السنة البيضاء تهدد طلبة الصيدلة وطب الأسنان

إضراب عن الطعام يُدخل بعضهم الاستعجالات

 “البلاد” ترصد أهم محطات إضراب الطلبة ومطالبهم عبر الوطن

يبدو أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فشلت في احتواء وتهدئة طلبة الصيادلة بإيجاد حل للمطالب المرفوعة، منذ أزيد من 5 أشهر، من دخول الطلبة في إضراب توسع بعدها إلى ولايات أخرى، رغم تعليمات الوزير الأول عبدالمالك سلال لوزير القطاع الطاهر حجار، باحتواء الوضع،  وقد تفاقمت الوضعية الاحتجاجية بعدما شن الطلبة إضرابا عن الطعام لافتكاك المطالب التي رفعوها للوصاية، وتأزمت وضعية الحركة الاحتجاجية في كليات الصحة أمام الحكومة عقب التحاق طلبة جراحة الأسنان 

 من الاحتجاج إلى الإضراب عن الطعام

بالعودة إلى الوراء، شن طلبة الصيدلة بجامعة بن عكنون بالعاصمة إضرابهم مند شهر نوفمبر الماضي رافضين الالتحاق بالأقسام والمدرجات، حيث رافع الطلبة شعارات تؤكد عدم تنازلهم عن مطالبهم المتمثلة في إلغاء بعض التخصصات ومنحها لطلبة الطب، وكذا عدد المناصب الممنوحة إليهم بعد التخرج والتوظيف المباشر.

تلتها بعدها عدة إضرابات بالعاصمة منها الاحتجاج الذي تحركت له الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، ففي صبيحة 21 فيفري من السنة الجارية، احتج العشرات من طلبة الصيدلة وطب الأسنان الذين جاءوا من عدة ولايات أمام مستشفى مصطفى باشا الجامعي بمقربة من ساحة أول ماي بقلب الجزائر العاصمة، وقد رفع هؤلاء شعارات، مطالبين بالحصول على حقوقهم في الشغل وفي مناصب الإقامة. وطوق رجال الأمن مختلف الساحات العمومية وفضاءات المستشفيات الكبرى بالعاصمة لمنع تقدم طلبة الصيدلة وانتقال الاحتجاج إلى أماكن أخرى من العاصمة، وتطور الوضع إلى درجة اعتقال العديد من الطلبة من بينهم فتيات، حيث تم توجيههم إلى مراكز الشرطة وحررت محاضر ضدهم. وتأجج غضب الطلبة عقب قيام أحد أعوان الأمن بصفع أحد الطلبة، الأمر الذي أثار حفيظة المحتجين وتفاعل معه الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو التطور الذي استدعى تدخل وزير الداخلية لفتح تحقيق ومعاقبة العون الذي صفع الطالب.  وتلا إضراب طلبة الصيادلة بالعاصمة، إضراب آخر شنه طلبة الصيادلة وطب الأسنان بتيزي وزو، شهر فيفري الماضي، حيث انضم إليهم طلبة الصيدلة الذين قدموا من عدة ولايات بالوطن، في مسيرة وطنية سلمية بمدينة تيزي وزو، لتجديد مطالبهم البيداغوجية المرفوعة إلى الوصاية، والدعوة إلى التكفل بها من أجل امتصاص غضب الطلبة الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بحقوقهم منذ أشهر. كما قام شهر فيفري الماضي، العديد من طلبة 5 كليات بجامعة قسنطينة 3 بتنظيم مسيرة وصفت بالتضامنية داخل القطب الجامعي بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث جابت المسيرة العديد من الكليات بالحرم الجامعي بعد أن انضم عدد كبير من الطلبة للمسيرة تضامنا مع طالب زميل لهم من كلية الصيدلة اتهم بالتحريض على الإضراب. وشن الأسبوع الماضي أيضا طلبة الصيادلة إضرابهم، حيث اعتصموا مرة أخرى أمام المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا الجزائر، متمسكين بمطالبهم الاجتماعية والمهنية وإنشاء تخصصات جديدة. وتحول اعتصام طلبة الصيدلة الذي كان مبرمجا في بادئ الأمر بساحة أول ماي إلى تجمع داخل المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا الجزائر. وفي صباح يوم 9 مارس، انتشر عدد هائل من عناصر الشرطة أمام دار الصحافة طاهر جاووت، ترقبا لأصداء تخص احتجاجا لطلبة الصيدلة بالجزائر الذين نظموا عددا من الاحتجاجات.

