“الحرڤة ” تستنفر الحكومة

أوامر صارمة لمحاربة عصابات تهريب البشر

قالت مصادر مؤكدة، إن لجنة تحقيق حلت بولاية مستغانم، لتسليط الضوء على تجدد ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الفترة الأخيرة وارتفاع معدلاتها بقوة في سواحل الولاية التي تحولت إلى دراما حقيقية. ولفت المصدر الأمني، إلى أن لجنة التحقيق التي شكلها الوالي مساء أول أمس ، جاءت استجابة لتعليمات صادرة عن رئاسة الحكومة، حسبما أشار إليه المصدر، بالنظر إلى الابعاد الخطيرة التي اخذتها الظاهرة، في ظل ارتفاع ارقام الغرقى والمفقودين في عرض البحر، بعد ورود بيان عن المجموعة الاقليمية لحرس السواحل عن دخولها في بحث مستمر عن 6 جثث شبان ينحدرون من بلدية سيدي لخضر شرق مستغانم ووادي ارهيو بغليزان والظهرة في الشلف. وتفيد المعطيات أن اللجنة التي يترأسها الوالي بالتنسيق مع القوات الأمية ذات الصلة مع محاربة الهجرة غير الشرعية، أملاها الوضع الراهن في سواحل الولاية، وذلك لإيجاد آليات لمكافحة هذه الجريمة التي تهدد العشرات من الارواح البشرية من مختلف الجنسيات بعد أن تم إنقاذ منذ يومين 22 إفريقيا من مالي وبوركينافاسو وتشاد من موت محقق في شاطئ سيدي منصور.

وحسب ما توافر من معلومات، فإن اللجنة سيتركز دورها على تكثيف أجهزة الرقابة والاستعانة بآليات متطورة للكشف عن منافذ الهجرة غير النظامية صوب السواحل الاسبانية. واعتبر الوالي في كلمته التي ألقاها خلال تشكيل اللجنة طبقا لما أورده المصدر، أن التنسيق بين الهيئات الحساسة، بات أكثر من حتمي للوقوف على مكامن تطور الجريمة، بدليل الأرقام الواردة من السلطات الاسبانية إلى نظيرتها الجزائرية عن وجود حوالي 42  بالمائة من المحتجزين في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين على مستوى 8 مراكز أمنية من جنسية جزائرية، وهو رقم مرعب، بالاضافة إلى عدد المنتشلين في ساحل البوران، الذي ارتفع إلى حدود 12 جثة لجزائريين شبان وفق أرقام دقيقة تحوزها السلطات الجزائرية ، بالتوازي مع ارتفاع عدد النساء من يحاولن عبور البحر بطرق أشبه بالانتحار وهناك من اصطحبن أولادهن الذين انتشلتهم الفرق البحرية، جثثا في حالة متقدمة من التعفن، اعتقادا منهم بالحصول على مستقبل أفضل في بلاد الأندلس.

استمرار جهود فرق الإنقاذ للعثور على 6 جثث في عرض البحر

على هذا النحو، تأكد مضاعفة الحواجز الأمنية الثابتة على مستوى الطريق الساحلي رقم 11 الرابط بين مستغانم ووهران في الجهة الغربية ومستغانم إلى غاية المرسى غرب الشلف، ووضع نقاط مراقبة دائمة على مستوى الشواطئ التي تعتبر نقطة انطلاق الحراقة نحو سواحل شبه الجزيرة الايبيرية، إذ وجهت تعليمات فوقية للبدء في العمل الرقابي بنظام التناوب على مستوى فرق حرس السواحل، لاحباط مزيد من الرحلات السرية التي غالبا ما تتزايد أيام استقرار المناخ وهدوء البحر. كما تلقت الفرق الأمنية توجيهات بتكثيف الرقابة في المنافذ غير المراقبة لفرملة عصابات تهريب البشر التي تتخذ من الخيم الصيفية نقاط التقاء مع الراغبين في عبور البحر سرا نحو الضفة الاخرى من المتوسط.

وتؤكد المصادر أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي أخذت حيزا معتبرا على مستوى الحكومة في الأيام القليلة، تكون قد حركت السلطات العليا للبلاد التي لاحظت زيادة منسوب هذه الجريمة في سواحل غرب الوطن، حيث اعطت تعليمات لبعض الولاة لتكثيف الجهود من اجل كبح جماح مدبري رحلات الابحار السري، وتكشف الارقام الامنية عن أن السلطات الامنية في مستغانم نجحت في الفترة الممتدة بين 1 ديسمبر إلى غاية 20 جانفي، في تفكيك 7 شبكات من المهربين المتهمين بتنظيم الهجرة غير النظامية عبر قوارب صيد تقليدية الصنع، وتتشكل هذه العصابات من حوالي 35 شخصا لهم مذكرات بحث على مستوى مجالس قضاء مستغانم، الشلف ووهران، واحدة من العصابات التي كانت ناشطة في شاطئ الحجاج وتسببت في غرق 3 شبان من الولاية نفسها، كانت تتلقى اكثر من 500 يورو من الفرد الواحد، تم الحكم على 5 أفراد يشكلون تركيبة العصابة بعقوبة 7 سنوات حبسا نافذا.