوعية هذه الوجبات التي لاترقى إلى القيمة المالية المرصودة لها.

وأضافت مصادر “البلاد” أن مدراء الابتدائيات كثيرا أيضا ما رفعوا تقارير ضد البلديات تتضمن حالات تسيب وإهمال عديدة بالمؤسسات الابتدائية ومن ذلك عدم التدخل حتى لإصلاح وضعية النوافذ وتغيير الزجاج المكسر وعدم توفير التدفئة، وتؤكد التقارير أن إهمال البلديات لم يقتصر على المؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق النائية بل يمس حتى الابتدائيات المتواجدة بمقرات البلديات، زيادة على عدم التدخل لصيانة المعدات كحال الكراسي والطاولات وأكثر من ذلك عدم التدخل لصيانة وضعيات الحجر الدراسية والتي منها من أضحت تشكل خطرا على التلاميذ لتضمنها على تشققات عديدة.

وأضافت المصادر أن مدراء المؤسسات التربوية المذكورة يراسلون بشكل دوري رؤساء البلديات والمنتخبين ويطالبون بالتدخل وإصلاح أوضاع الابتدائيات، إلا أنه يسجل تقاعس كبير وعدم التدخل الآني مثلما يفرضه القانون، الأمر الذي يجعلهم يوجهون تقاريرهم إلى مديريات التربية المعنية دون جدوى أيضا، وهي من بين الأمور التي عجلت بسحب تسيير الابتدائيات من البلديات واستحداث مؤسسة عمومية مكلفة، خاصة أن رئيس الجمهورية حدد مكامن الخلل وإنتفض في وجه البلديات وعجزها عن تسيير ملف المطاعم المدرسية، رافضا هذا الوضع جملة وتفصيلا.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  5. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  6. "الفيفا" تثني على تألق بن زية

  7. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  8. محكمة مروانة تفتح تحقيقا في قضية وفاة اللاعب نسيم جزار

  9. المنتخب الوطني يكتفي بالتعادل في ثاني مباراة له مع بيتكوفيتش

  10. إنفانتينو يشيد بالتنظيم الجيد لدورة فيفا بالجزائر