بوتفليقة يفكك آخر ألغام منطقة القبائل

فترة حكمه تعتبر أزهى فترات المكاسب الأمازيغية

 ترسيم “يناير” يسحب البساط من تحت أرجل “المتاجرين” بالقضية

بقراره بتكريس الاحتفال بالسنة الأمازيغية “يناير” كعطلة مدفوعة الأجر، اعتبارا من تاريخ 12 جانفي 2018، والتعجيل بمشروع إنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، يكون الرئيس بوتفليقة قد تمكن من تفكيك آخر الألغام في منطقة القبائل، التي عاشت خلال السنوات الأخيرة على وقع احتجاجات متواصلة، بعضها انحرف إلى أحداث دامية انتهت بحصيلة مأسوية، وبهذه الخطوة يكون رئيس الجمهورية أيضا، قد سحب البساط من تحت أرجل “المتاجرين” بالقضية الأمازيغية، خاصة من دعاة حركة الانفصال التي يقودها فرحات مهني.

وقد فاجأ الرئيس بوتفليقة كعادته منذ سنة 1999 بخصوص القرارات المتصلة بمطالب نشطاء ترقية الأمازيغية، الرأي العام الوطني باتخاذه قرارا تاريخيا خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي اعتبر عيد “يناير” الأمازيغي، المصادف لـ12 جانفي عيدا وطنيا كغيره من الأعياد الوطنية، مدفوعة الأجر، والتي تحظى باحتفاليات شعبية ورسمية، إحياء للمناسبة وإقامة تظاهرات مختلفة. وجاء في البيان الختامي لمجلس الوزراء، أن بوتفليقة “أمر الحكومة بعدم ادّخار أي جهد لتعميم تعليم واستعمال اللغة الأمازيغية وفقا لجوهر الدستور، كما كلّف رئيس الجمهورية الحكومة بالإسراع في إعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية”. 

وأوضح البيان، أن بوتفليقة ذكر خلال اجتماع مجلس الوزراء، أن “هذا الإجراء على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاثة الإسلامية والعربية والأمازيغية، كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين، في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي”. وجاء قرار الرئيس الجزائري استجابة لمطالب رفعها أنصار الهوية الأمازيغية في البلاد، في مختلف المحطات النضالية، بداية بما يعرف بـ«الربيع الأمازيغي” في مطلع ثمانينات القرن الماضي، إلى غاية الاحتجاجات الأخيرة التي عاشتها عدة ولايات في منطقة القبائل.

وظل الاعتراف بـ«يناير” كعيد وطني كغيره من الأعياد الوطنية، أحد المطالب المفصلية التي رفعها نشطاء وقادة الحراك الأمازيغي، لا سيما وأنّ المسألة لم تكن تحتاج إلا لاعتراف رسميّ من طرف السلطة على حد تعبيرهم. وعاشت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، احتجاجات ومظاهرات شعبية وطلابية، احتجاجا على إسقاط الأغلبية البرلمانية لبند تقدّم به حزب العمال من أجل تخصيص غلاف مالي لترقية وتعميم تعليم اللغة الأمازيغية، وذلك بدعوى الضغوطات التي تفرضها الأزمة الاقتصادية على الموازنة العامة التي أعدّتها الحكومة للعام الجديد.

وكان الباحث والمؤرخ محمد أرزق فراد، قد أكد بأن “الاعتراف الرسمي بالأمازيغية كلغة وطنية رسمية في الدستور الجديد، يحتاج إلى تكريس وتفعيل آلية الأكاديمية الأمازيغية، لفسح المجال أمام المختصين والباحثين لإرساء قواعد وأسس تعليمها في المدارس والجامعات”.

وأضاف “تردد الحكومة في تجسيد مشروع الأكاديمية، عزز الشكوك لدى أنصار المكوّن الأمازيغي في الهوية الوطنية، وفتح المجال أمام التوظيف السياسي والإيديولوجي، الذي يستهدف أجندات تضرّ بوحدة واستقرار البلاد، حيث تحاول البعض من الأطراف استثمار الوضع في أطروحة فصل منطقة القبائل عن الوطن الأم”.

وتعدّ حركة “الماك”التي يقودها فرحات مهني، أبرز الفعاليات الأمازيغية التي تحاول اختراق مختلف الاحتجاجات الاجتماعية والثقافية في المنطقة، من أجل الترويج لأفكار الانفصال، وإثارة الرأي العام الدولي، لا سيما الدوائر الراعية لها.

وتذكر معطيات أمنية عن وقوف الحركة وراء المراسلات التي وجّهت خلال السنوات الماضية، لهيئات دولية طلبا لما أسمته بحماية الأقليات، وذلك بالموازاة مع الأحداث التي شهدتها منطقة غرداية بجنوب البلاد في 2013 و2014. وتعدّ فترة حكم بوتفليقة للجزائر أزهى فترات المكاسب اللغوية والثقافية الأمازيغية.