طوارئ وإغماءات وسط طلبة الصيدلة المضربين عن الطعام

بعد مرور أزيد من 5 أيام على إضراب طلبة الصيدلة عن الطعام عبر جميع كليات ومعاهد طب الصيدلة والأسنان على المستوى الوطني، تدهورت الوضعية الصحية للطلبة المضربين، فمن تيزي وزو إلى وهران إلى قسنطينة، عزم الطلبة على نصب خيامهم ومواصلة إضرابهم. وتدخلت مصالح الحماية المدنية ليلة أمس الأول، لنقل مضربتين عن الطعام إلى المركز الاستشفائي الجامعي “محمد ندير” بتيزي وزو عقب تدهور وضعيتهم الصحية، الأمر مماثل لطلبة طب الأسنان وطلبة معهد الصيانة والأمن الصناعي المضربين عن الطعام منذ يومين بوهران ، حيث يبيت هؤلاء في العراء أمام مقر كلية الطب ومعهد الصيانة بالسانيا ومقر الولاية. من جهة أخرى، تواصل إضراب طلبة جراحة الأسنان عن الطعام أيضا  بقسنطينة، مؤكدين على المواصلة إلى غاية استجابة الوزارة الوصية لمطالبهم التي رفعوها، مؤكدين عدم التنازل عنها إلى غاية افتكاكها.

هذه هي المطالب المرفوعة من قبل الطلبة

تمسك طلبة الصيادلة بمواصلة الاحتجاج والإضراب إلى غاية تحقيق مطالبهم، وقد تمثلت جملة المطالب التي رفعها الطلبة في:

مراجعة إصلاح الدراسات في الصيدلة وإنشاء تخصصات جديدة على غرار الصيدلة الصناعية والصيدلة السريرية. وتتضمن أرضية المطالب كذلك الانتقال من الدرجة الـ13 إلى الـ 16 في سلم أجور الوظيفة العمومية. كما طالب هؤلاء بضبط الاكتظاظ، وخفض عدد المقاعد البيداغوجية مع إنشاء القانون الأساسي للصيدلي المساعد وإلزام الصيدليات على توظيف أصحاب الشهادات.

وعود وزارة الصحة لم تُرض الطلبة

رغم تعليمة وزارة بوضياف باستحداث وظيفة الصيدلي المساعد، على مستوى الصيدليات ومباشرته بالتنفيذ السريع لهذا الإجراء من أجل امتصاص غضب الطلبة ووعده  لهم بالتكفل وإدراج هذه الوظيفة في مشروع قانون الصحة إلا أن ذلك لم يرض الطلبة. وكانت الوزارة الصحة قد وعدت الطلبة أيضا بتوظيفهم في مجال في الهياكل الصحية، وبالخصوص في العيادات والمستشفيات التابعة للقطاع الخاص. وعن هياكل الصحة العمومية، ذكرت وزارة الصحة أن القطاع العمومي يوظف الصيادلة المختصين حسب الشهادة والصيادلة العامين عن طريق المسابقة، مؤكدا في هذا الإطار على توفر أكثر من 200 منصب مالي لتوظيف الصيادلة العامين، وفيما يتعلق بالصيادلة المفتشين يجري حاليا 180 طبيبا عاما وجراح أسنان وصيدلي تكوينا بصفة ممارس مفتش حسب الوصاية التي أعلنت عن تنظيم مسابقة أخرى لتعزيز عدد الصيادلة المفتشين. ويبدو أن قرارات بوضياف لم تشف غليل الصيادلة الذين عزموا على مواصلة الإضراب إلى غاية افتكاك مطالبهم كاملة وغير منقوصة.

