الجامعات الصيفية توقظ الأحزاب من سباتها

رغم تقليص أيام انعقادها بسبب “التقشف”

أرشيف
أرشيف

التحضير للمحليات يطغى على أشغال معظم التشكيلات السياسية

بعد سبات سياسي خرجت العديد من التشكيلات السياسية للنشاط عبر بوابة “الجامعات الصيفية” التي أيقظت حالة الركود السياسي تحسبا للتحضير للاستحقاقات المرتقبة مع بداية الدخول الاجتماعي القادم، إذ تفضل أغلب الأحزاب تنظيم هذه الأشغال بداية من شهر جويلية إلى غاية أواخر أوت من كل سنة، وتأتي هذه المرة قبيل استحقاق هام تراهن عليه غالبية الأحزاب وهو الانتخابات المحلية. وبين سياسة التقشف وحالة اللااستقرار التي تشهدها بعض الأحزاب ضاع تنظيم هذا الموعد التقليدي بالنسبة للأحزاب الموسمية أو التي تعاني من هشاشة في القواعد، وحتى الأحزاب الكبرى التي لم تحسم موقفها بعد، فيما فضلت أخرى الاكتفاء بلقاءات جهوية لتعويض هذا الموعد.

اضطرت أغلب الأحزاب السياسية إلى تقليص برنامج الجامعة الصيفية ومنها من ألغتها من أجندتها بسبب الوضعية المالية لاسيما أن مختلف الأحزاب السياسية عرفت مؤخرا نشاطات هامّة تعلّقت بتنظيم مؤتمراتها، وهي النشاطات التي التهمت أموالا كبيرة من ميزانيات الأحزاب، جعلتها تلغي تنظيم جامعاتها الصيفية أو تقلص من فترتها إلى أسبوع بعدما كانت تدوم شهرا، ومنها من اختار تنظيم لقاءات.

حالت الاستحقاقات الانتخابية المحلية المرتقبة دون تنظيم عديد التشكيلات السياسية تقليدا دأبت عليه طيلة سنوات خلال الصائفة، ويتعلق الأمر بالجامعة الصيفية التي يستلزم التحضير لها وقتا وتوفير إمكانيات مادية خاصة بعد أن ألغت وزارة التعليم العالي استغلال الإقامات الجامعية من قبل الأحزاب منذ 3 سنوات.

وفيما أجلت بعض التشكيلات السياسية الحسم في تنظيمها من عدمه، فضلت أخرى تقليص فترتها بسبب استعدادها للانتخابات المحلية المقررة قبل انتهاء السنة الجارية، وتحديدا أكتوبر أو نوفمبر كأقصى تقدير حيث إن معظم الأحزاب السياسية تتجه إلى عدم تنظيم جامعاتها الصيفية وادّخار الأغلفة المالية التي تصرف على هذه النشاطات للانتخابات المحلية، الأمر الذي حرم الكثير من التشكيلات السياسية تنظيم الجامعة الصيفية، لعدم وجود الوقت الكافي للتحضير من جهة، ومشكل الإمكانيات المادية للبعض منها من جهة أخرى.

