المفرقعات تهزم فتاوى العلماء وجهود الأمن

تضارب في الآراء حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

رغم جهود الأمن المفرقعات لا تزال تسبّب الحوادث الخطيرة
رغم جهود الأمن المفرقعات لا تزال تسبّب الحوادث الخطيرة

حروق خطيرة تُفقد البصر وتبتر الأصابع سببها ”محيرقة”

ضربت التعليمات الحكومية المتعلقة بالقضاء على السوق الموازية عرض الحائط، حيث عادت مظاهر البيع العشوائي بقوة موازاة مع اقتراب حلول مناسبة المولد النبوي الشريف الذي يستغله الكثيرون لتسويق المفرقعات والألعاب النارية، خاصة مع إقبال الأطفال والشباب عليها ورغم المخاطر التي تخلفها إلا أن الطرق الملتوية لترويجها لا تزال متواصلة رغم التشديدات الأمنية وارتفاع كميات الحجز هذه السنة.

وخلال جولة استطلاعية لـ«البلاد” عبر أسواق العاصمة على غرار ”ميسوني” وجامع اليهود و«الروتشارل”، وقفنا على الإقبال الكبير من طرف العائلات لشراء المفرقعات و«النوالات” والشموع والعنبر وكل ما لذ وطاب من مأكولات رغم الغلاء وأزمة التقشف التي تعصف بالكثيرين.

والتمسنا حركة غير معهودة، حيث عرفت الأسواق أمس إنزالا غير مسبوق للعاصميين كونها مقصدا لهم لاقتناء هذه الألعاب النارية التي أصبحت عادة لبعض العائلات التي ابتعدت عن جو الاحتفال الديني والتعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي المظاهر نفسها التي طبعت بقية ولايات الوطن وكبريات المدن.وخلال جولتنا رصدنا احتلال التجار الفوضويون باكرا الأرصفة والأزقة لبيع ألعابهم النارية التي تعرف رواجا كبيرا رغم أخطارها وكذا منع تسويقها لتهديدها لأمن وصحة المواطنين، وفي هذا الصدد، أكد أحد الباعة أنه ينشط في هذه التجارة خلال الأيام الأعياد وخاصة بمناسبة المولد، مفيدا أن مصالح الأمن منعته من بيع منتوجاته التي رفض أن يصرح عن مصدرها، وقال المتحدث ”إن الإقبال لم يعرف تراجعا مقارنة بما هو معروض”، وأضاف ”الشباب والصغار هم الفئة الأكثر إقبالا على شراء الألعاب النارية الباهضة الثمن”.

جامع اليهود هو الآخر شهد تشديدات محكمة من طرف مصالح الأمن بعدما كان هذا السوق قبلة للجزائريين لإغراق اغلب الأركان والزوايا بالعاصمة بطاولات المفرقعات المختلفة أسماؤها ”داعش”، ”السينيال”، ”فيميجان”، ”الزربوط”، وغيرها، وسط إقبال منقطع النظير من الأطفال وحتى الشباب الذي لا يزال يحتفل بالمولد النبوي الشريف بنفس الطريقة المعتادة في السنوات الأخيرة.

 

جهود الأمن تكلل بحجز أزيد من 10 آلاف وحدة مفرقعات

رغم التعليمات الصارمة التي وجهتها السلطات المحلية والملاحقة الأمنية المتواصلة لرجال الأمن الذين حرصوا على تنفيذ مخطط محكم للقضاء على مصادر الألعاب النارية والتي حجزت ـ حسب آخر حصيلة لها ـ ما يزيد عن 10 آلاف وحدة من العاب النارية. كما حجزت مديرية الجمارك أزيد من 50 مليون وحدة من المفرقعات. ورغم كل التشديدات فإن باعة المفرقعات سرعان ما برزوا في الشوارع، مجددا، وفرضوا منطقهم وتمكنوا من تسويق الكثير منها بعدما دخلوا في معركة الكر والفر مع السلطات الأمنية للحفاظ على سلعهم التي يتم مصادرتها تلقائيا بمجرد توقيف أصحابها .