ورغم تشدده في سنوات حكمه الأولى تجاه المطالب المرفوعة، إلا أنه منذ أحداث 2001 أخذ في الاستجابة لمعظم المطالب، وتقرر في 2002 ترقية الأمازيغية إلى لغة وطنية، وشرعت الحكومة في توسيع تعليمها تدريجيا. وفي سنة 2008 اعتبرتها تعديلات دستورية جزءا من الهوية الوطنية، ثم أخذت طابع اللغة الوطنية والرسمية في دستور2015.

وفضلا عن ذلك، أقرّ الدستور الأخير، تأسيس أكاديمية أمازيغية، تضطلع بمهمة بحث ووضع أسس وقواعد تعليم اللغة الأمازيغية، خاصة في ظل المعُوقات التي تحُول دون ذلك، باعتراف مختصين وأكاديميين.

وأكد في هذا الخصوص، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن قرارات الرئيس بوتفليقة لصالح الأمازيغية، وخاصة قرار ترسيم يناير، يعدّ “قفزة نوعية في تعزيز تلاحم  المجتمع الجزائري”، و«حافزا إضافيا لمواصلة الجهود من أجل التعميم التدريجي للغة الأمازيغية عبر كامل التراب الوطني”.

كما ذكر بأن هذا القرار يأتي بعد سنة من دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، مضيفا أنه “لأول مرة منذ استرجاع السيادة الوطنية سيتم الاحتفال بيناير بشكل  رسمي في الجزائر”، معربا عن ارتياحه لكون المحافظة السامية للأمازيغية تعد “أحد الأطراف الفاعلة المشاركة في الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم”.

أحزاب وشخصيات سياسية وثقافية تشيد بقرار الرئيس

أشادت الأحزاب والمنظمات الوطنية، بقرار رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، القاضي بتكريس رأس السنة  الأمازيغية “ينّاير” عيدا وطنيا رسميا.

ووصفت التشكيلات السياسية القرار بـ«التاريخي” الذي يدخل في خانة “الانتصار الواضح للحمة والوحدة الوطنية”. وأجمعت تلك الفعاليات أن المسألة الأمازيغية حققت تقدما واضحا في عهد الرئيس بوتفليقة.

حنون: المسألة الأمازيغية حققت مكاسب تاريخية في عهد بوتفليقة

وقد وصف حزب العمال قرار رئيس الجمهورية الأخير، القاضي بترسيم يناير يوما وطنيا، بأنه عبارة عن “تطور سياسي جوهري”، وأنه “انتصار واضح وكبير للوحدة الوطنية”، معتبرا أنه تحت حكــم الرئيس بوتفليقة المسألة الأمازيغية “حققت تقدما تاريخيا” في مختلف المحطات.

وأضافت لويزة حنون، أن ما حدث يوم الأربعاء الماضي، “انتصار واضح وكبير جدا للديمقراطية وللوحدة الوطنية”، مؤكدة بأنه قام بـ«سحب البساط من تحت أرجل المغامرين”. وذكرت المتحدثة، أنه “تحت حكم الرئيس بوتفليقة المسألة الأمازيغية حققت تقدما تاريخيا” في مختلف المحطات، مؤكدة أن حزب العمال “يحيي هذه القرارات”.

وزير الإتصال: قرار تاريخي ..

 من جهته، اعتبر وزير الاتصال، جمال كعوان، أن القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، والقاضي بترسيم يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر، هو “قرار تاريخي يرسخ عنصرا مهما من هويتنا الوطنية”.

وقال كعوان على الموقع الرسمي لوزارة الاتصال، إن “قرار فخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بجعل يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر هو قرار تاريخي”.

وأضاف أن هذا القرار “يرسخ عنصرا مهما من هويتنا بعدما تمت دسترة “تمازيغت” لغة وطنية ورسمية، كما أنه يساهم في تقوية هويتنا الوطنية”.

المحافظة السامية للأمازيغية: يناير عيد وطني والبقية تأتي

أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أول أمس الخميس، بقرار رئيس الجمهورية عبد  العزيز بوتفليقة بتكريس الاحتفال بالسنة الأمازيغية، يناير كعطلة مدفوعة الأجر  اعتبارا من تاريخ 12 يناير 2018، معتبرا أن ذلك سيسهم في تعزيز اللحمة الوطنية وأكد في هذا الخصوص أن ترسيم يناير يعتبر “قفزة نوعية في تعزيز تلاحم  المجتمع الجزائري” و«حافزا إضافيا لمواصلة الجهود من اجل التعميم التدريجي  للغة الأمازيغية عبر كامل التراب الوطني”.

