الجيش الليبي يحرر سرت بالكامل من قبضة “داعش”

الأمم المتحدة تشيد بدعم لوجستيكي محوري للجزائر

تحرير سرت
تحرير سرت

الانتصار العسكري الميداني يعزز حظوظ المقاربة الجزائرية لحل الأزمة

تمكنت القوات الأمنية والعسكرية الليبية الموالية لحكومة الوفاق من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة سرت وتحريرها بالكامل من قبضة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية “داعش”، بعدما اتخذها التنظيم الإرهابي معقلا له منذ أشهر للتمدد إلى مناطق أخرى لتحصين نفوذه في البلد قبل التوسّع المفترض نحو بلدان الجوار.

وبالمناسبة جدّد أمس المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، تأكيده أن “الحل السياسي يعتبر المخرج الوحيد من الأزمة الليبية رغم الانتصار العسكري الميداني على الإرهاب”. وأشاد كوبلر بالدور “المحوري” لدول الجوار وفي مقدمتهم الجزائر التي قدّمت ـ كما قال ـ “دعما كبيرا في مسار التسوية السياسية لهذه الأزمة متعددة الجوانب”.

وأعلنت القوات الليبية، أمس، فرض السيطرة “الكاملة” على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) المطلة على الساحل الليبي واضعة حدا لزحف تنظيم “داعش” الذي حولها إلى ملاذ له.

وتسببت المعارك لاستعادة المدينة في مقتل 700 شخص وإصابة 3 آلاف آخرين بجروح في صفوف القوات الحكومية ومقتل عدد غير محدد من مقاتلي التنظيم الارهابي. وقال المتحدث باسم هذه القوات رضا عيسى “قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت وشهدت قواتنا على عملية انهيار تام للمسلحين”. ويعتبر هذا الانتصار انتصارا يتقاسمه أيضا القائد العام للجيش الليبي الفريق أول الركن خليفة بلقاسم حفتر الذي قاد عمليات مماثلة “الكرامة” متعهدا بالقضاء على الإرهابيين” الذين جاؤوا إلى ليبيا من كل حدب وصوب” واجتثاث الإرهاب من ليبيا.

ويعتبر استعادة “سرت” كاملة، انجازا يحسب على “عملية البنيان المرصوص” التي انطلقت في 12 ماي الماضي، بالنظر الى السرعة في تقدمها وسيطرتها على المرافق الرئيسية في المدينة المطلة على البحر المتوسط.

ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها لدى وصولها الى مشارف المناطق السكنية في المدينة، إلا أن “عمليات البنيان المرصوص” تمكنت من دحر مسلحي داعش الذين حولوا المواجهات والمعارك إلى حرب شوارع وقتال من منزل إلى منزل مستخدمين السيارات المفخخة والقناصة والعبوات الناسفة المصنوعة يدويا. وعلاوة على ذلك حول التنظيم المتطرف مدينة “سرت” إلى قاعدة خلفية له تستقطب المقاتلين الأجانب الذين يجري تدريبهم على شن هجمات في الخارج. وتعد نهاية شهر أكتوبر الفارط “نقطة حاسمة” بالنسبة للقوات الحكومية التي عزمت على القضاء على التنظيم الذي بدأ يتمدد إلى مناطق أخرى كمنطقة “الهلال النفطي” قصد السيطرة على منافذ التصدير والموانىء النفطية. وفي هذه المرحلة حاصرت القوات الحكومية عناصر تنظيم (داعش) في رقعة صغيرة في المدينة قبل أن تسيطر عليها بالكامل يوم الاثنين. وفي معارك سرت انهارت فلول داعش أمام قوات البنيان المرصوص واستسلم العشرات منهم. فيما قتل بعضهم أثناء العملية، حسب مصادر عسكرية ليبية.

وأشار المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص إلى أن “عمليات تمشيط واسعة تجري حاليا داخل الأجزاء الأخيرة التي سيطرنا عليها قبل قليل ونعتقد بوجود عناصر لداعش مختبئة في أي مكان. إن المدينة الآن باتت تحت سيطرتنا الكاملة”. وتمكنت القوات الوفاق الوطني التابعة للمجلس الرئاسي الليبي من تحرير أكثر من 50 طفلا و15 امرأة من قبضة عناصر تنظيم “داعش” الارهابي في ضاحية “الجيزة” البحرية بمدينة سرت الساحلية خلال الأيام القليلة الماضية. وقال المتحدث باسم القوات الليبية العميد محمد الغصري، حسبما ذكرت مصادر إعلامية أمس، إن “المحررين نقلوا إلى مستشفيات بالقرب من مصراتة، حيث يعانون من إصابات عديدة”، مشيرا إلى أن هذا يعد “إنجازا كبيرا للقوات الليبية التي فقدت أيضا بعض العناصر في المعارك”.

ورغم تعقيدات المشهد السياسي في ليبيا، ما يزال المجتمع الدولي متمسكا بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة التي تفجرت منذ عام 2011.

ويتفق المجتمع الدولي على أن الحوار في ليبيا يبقى “المخرج الوحيد للأزمة في ليبيا لأنه سيعيد الثقة بين أطراف النزاع” ويدعو إلى ضرورة اعتماد حكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب. ومن هذا المنظور، يرى المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أن هناك ثلاثة تطورات أساسية ليبيا تتمثل في الإجماع الدولي والوطني داخل ليبيا على أنه لا يوجد بديل آخر غير اتفاق ديسمبر 2015 ، ووجود المجلس الرئاسي داخل طرابلس. أما التطور الثالث فهو التقدم الحاصل في محاربة الإرهاب، إذ لا يوجد اليوم عناصر تنظيم داعش في ليبيا”. وقال كوبلر إن “عمل المجلس الرئاسي يمكن تمديده إلى سنة أخرى”، داعيا البرلمان الليبي إلى الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني. وأشار المبعوث الاممي إلى الدور “المهم” لدول الجوار الليبي كالجزائر والنيجر وتشاد، من اجل استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا.

وتبقى الجزائر متمسكة بمقاربتها التي تؤكد على الحل السياسي وضرورة توافق أبناء شعب ليبيا ووحدة أراضيها والحفاظ على سيادتها ورفض التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية. كما تؤكد الجزائر على أن حل الأزمة الليبية بين أيدي الليبيين أنفسهم. 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بي إن سبورت

  2. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  3. أمطـــار رعديــة على 18 ولايــة

  4. ياسين عدلي يتلقى صدمة قوية من فرنسا

  5. وليد صادي يلتقي رئيس الكاف باتريس موتسيبي

  6. تصفيات كأس العالم 2026: الفيفا تجري تعديلًا في طاقم التحكيم لمباراة الجزائر – غينيا

  7. لابورتا يتراجع ويقرّر إقالة تشافي من تدريب برشلونة

  8. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  9. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  10. المجلس الدستوري التشادي يعلن محمد ديبي رئيساً للبلاد