 

عائلات خائفة على أولادها

عشية المولد

تتخوف العائلات وتعيش الرعب بحلول المولد النبوي الشريف خوفا من أن تصيب شضايا المفرقعات أبناءهم وتعكر عليهم صفو هذه المناسبة الدينية التي يفضل الكثيرون إحيائها بطريقتهم الهادئة خاصة وأنها تتعلق بهادي البشرية والرسول المبعوث لإتمام مكارم الأخلاق. وفي هذا السياق، أكد أحد المواطنين الذي تحدث لـ ”البلاد” عن الظاهرة التي تتكرر عشية كل مولد نبوي شريف، قائلا: ”لقد أصبح معظم الشباب منشغلون بتفجير الألعاب النارية وحرق الأموال بما لا ينفع الفرد ولا المجتمع وابتعدوا عن الاحتفالات التي تذكر بخصال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.

من جهتها، أكدت السيدة عائشة أن ”المولد النبوي ليس ألعابا نارية ومفرقعات بل هومناسبة للم شمل الأسرة الواحدة وإعداد أطباق تقليدية دسمة كالشخشوخة و«الرشتة” والكسكس وإعداد طبق ”الطمينة” والتزين بالحناء”، بالإضافة إلى زيارة الأزواج المقبلين على العرس لأهل الزوجة بأخذ ما يسمى بالمهيبة. في حين يستعد أغلب الرجال لإحياء المولد بعد صلاة المغرب بقراءة القرآن وحضور حلق الذكر التي تعدد خصال سيد الخلق، وهذا كله بعيدا عن الجو المشحون عبر الشوارع من مختلف الألعاب النارية والمفرقعات، تضيف محدثتنا.

 

وزارة التربية تستدرك..

يشار إلى أن وزارة التربية ولأول مرة دعت مدراء المدارس إلى تخصيص أمسية يوم الأحد للحديث عن المولد النبوي وإقامة حفلا يعرف بخصال الرسول محمد صلى الله عليه.

 

الداخلية تحذر..

من جهتها دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبر رسائل قصيرة تلقتها الهواتف النقالة للمواطنين بضرورة حماية الأبناء من مخاطر المفرقعات خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.

 

الأطباء: احذروا فقدان البصر وحالات بتر الأصابع والحروق

لم تتخلف استعجالات المستشفيات عبر الوطن هدا العام من استقبال الحالات الأولى للإصابات الخطيرة والبليغة بسبب المفرقعات وكانت معظم الإصابات وسط الأطفال، حسب ما أكده الأطباء في مصالح الاستعجالات على مستوى المستشفيات والمراكز الصحية الذين بدورهم حذروا من خطورة هذه المواد المتفجرة. وقال البروفيسور أمين سالمي من قسم الاستعجالات الطبية والإنعاش الطبي بمستشفى مصطفى باشا إن الإصابات التي قد تحدثها المفرقعات غالبا ما تكون على مستوى العينين مما يؤدي إلى فقدان حاسة البصر والإصابة على مستوى اليدين قد يؤدي في بعض الحالات إلى بتر الأصابع والحروق على مستوى الوجه والشعر وغيرها من مناطق الجسم الأخرى. وأشار البروفيسور إلى أن فئة الأطفال الصغار هي أكثر عرضة لهذا النوع من الإصابات. من جهتهم عبر بعض المواطنين عن استيائهم للاستعمال العشوائي لهذه المواد، ملقين اللائمة على الأولياء أكثر من الأطفال. ودعا بعضهم إلى ضرورة التحسيس بخطورة استعمال المفرقعات والألعاب النارية.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. غدًا الأربعاء.. أمطار على هذه المناطق

  2. أمطار غزيــرة وريـاح قوية على على هذه الولايات

  3. تثمين معاشات ومنح التقاعد و القوانين الأساسية للأسلاك الطبية وشبه الطبية للصحة على طاولة مجلس الوزراء

  4. هذه هي أبرز مخرجات إجتماع مجلس الوزراء

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34789 شهيد

  6. SNTF.. انجاز مشروع جديد بمعايير عالمية

  7. حج 2024.. بيان هام لفائدة الحجاج بخصوص حجز الفنادق

  8. صدام بين إيتو والحكومة الكاميرونية.. و"الفيفا" هي السبب؟

  9. فنادق عمومية وخاصة تتعهد بتقديم أسعار مغرية للعائلات الجزائرية وجاليتنا بالخارج ابتداء من موسم الاصطياف

  10. رئيس الجمهورية : ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم أو التناسي بفعل مرور السنوات ولا يقبل التنازل والمساومة