الصيادلة يهددون بتعميم الإضراب عن الطعام إلى جميع الولايات: “حجار يتحمل مسؤولية السنة البيضاء بتبنيه أسلوب التهديد”

فتح طلبة الصيدلة وطب الأسنان المضربين، النار، على وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، متهمين إياه بتهديد الطلبة بتأجيج الوضع عوض تلبية مطالب المضربين، واكد المحتجين مواصلة الاضراب المفتوح مع إمكانية تعميم الاضراب عن الطعام إلى جميع ولايات الوطن إلى غاية استجابة السلطات الوصية للمطالب المرفوعة.  وقرر طلبة الصيدلة وطب الأسنان مواصلة الإضراب المفتوح، مع إمكانية تعميم الإضراب عن الطعام الذي نظمه الطلبة ببعض الولايات إلى جميع ولايات الوطن في محاولة أخرى للضغط على السلطات واستعجالها في تلبية المطالب المرفوعة.

وفي السياق، قالت ممثلة الطلبة الصيادلة الولاية البليدة “نور الايمان. ل«، أمس، لـ«البلاد”، إنه كان الأجدر بالوزير حجار إصدار مناشير وزارية تخص تلبية المطالب المرفوعة وليس تهديد الطلبة بالسنة البيضاء. وأفادت المتحدثة أن الوزير يتحمل وحده مسؤولية توقف الدراسة والسنة البيضاء، حيث كان بامكانه تجنيب الجامعة والطلبة هذه المشاكل لو وفى بالتزاماته إزاء المحتجين من خلال تلبية المطالب المرفوعة. واكدت المتحدثة أن الإضراب سيتواصل مع إمكانية توسيع الإضراب عن الطعام الذي يشنه طلبة جراحة الاسنان بعدة ولايات، إلى جانب الصيدلة بتيزي وزو إلى باقي ولايات الوطن، مشددة على أن توقيف الإضراب مرهون بتلبية المطالب المرفوعة لا غير، خاصة وأن المحتجين سئموا الوعود الكاذبة ولن يرضوا هذه المرة بغير الملموس ،تضيف المتحدثة.

 وأكدت نور الايمان تمسك الطلبة بلائحة المطالب المرفوعة، خاصة ما تعلق بمراجعة إصلاح الدراسات في الصيدلة وإنشاء تخصصات جديدة على غرار الصيدلة الصناعية والصيدلة السريرية. كما يطالب هؤلاء بضبط الاكتظاظ وخفض عدد المقاعد البيداغوجية وإنشاء القانون الأساسي للصيدلي المساعد وإلزام الصيدليات بتوظيف أصحاب الشهادات.  وتتضمن أرضية المطالب كذلك الانتقال من الدرجة 13 إلى الدرجة 16 في سلم أجور الوظيفة العمومية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد وعد خلال لقاء جرى مطلع شهر فيفري الأخير مع مندوبي طلبة الصيدلة بالتكفل بجميع مطالبهم.