 الجامعة الصيفية تسقط من أجندة الأحزاب الكبيرة، وحمس والنهضة تؤجلان الفصل فيها

فضل قيادة حزب العمال تنظيم لقاءات ذات طابع جهوي، في الشرق والغرب والشمال والجنوب، بدل الجامعة الصيفية التي تحتاج إلى إمكانيات، يفضل الحزب على الأرجح تخصيصها للانتخابات المحلية التي تكتسي أهمية بالغة خاصة أن تنظيم الجامعة الصيفية يحتاج إلى إمكانيات كبيرة ترصدها الأحزاب وبالتالي فإنها ستكون مخيرة بين صرفها على الانتخابات المحلية أو الجامعة الصيفية التي سقطت من أجندة الحزب. وإذا كان حزب العمال يفضل تنظيم لقاءات جهوية، تتناول الانتخابات المحلية لما لها من أهمية للأحزاب وكذلك للمواطنين، فإن أحزابا أخرى كحركة مجتمع السلم (حمس) لم تحسم بعد في المسألة ورغم ذلك فإن تنظيم الجامعة الصيفية يظل قائما، ولأنها تأتي عشية المحليات فإنها ستكون ذات طابع تعبوي. ومن بين المسائل التي تشغل اهتمام كبرى الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية هذا الصيف، هو مصير التحالفات الجديدة التي جمعت بين حركتي حمس والتغيير، وكل من جبهة العدالة والتنمية مع حركة النهضة والبناء خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، بحــيث لاتزال الرؤية غير واضحة بالاستمرار في هذا التوجه أو التراجع عنه خاصة بالنسبة لحركة النهضة التي أجلت هي الأخرى الفصل في تنظيم الجامعة الصيفية من عدمها إلى ما بعد دورة مجلس الشورى المقررة في 21 من الشهر الجاري حسب ما أكده الأمين العام للحركة محمد ذويبي خاصة أنها تكتسي أهمية كبيرة في التأطير الداخلي وإعادة هيكلة الأحزاب.

عودة إرهاصات الأزمة والأفلان يؤجل الجامعة الصيفية

وفيما فصلت الأحزاب الصغيرة في جامعتها الصيفية رغم تقليص مدتها،  تبدو الأحزاب الكبيرة غير مستعجلة لتنظيم هذا النشاط السنوي، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني الذي لا يزال غارقا في المشاكل الداخلية ويعاني من حالة عدم الاستقرار التي ترهن مصير الجامعة الصيفية ويتجه نحو عدم تنظيمها لاسيما أنها عرفت عدة عراقيل السنة الماضية وتم تأجيلها مرتين، وتحولت هذا الموعد إلى جامعة خريفية. كما ألغى التجمّع الوطني الديمقراطي الجامعة الصيفية من أجندته السياسية، حسب ما أكده الناطق الرسمي للحزب شيهاب صديق الذي أكد أن الحزب سطر أجندة مكثفة خلال الفترة القادمة ترتكز على تنظيم لقاءات جهوية وسيكون التحضير للانتخابات المحلية على رأس هذه اللقاءات.

هذا وكانت حركة البناء السباقة إلى تنظيم جامعتها الصيفية وتعتبر في مقدمة الأحزاب التي برمجت جامعتها الصيفية التي انطلقت في 9 من الشهر الجاري وتدوم إلى غاية 11 من  الشهر نفسه ببومرداس حضرها أكثر من 200 مشارك من الإطارات المركزية والولائية للحركة، وتصدرت برامجها جملة من القضايا والمواضيع الداخلية المتعلقة بالتأهيل القيادي لأفراد الحركة استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة (محليات 2017)، إضافة إلى التطرق إلى الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وطنيا، ومستجدات الساحة الإقليمية والدولية،   وهذا عبر ورشات وندوات ومحاضرات. كما ستنبثق عنها توصيات عملية في المواضيع المطروحة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بي إن سبورت

  2. أمطـــار رعديــة على 18 ولايــة

  3. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  4. ياسين عدلي يتلقى صدمة قوية من فرنسا

  5. وليد صادي يلتقي رئيس الكاف باتريس موتسيبي

  6. تصفيات كأس العالم 2026: الفيفا تجري تعديلًا في طاقم التحكيم لمباراة الجزائر – غينيا

  7. لابورتا يتراجع ويقرّر إقالة تشافي من تدريب برشلونة

  8. المجلس الدستوري التشادي يعلن محمد ديبي رئيساً للبلاد

  9. أبو عبيدة يؤكد استعداد المقاومة لمعركة استنزاف طويلة

  10. طواف الجزائر2024: الجزائريون يخوضون أطول مرحلة من أجل تأكيد سيطرتهم على القميص الأصفر