كما ذكر أن هذا القرار يأتي بعد سنة من دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية،  مضيفا أنه “لأول مرة منذ استرجاع السيادة الوطنية سيتم الاحتفال بيناير بشكل  رسمي في الجزائر”، معربا عن ارتياحه لكون المحافظة السامية للأمازيغية تعد “إحدى الأطراف الفاعلة المشاركة في الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم”.

الأرندي: التاريخ سيسجل للرئيس بوتفليقة معالجة قضية الهوية الوطنية

رحب حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقرار رئيس الجمهورية بجعل عيد يناير يوم وطني وعطلة مدفوعة الاجر واعتبر الارندي أن التاريخ سيسجل للرئيس بوتفليقة علاج قضية الهوية الوطنية بشقه الامازيغي بعد ترسيم اللغة الامازيغية لغة وطنية ورسمية وكذا بقراره المتعلق بعيد يناير. وقال العضوالقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي الصديق شهاب إن حزبه يبارك هذا القرار جاء تتويجا لارادة الدولة في بناء صرح للهوية الوطنية.

 وتابع بالقول “ لا بد أن تشهد المراحل القادمة وضع كل الوسائل العلمية واليبيداغوجية من اجل تطوير اللغة الامازيغية حتى نضعها في مأمن من المزايدات والاستغلال السياسوي.

الأمبيا: “خطوة شجاعة من الرئيس والنضال الطويل أعطى ثمارا”

من جهته ثمن حزب الامبيا قرار رئيس الجمهورية بترسيم يناير عيد وطني وعطلة مدفوعة الاجر معتبرا هذا الخطوة بالهامة لانها تكرس حقيقة تاريخية وهي تمسك الشعب الجزائري باحتفالية ينار منذ قرون كما أن القرار جاء ـ حسب بيان للحركة ـ ليدعم النضال السلمي الطويل دفاعا عن اللغة الامازيغية. كما حيا الحزب بالمناسبة شجاعة الرئيس بوتفليقة في اتخاذ قرارات مصيرية في هذه القضية من العام 2002 عندما جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية ثم وطنية ثم اعتبار يناير عيد وطني.

فراد: “القرار حكيم ولا أنصح بتعميم اللغة الآن”

وصف الباحث محند ارزقي فراد  قرار ترسيم يناير عيد وطني، بالقرار الحكيم الذي سيساهم في دعم اللحمة الوطنية واشار إلى ضرورة استكمال هذه المسيرة بإنشاء اكاديمية حتى يتسنى الحديث عن تعميم اللغة الامازيغية، موضحا بضرورة تفادي التسرع في التعميم تفاديا للمشاكل التي شهدها محاولات تعريب التعليم في بدايتها وختم قائلا “أنا ضد التعميم في الوقت الحالي لاعتبارات تربوية والمهم في هذه المرحلة هو إنقاذ اللغة الامازيغية من الاندثار بترك تعليمها بالحروف الثلاث اللاتيني والعربي وحرف التيفيناغ.

حمس: “كنا السباقين للمطالبة بإنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية”

أكد امس رئيس حركة مجتمع السلم، عبدالرزاق مقري، أن حركته كانت السباقة للدعوة إلى ترسيم اللغة الامازيغية “من قال إن المعارضة لا تؤثر؟! كنا الحزب الوحيد الذي اقترح بشكل واضح بأن القضية الأمازيغية قضية أكاديمية في هذه المرحلة، وأن الاعتناء المنطقي والواقعي بها في هذه المرحلة هو الاهتمام بالجانب الأكاديمي وها هي السلطة الحاكمة تعلن تأسيس أكاديمية اللغة الأمازيغية، مثمنا بالمناسبة قرار رئيس الجمهورية بترسيم يناير عيد وطني وعطلة مدفوعة الاجر. 

ويضاف إلى ذلك أن العربية والأمازيغية كلاهما مظلومتان في الجزائر لحساب الفرنسية والأولى أن تتحالف الأمازيغية والعربية في مواجهة لغة وثقافة المستعمر.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 33970 شهيد

  3. إطلاق خدمة بطاقة الشفاء الإفتراضية.. هذه هي التفاصيل

  4. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  5. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  6. رهانات قوّية تُواكب مشروع مصنع الحديد والصلب في بشار

  7. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  8. رسميا.. مباراة مولودية الجزائر وشباب قسنطينة بدون جمهور

  9. "الله أكبر" .. هكذا احتفل نجم ريال مدريد بفوز فريقه (فيديو)

  10. بريجيت ماكرون المعلّمة التي تزوّجت تلميذها.. في مسلسل من 6 حلقات!