وزارة التعليم العالي ترد: السنة البيضاء قرار بيداغـــوجي وليـس إداريا

تتجه الدراسة في أقسام كليات الصيدلة وجراحة الأسنان بالجزائر نحو شبح السنة البيضاء، عقب إصرار الطلبة في ذات التخصصين على مواصلة الإضراب دون الرجوع عن قرارهم إزاء عدم تجاوب الوزارة الوصية والوزارة الأولى مع مطالبهم الرئيسية.  وفي السياق، أكد الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، محمد الصالح صديقي، أول أمس، أن الإعلان عن السنة البيضاء في كليات الصيدلة وجراحة الأسنان هو “قرار بيداغوجي وليس إداري”، مشيرا إلى أن “لجنة البيداغوجيا “هي من تقرر بخصوص السنة البيضاء من عدمها بالنسبة لطلبة الصيدلة”.  وشّدد محمد صالح صديقي، على هامش الاجتماع المنعقد بمقر الوزارة، أن مصالحه ليست ضد الطلبة وأنها ستحاول أن تتفادى “شبح السنة البيضاء”، مشيرا في السياق إلى أن كل المطالب التي رفعها الطلبة تم التكفل بها من طرف الوزارة.  وبخصوص المطلب الذي رفعه الطلبة والمتعلق بإعادة تصنيفهم في الرتبة 16 بدلا من 13 في سلم الوظيف العمومي، اعتبر ممثل وزارة التعليم العالي أن هذا الأمر “ليس من صلاحيات الوزارة”، حيث قال “إننا دولة لديها قوانين يجب احترامها”.  يذكر أن هناك جملة من المطالب التي ينادي بها طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان في إضرابهم منها وتتعلق بإنشاء تخصصات جديدة، على غرار الصيدلة الصناعية والصيدلة السريرية، وخفض عدد المقاعد البيداغوجية وإنشاء القانون الأساسي للصيدلي المساعد وإلزام الصيدليات بتوظيف أصحاب الشهادات، إضافة إلى المطلب الأساسي والمتعلق برفع تصنيفهم في سلم الوظيف العمومي.

الوزارة الوصية تؤكد استجابتها للمطالب “الموضوعية”: إنشاء لجان بيداغوجية لتعويـض الدروس

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن إنشاء لجان بيداغوجية لقسمي الصيدلة وطب الأسنان على مستوى الجامعات، وذلك لاستدراك الدروس الضائعة جراء الإضراب الوطني المفتوح الذي شنه الطلبة، خاصة أن طلبة الصيدلة يدخلون الشهر الخامس من مقاطعتهم للدراسة. وقد أكد بيان لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، بعد اجتماع لعمداء الكليات الطبية على المستوى الوطنية بمقر الوزارة في نفس اليوم أنه “من خلال عرض عمداء الكليات للوضعية الدراسية في قسمي الصيدلة وطب الأسنان، توضح أن نسبة التوقف عن الدراسة متباينة من كلية إلى أخرى، ومن تخصص إلى آخر، ومن سنة دراسية إلى أخرى في نفس التخصص”.  كما تم التأكيد من خلال نفس اللقاء على  ضرورة الإسراع في تفعيل اللجان البيداغوجية على مستوى كل كلية، وذلك من أجل وضع برنامج استدراكي للدروس، وفي حالة تعذر استدراك ما فات من الدروس في بعض السنوات فبإمكان اللجان البيداغوجية الإقرار عن “سنة بيضاء”. وقد أوضح البيان أنه قد تمت الاستجابة للمطالب البيداغوجية “الموضوعية” ووضع رزنامة للتكفل بها وتجسيدها وفقا لخارطة الطريق والآليات التي تم الاتفاق عليها مع ممثلي طلبة الفرعين، وذلك نتيجة  لسلسلة اللقاءات التي كانت قد جمعت ممثلي الطلبة مع ممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عملا بتعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبإشراف الأمين العام للوزارة. وجددت الوزارة دعوتها في البيان لطلبة للفرعين للعودة إلى مقاعد الدراسة في أقرب الآجال واستدراك الدروس من أجل “إنقاذ السنة الجامعية”، كما دعا البيان طلبة طب الأسنان المضربين عن الطعام إلى “التعقل وتغليب المصلحة العامة للطلبة”.  

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي

  2. أسعار النفط تقفز بأكثر من 12% عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران

  3. المؤتمر الوطني الإفريقي يجدّد دعمه الثابت لشعب الصحراء الغربية ويفنّد مزاعم المغرب

  4. جيش الاحتلال يشن ضربات على منشآت إيرانية حساسة.. وطهران تتوعد برد قوي

  5. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على إيران

  6. الخارجية الإيرانية: الرد على العدوان الصهيوني حق مشروع وقانوني وفق ميثاق الأمم المتحدة

  7. الجزائر تُدين وتستنكر العدوان الإسرائيلي على إيران

  8. زلزال بقوة 3.3 درجات يهز جنوب شرق أيت تيزي بسطيف