القصة الكاملة لسرقة الاحتلال لجماجم المقاومين

الخارجية: “الدولة عازمة على إتمام استرجاع كل الرفات”

إسترجاع رفات الشهداء
إسترجاع رفات الشهداء

البلاد - بهاء الدين.م - عرضت قيادة الجيش، مساء أمس الأول، شريط فيديو مخصص لإعادة رفات 24 مقاوما جزائريا، سلط الضوء على المراحل المختلفة للمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي والثورة المجيدة منذ اندلاعها في 1 نوفمبر 1954 وكيف أن “العدو المتوحش أبى إلا أن يقطع آنذاك رؤوس المقاومين عن أجسامهم الطاهرة نكاية في الثوار، ثم قطع بها البحر حتى لا تكون قبورهم رمزا للمقاومة”.

هذا وأشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق سعيد شنڤريحة، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس (الجزائر العاصمة) باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على حفل لتبادل التهاني على شرف إطارات سامية في الجيش الوطني الشعبي من العاملين ومتقاعدين وكذا عدد من الاطارات السامية في الدولة بمناسبة إحياء الذكرى 58 لعيد الاستقلال.

وأوضحت وزارة الدفاع الوطني أنه “تخليدا لأرواح الشهداء الأمجاد الذين ضحوا من أجل أن ينعم أبناء وطننا المفدى بالحرية والاستقلال في كنف السيادة والكرامة، وبمناسبة الذكرى ال58 لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، أشرف السيد الفريق سعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني يوم الأحد 5 يوليو2020، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، على حفل نظم على شرف إطارات سامية في الجيش الوطني الشعبي من العاملين ومتقاعدين وكذا عدد من الإطارات السامية في الدولة”.

وحضر هذا الحفل، الذي يندرج “في إطار التقاليد العريقة للجيش الوطني الشعبي التي ترمي إلى تثمين مختلف محطاتنا المناسبات الخالدة”، كل من السادة رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، ورئيس المجلس الدستوري، كمال فنيش، والوزير الأول عبد العزيز جراد. كما حضر الحفل وزير الخارجية، صبري بوقادوم ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، ووزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عمار بلحيمر، فضلا عن أعضاء من الحكومة وشخصيات وطنية ومجاهدين.

كما تم تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية بهذه المناسبة، تتضمن المراحل المختلفة للمقاومة الشعبية والثورة المجيدة منذ اندلاعها في 1 نوفمبر 1954 إلى غاية استعادة السيادة الوطنية في 5 جويلية 1962.

وتميزت الأمسية أيضًا بعرض فيديو مخصص لإعادة رفات 24 مقاوما جزائريا وفيلم وثائقي تكريما للجيش الوطني الشعبي. وظلت السلطات الجزائرية تتهم باريس بتعطيل عملية نقل الجماجم إلى الجزائر. في حين تقول باريس إن الأمر يتطلب إجراءات قانونية معقدة لضمان إخراجها من متحف باريس. وتعهد الرئيس تبون، بعد وصوله الحكم في 19 ديسمبر الماضي، باستعادة تلك الجماجم ودفنها في الجزائر. وقال في رسالة له بمناسبة الذكرى الـ75 لمجازر 8 ماي 1945، إن فرنسا “قتلت نصف سكان الجزائر منذ 1830 إلى غاية 1962”.

أما بداية الكشف عن هذه الرفات فتعود إلى ماي 2011، لما قام الباحث في التاريخ والأنثروبولوجيا، فريد علي بلقاضي، بأولى تصريحاته لوكالة الأنباء الجزائرية، حول احتواء متحف التاريخ الطبيعي بباريس، لرفات عشرات المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي، من بينهم رفات الشريف بوبغلة (استشهد عام 1854) والشيخ بوزيان زعيم ثورة الزعاطشة (استشهد عام 1849). وأكد المختص في التاريخ القديم والكتابات الليبية والفينيقية والمهتم أيضًا بالفترة الاستعمارية، أن هذه الرفات كانت محفوظة على مستوى متحف التاريخ الطبيعي بباريس، منذ عام 1880 وهو التاريخ الذي تم إدراجهم ضمن مجموعة المتحف “العرقية”.

وأضاف الباحث، الذي يعد أول جزائري يتمكن من الوصول إلى هذه المجموعة، أن الهدف من عمله ليس إجراء إعلان عن وفيات بخصوص هذا الاكتشاف “المؤلم” لرفات جزائريين محفوظين في صناديق كرتونية أوفي محلول الفورمول في متحف فرنسي، وإنما “للفت الانتباه إلى هذه الرموز القوية للتاريخ الجزائري المعاصر، والتي ظلت محرومة من الدفن”.

وقال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنڤريحة، الجمعة، إن جثامين شهداء المقاومة الجزائرية، سرقها الاستعمار البغيض وعرضها في متحفه منذ أكثر من قرن ونصف قرن للتباهي دون حياء.

وذكر الفريق شنڤريحة في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال جثامين 24 مقاوما بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين “لقد قضى هؤلاء الأبطال أكثر من قرن ونصف قرن في غياهب الاستعمار وكانوا محل ابتزاز ومساومة من لوبيات بقايا الاستعمار دعاة العنصرية إلى أن تحقق هذا اليوم المميز الذي نستكمل به مقومات سيادتنا”، مضيفا: “إنه الوجه الحقيقي البشع للاستعمار”.

وتابع المتحدث: “لقد تحقق الأمل بعد كثير من الألم وعاد الأبطال مبجلين ليلقوا رفاقهم في مربعات الشهداء بالأرض الطيبة”. ونوه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بالجهود المخلصة المضنية التي بذلها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للوصول إلى النتيجة الملموسة بعودة رفات الشهداء.

على صعيد آخر، أقامت وزارة الشؤون الخارجية، أمس، حفلا مخلدا للذكرى المزدوجة لعيد الاستقلال والشباب. وخلال هذا الحفل الذي أقيم بمقر الوزارة وأشرف عليه وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، تم رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، ذكر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، بتضحيات شهداء حرب التحرير الوطنية وبالمجاهدين الذين رحلوا عنا مؤخرا وكذا بأولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة. كما نوه المسؤول باستعادة رفات 24 قائدا للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي ودفنهم يوم 5 جويلية بالأرض التي كافحوا واستشهدوا من أجلها، مؤكدا أن الدولة عازمة على استرجاع كل رفات الشهداء من فتحف الانسان في باريس.

من جهة أخرى، نشط المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة، عبد المجيد شيخي، ندوة حول تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر (1830- 1962) مصادره وأصوله، إضافة إلى معاناة الشعب الجزائري والجرائم المرتكبة في حقه من طرف القوات الاستعمارية خلال هذه الفترة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  5. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  6. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  7. "الفيفا" تثني على تألق بن زية

  8. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان

  9. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  10. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"