الحليب والألبان غير المبسترة تؤدي إلى الإصابة بالداء
البلاد - ليلى.ك - استوردت الجزائر، خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، حوالي 28 ألف طن من اللحوم الحمراء من عدة بلدان، على غرار إسبانيا وفرنسا والهند والبرازيل، وهو ما يعادل حوالي 70 ألف رأس بقر. كشف مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، قدور الهاشمي كريم، عن استيراد الجزائر لـ 28 ألف طن من اللحوم الحمراء، خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 13 ماي 2019، أي ما يعادل حوالي 70 ألف رأس بقر.
وأوضح المتحدث في تصريح إعلامي، أن هذه الكمية من اللحوم المتنوعة خضعت إلى جميع إجراءات المراقبة من قبل مصالح البيطرة للقطاع، مبرزا أن عمليات الاستيراد هذه “ما هي إلا مكمل للمنتوج الوطني من رؤوس المواشي والأبقار التي تذبح داخل الوطن وتباع لحومها على مستوى الأسواق، لتوفير احتياجات الموطنين، لاسيما في شهر رمضان”.
وعن إجراءات الرقابة، أوضح المسؤول ذاته أن كل منتوج حيواني يدخل عبر الحدود حيا أو مذبوحا يخضع للمراقبة من خلال سحب العينات، حيث يتم إعادة المنتوج إلى البلد المصدّر في حالة عدم المطابقة.
وفي ردّه على سؤال حول عدد حالات عدم المطابقة المسجلة، أفاد قدور الهاشمي، أنها “باتت نادرة جدا” نظرا لكون التكلفة المالية لتحليل العينات وإعادة المنتوج إلى البلد المصدّر جد عالية، وتقع على عاتق “المستورد”. وحسب المسؤول نفسه، تركز المديرية على الجانب الصحي من خلال تحري جودة اللحوم بمختلف أنواعها، وتقييد المتعاملين بفترة صلاحية محددة بعد استيرادها، بحيث تستهلك اللحوم الطازجة المستوردة بصفة فورية، مقابل استفادة اللحوم تحت الفراغ من فترة صلاحية بـ3 أشهر، واللحوم المجمدة من فترة صلاحية بـ 6 أشهر.
وتراقب مصالح البيطرة مدى مطابقة الوثائق الرسمية التي يقدمها المتعامل، إلى جانب أخذ عينات عن المادة المستوردة لحوم رؤوس أبقار، والتي تنقل من الميناء مباشرة إلى مركز ضمان الاعتماد لإنجاز التحاليل اللازمة خلال أجل 10 أيام.
واعتبر قدور الهاشمي، الكمية المستوردة “عادية” بالنظر إلى الكثافة السكانية العالية في البلاد، والتي تتطلب القيام بعمليات استيراد “تكمل” العرض الوطني المتوفر من اللحوم الحمراء وتحافظ على سقف الأسعار ليتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين. وتحدد المديرية العامة للبيطرة للمتعاملين قائمة الدول التي يسمح لهم بالاستيراد منها، بعد عدة إجراءات وتبادل للوثائق الرسمية مع مصالح البيطرة للبلدان المعنية، والتي تؤكد عدم تسجيل أي حالات لأمراض أو عدوى وسط الأبقار، مضيفا أن من بين أهم الدول المعنية بالاستيراد إسبانيا وفرنسا والهند والبرازيل.
وفيما يخص جودة اللحوم البيضاء الموجودة بالأسواق، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يكثر الطلب على هذه المادة، أكد المتحدث أن مصالح الوزارة لم تسجل أي تجاوزات فيما يخص التزويد المفرط للدواجن بالأدوية، سواء على مستوى المزارع أو المذابح.
وقال المتحدث، إن المديرية وضعت برنامجا خاصا لسحب العينات من الدواجن بصفة فجائية وغير معلنة لدى المربين، بهدف العثور على بقايا الأدوية في المنتوج الحيواني وقياس نسبته، حيث تقوم فرق متخصصة بالتنقل إلى المذابح النظامية والمزارع لأخذ العينات وإجراء التحاليل، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة تجاوز خلال السنة الجارية على مستوى المزارع والمذابح”، ويتعرض المربون المخالفون للضوابط إلى مصادرة المنتوج وغرامات مالية، إلى جانب المتابعة القضائية.
وبخصوص المذابح غير المرخصة والذبح العشوائي غير القانوني في الأسواق الشعبية، قال المدير العام للبيطرة، أن القطاع ينسق في الوقت الحالي مع مصالح الرقابة التابعة لوزارة التجارة لمراقبة الأسواق الشعبية ومنع الذبح العشوائي للدواجن، حيث يتم غلق الأماكن التي يتم العثور عليها، وتوجيه المتورطين فيها إلى المتابعات القضائية. ودعا قدور الهاشمي في هذا الإطار، المواطنين إلى تفادي اقتناء هذه المواد الحساسة من أماكن غير مراقبة.
وفيما يتعلق بالإنتاج المحلي للحليب والألبان غير المبسترة، أكد المسؤول نفسه أن هذه المواد تشكل خطورة كبيرة على صحة المستهلك، بالنظر إلى عدم خضوعها لعملية البسترة التي تزيل الميكروبات والجراثيم، وبعض الأمراض المتنقلة عبر الحليب من المنتوج، على غرار الحمى المالطية، ودعا في هذا الإطار المواطنين إلى عدم اقتناء مواد الحليب والألبان والجبن غير الخاضعة لعملية البسترة، إلى جانب عدم اقتناء هذه المواد من مصادر غير معروفة.