نجح التكتل النقابي لقطاع التربية اليوم، في شل المؤسسات التربوية عبر مختلف ولايات الوطن، حيث عاد التلاميذ أدراجهم منذ الصباح بسبب الإضراب الذي حقق نسبة استجابة عالية في اليوم الأول تعدت75 بالمائة على المستوى الوطني، وهو ما يعكس رفض موظفي القطاع لسلبية تعاطي الوصاية مع مطالبهم، حسب هذه النقابات التي حذّرت الحكومة من اتخاذ إجراءات ”استفزازية” من شأنها إثارة القواعد العمالية.
شلت النقابات الخمس المنضوية تحت لواء التكتل النقابي لقطاع التربية، ممثلة في ”الكلا، أسنتيو، السنابست، الأنباف والساتاف” اليوم، أغلبية المؤسسات التعليمية عبر مختلف ولايات الوطن، حيث تم تسريح التلاميذ منذ الساعة الثامنة صباحا. و بلغة الأرقام، ذكرت أطراف التكتل أن الإضراب حقق نسبة استجابة عالية تعدت 75 بالمائة وطنيا، وبلغت 100 بالمائة في بعض الولايات، على غرار تيزي وزو، البليدة والجلفة.
وأكدت النقابة الوطنية لعمال التربية ”أسنتيو” على لسان ممثلها قويدر يحياوي، نجاح الإضراب في يومه الأول، وهو رسالة للحكومة تؤكد سخط وتذمر الموظفين من أوضاع القطاع. وسجل التنظيم مشاركة قوية من قبل عمال التربية بمختلف أسلاكهم ورتبهم في الإضراب الشامل الذي يشنه التكتل ليومين من قبل جميع الأسلاك ”هيئات التدريس، التأطير، التفتيش، المراقبة، التوجيه، المخابر، الاقتصاد، والتغذية - لكل الأطوار الثلاثة ”، قدرتها بأزيد من 75 بالمئة في اليوم الأول. وذكرت النقابة بالمطالب المرفوعة، على غرار اعتماد نظام تعويضي محفز، وإعادة النظر في الشبكة الاستدلالية لأجور الموظفين تماشيا ومؤشر غلاء المعيشة، إلى جانب تعديل القانون الأساسي لقطاع التربية ”12-240”ومعالجة اختلالاته وفتح تحقيق في تسيير الخدمات الاجتماعية في اللجنة الوطنية واللجان الولائية، فضلا عن التطبيق الفوري لأحكام المرسوم الرئاسي ”14-266” المعدل المتعلق بتثمين شهادتي الدراسات الجامعية التطبيقية DEUA والليسانس.
من جهته، أكد الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ”ساتاف”، بوعلام عمورة، بأن نسبة الاستجابة للإضراب تجاوزت الـ85 بالمائة، في أغلب الولايات.
وحمل عمورة مسؤولية فشل الحوار مع وزيرة التربية إلى بعض الأطراف المحيطة بها، والتي تحاول تغليطها من خلال نقل معلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة، منتقدا اتهام الوزارة الوصية للنقابات بعدم احترام القانون، في حين أنها لا تطبق مراسيم رئاسية، على غرار المرسوم رقم 14/66، المتعلق بشهادتي الدراسات الجامعية التطبيقية وليسانس.
من جانب آخر، اعتبر عمورة أن تضامن الأساتذة مع زملائهم المعزولين أمر لا رجعة فيه، محذرا وزارة التربية من القرارات الاستفزازية التي من شأنها إثارة القاعدة الاجتماعية للقطاع بالشكل الذي لا يمكن تأطيره من قبل النقابات.
وبدوره، قال الأمين العام لنقابة المجلس الوطني لثانويات الجزائر ”الكلا”، إيديرعاشور، إن إضراب اليومين يعبر بوضوح عن غضب عمال التربية من سلبية تعاطي الحكومة مع الطلبات المهنية والاجتماعية المرفوعة منذ سنوات.
واستنكر ممثل ”الكلا” لغة التهديد التي تشهرها الحكومة ضد المضربين، مؤكدا بأن لغة التهديد والوعيد لا يمكنها أن تعوض لغة الحوار الجاد، وهو ما أكده زوبير روينة، ممثل التنظيم ذاته أمس، في تصريح لـ«البلاد” الذي انتقد وبشدة ما أسماه بالتضامن الحكومي ضد الأساتدة المضربين وضد قمع الحريات النقابية، في إشارة إلى وزارة العمل والعدل اللتين أجمعتا على عدم شرعية الإضرابات، وتحديدا إضراب ”الكنابست”، كما أيدتا الإجراءات العقابية التي اتخذتها وزارة التربية بحق المضربين، يضاف إليه موقف الوزير الأول، الذي وصف المضربين بالقراصنة والفوضويين. وأكد المتحدث أن هذا التضامن سيقابله تضامن نقابي وعمالي أيضا إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة.
واعتبرت نقابة ”الكلا”، بأن الحوار الجاد والمسؤول مع وزيرة التربية غائب تماما عن طاولة النقاش، ذلك أنها لا تقدم أية حلول، سواء ما تعلق بقطاعها أو ما يتجاوزها من مطالب.
