ارتفاع أسعار الخضر والفواكه يحرق جيوب الجزائريين

أياما قبل حلول عيد الأضحى والدخول الاجتماعي

تعبيرية
تعبيرية

تشهد الأسواق الجزائرية ارتفاعا شديدا لأسعار الخضر والفواكه يضاهي اللهيب الذي شهدته الغابات خلال هذه الصائفة وهوالامر الذي ادخل المواطن الجزائري في حيرة كبيرة خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي. وهي المعادلة التي أخلطت حسابات المواطن الذي لم يجد سبيلا لسد هذه المصاريف الكبيرة.

 

روبرتاج: هدى.ح

 

جولة قصيرة قادتنا إلى الأسواق، وقفنا خلالها على سخط المواطن الذي جمع بين الزيادات العشوائية التي كانت بمثابة المفاجأة خاصة وأن شهر رمضان الفارط كانت الأسواق بردا سلاما على المواطنين وهوما عبر عنه المواطنوالذين التقيناهم في سوق علي ملاح بساحة اول ماي فكانت الدهشة والاستغراب بادية على ملامحهم وهو ما قاله لنا الحاج مولود.ك: "أصبحنا لا نثق في الوعود المقدمة لنا فتارة يقولون إن هناك إنتاجا وفيرا للخضر والفواكه وخلال الصائفة الحالية ستعيشون في رخاء كبير من ناحية جودة الخضر والفاكهة ولكن ما عسانا ان نقول بعد ان نرى في ظرف وجيز ارتفاع سعر الطماطم من 15 دج الى 80 دج فهل نحن في مزاد أو سوق لتوفير حاجيات المواطن فكيف سيأكل المواطن البسيط وسط هذه العشوائية في الأسعار".

انتقلنا فيما بعد الى سوق خليفة بوخالفة (ميسونيي) فكانت الجودة والغلاء سمة هذا السوق الذي يشهد شعبية كبيرة الا ان غضب المواطنين كان باديا على ملامحهم وهو الأمر الذي عبرت عنه السيدة فتيحة.س 45 سنة حيث قالت: "كيف لي أن املأ قفتي والغلاء الكبير للخضر فبعد أن كانت الكوسة (القرعة) بـ30 دج أصبحت في ظرف وجيز بـ 150 دج والخس بـ220 دج. أما البطاطا فهي بين مد وجزر تارة نجدها بـ20 دج وتارة اخرى بـ55 دج. بالرغم من وفرة المنتوج إلا أن جشع التجار والسعي للربح الوفير هو السمة الطاغية. المواطن يطالب بتفعيل دور الرقابة التي لا تقوم بعملها على أكمل وجه وسط كل هذه العشوائية التي تشهدها الأسواق في بلادنا."

أما في سوق الدلالة بباب الواد فكان المواطنون اقل استغرابا من الاسعار التي شهدت ثورة كبيرة فالكل يبحث عن الجودة والنوعية ولا يضاهي الأسعار التي لم تشهد ارتفاعا كبيرا مقارنة بالاسواق الاخرى وهو ما قاله احد المواطنين الذين التقيناه بالسوق يشتري الخضر فكان نوعا ما راضيا عما تم عرضه من اسعارحيث قال: "فعلا هناك مضاربة في الاسعار الا اننا في فصل الصيف ومع الارتفاع الشديد للحرارة لا نبحث كثيرا لملء بطوننا بل نفضل أن نأكل أشياء خفيفة لكي لا نثقل معدتنا، بل نفضل شراء الفواكه وهو ما تم توفيره لنا في هذه الصائفة، فالأنواع الكثيرة للفواكه يجعلنا نستغنى عن اكل الخضر بل نكتفي بشراء كيلو من الخوخ المتوفر بكمية كبيرة وكذلك العنب .."

من جهة أخرى ذكرت الحاجة فاطمة أن أسعار الفواكه تشهد ارتفاعا كبيرا فالعنب ذو الجودة العالية "موسكا"  بـ250 دج والنوع الثاني منه وهو اقل جودة فسعره 100 دج وهو الامر غير القبول فنحن رضينا بأسعار الخضر المرتفعة ولم نسلم ايضا من الاسعار الخيالية للفواكه والتي تعد من الضروريات في فصل الصيف لما تحمله من فوائد صحية كبيرة."

 

رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي:"حرائق الغابات لا دخل لها في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه"

 

للوقوف على ظاهرة ارتفاع اسعار الخضر والفواكه اتصلنا برئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي  الذي اكد أن مسببات الارتفاع الكبير لأسعار الخضر والفواكه يعود اساسا الى ان السوق الجزائرية خاضعة لقانون العرض والطلب معتبرا في سياق حديثه لـ"البلاد": "إذا كان هذا الأخير مؤطرا تأطيرا جيدا وخاضعا لتنظيم محكم كنا تفادينا هذه المضاربة التي أثرت على ميزانية المواطن البسيط، فقد أصبح السوق يسير ضمن منظومة تجارية خاصة منها قانون المضاربة والاحتكار والأحوال الجوية، فالفلاح الذي يجد صعوبة في جني البطاطا في موسمها يسارع الى رفع من سعرها فقد كنا منذ فترة قليلة نعيش في وفرة المنتوج الفلاحي مما جعل البعض منهم يرمون بمنتوجهم جراء تكدسها وهو الأمر الذي مس الطماطم التي تم إتلاف نسبة معتبرة منها."

من جهة أخرى فند زبدي الاشاعات والاقاويل التي تقول إن سبب ارتفاع الاسعار يعود الى الحرائق الكبيرة التي ادت الى اتلاف الغابات وتفحم عدد كبير من الحيوانات، مؤكدا أن ما أشيع عن ان الحرائق وراء الارتفاع الكبير للاسعار امر لا يقبله العقل، باعتبار ان البطاطا لا نزرعها في الغابات ولا الطماطم ولا الخس. وأكد  المتحدث أن الاحتكار هو المسيطر وان تخزين بعض المنتوجات من اجل المضاربة في الاسعار يدخل التاجر في خسارة كبيرة ومن عوامل ارتفاع الأسعار يقول رئيس جمعية حماية المستهلك هو فتح الأسواق الجوارية الى جانب أن موسم العطل في شهر جويلية واوت ساهم أيضا في رفع الأسعار خاصة أن معظم المحلات التي اغلقت ومنها ايضا غياب المنافسة وسط كل هذه الفراغات التي اعيشها السوق الجزائرية حاليا."

 

الحاج الطاهر بولنوار:"ارتفاع الأسعار ظرفي وستنخفض في بداية سبتمبر"

 

من جانب آخر أكد الحاج الطاهر بولنوار أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه يأتي مع اقتراب نهاية الموسم الصيفي وجني الموسم القادم وهي فترة تشهد ركودا نوعا ما في توفير المنتوج الزراعي ـ يقول بولنوارـ : "خلال هذا الموسم يحدث نقص في زيادة الطلب ونقص ضعيف من جانب العرض يمتد الى نهاية سبتمبر والتي هي حالة عادية خاصة أن لدينا العديد من الاسواق التي تمول مناطق عديدة من التراب الوطني على مدار السنة بالخضر وهو ما سيشهد ارتفاعا طفيفا خلال اول سبتمبر وينتهي مع دخول موسم الخريف القادم."    

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الأمن الوطني: إلقاء القبض على فتاة مبحوث عنها محل 54 أمر بالقبض في وهران

  2. ارتفاع متوقع في درجات الحرارة غدا السبت بهذه المناطق

  3. حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي

  4. الأهلي المصري يبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة تواليا