
قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة اليوم الثلاثاء ببروكسيل إن الديبلوماسية الجزائرية التي تحظى بخبرة "معتبرة" في مجال الوساطة تدرج عملها في سياق "المبادئ" و "المثل" و "ليس ضمن أجندات وطنية ضيقة "
وأكد لعمامرة على هامش الندوة الدولية حول الوساطة أن الديبلوماسية الجزائرية "لها خبرة معتبرة" مضيفا أن هذه الديبلوماسية "ذات المصداقية و الواقعية" تتحرك برصانة و تدرج عملها في سياق المبادئ و المثل وليس ضمن أجندات وطنية ضيقة".
الجزائر تتهم أعضاء من مجلس الأمن بتأجيج الأزمة الليبية
اتهم وزير الدولة وزيرالشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي، بصب الزيت على النار في التعاطي مع الأزمة الليبية، مؤكدا أن التدخل العسكري في ليبيا وتزويد أطراف النزاع بالسلاح لا يشجعان الحل التوافقي المنشود.
وقال لعمامرة من بروكسل، إن “المجتمع الدولي لم يقف إلى جانب السلطات الليبية الجديدة من أجل الشروع في إعادة بناء الدولة الليبية والتأسيس لمؤسسات قوية في مختلف المجالات، لاسيما السياسية والأمنية منها”، مشددًا على أن “الضربات المتسلسلة لن تساهم إلا في توسيع رقعة الإرهاب ومضاعفة أخطاره في دول المنطقة”. وشدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أهمية استعادة ليبيا دورها السياسي قائلاً “على ليبيا أن تعود كدولة قوية للقيام بدورها بشكل كامل في المنطقة، وفي الأطر التي ننتمي إليها وحتى في مجال مكافحة الإرهاب”، مشيرًا إلى أن “الدولة الليبية القوية التي تمتلك مؤسسات فعَّالة هي القادرة على أن تقدم إضافة معتبرة، إلى جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وإفريقيا”. وأشار لعمامرة إلى الأطراف المعنية مباشرة بتعقيدات الأزمة، معتبرًا أن “ما يحدث في ليبيا من مسؤولين ليبيين أولاً وقبل كل شيء، ولكن أيضًا نتيجة التدخلات الأجنبية التي عقَّدت المعطيات بشكل كبير”.
وأكد أن موقف الجزائر من هذه الأزمة يحظى بدعم الاتحاد الإفريقي “كوننا معنيين بشكل مباشر حيال ما يحدث في ليبيا”.على صعيد متصل، أعلن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، عن عزم الجزائر تقديم مساعدات إنسانية إلى ليبيا. وقال إن “الحكومة الجزائرية قررت منح مساعدة إنسانية جديدة تقدر بـ30 طنا تتكون أساسا من مواد غذائية للشعب الليبي الشقيق”. وتوجه هذه المساعدة إلى سكان المناطق الحدودية الذين يعيشون ظروفا صعبة بسبب استمرار الأزمة في البلد. وبهذه المناسبة، أشار مساهل، إلى أن الحكومة ستقدم مساعدة تتمثل في 20.000 لتر من الديزل موجهة لمستشفيات غات وأوباري التي تواجه صعوبات بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وسيتم نقل هذه المساعدة في الأيام المقبلة. كما أوضح الوزير أن “هذه المساعدة التي تأتي علاوة على المساعدات الإنسانية التي قدمتها الجزائر في السابق تشهد على التضامن الفعلي للجزائر حكومة وشعبا مع ليبيا وشعبها”، مشيرا إلى أن “الجزائر وليبيا يربطهما مصير مشترك وعلاقات جوار وتاريخ عريقة”.