لا تزال العديد من المساجد تتخبط في إشكال عدم ترسيم الأئمة لإمامة المصلين، مما جعلها تسير بطريقة فوضوية، خاصة مع وجود صراعات خفية وظاهرة بين المصلين أنفسهم أو بين الجمعيات المسيرة وبين المصلين. وتشير مصادر “البلاد” إلى أن هناك ولايات وصل فيها الشغور إلى 60 منصبا كولاية سيدي بلعباس وعدة ولايات أخرى، الأمر الذي أدى بالمصلين وسكان الأحياء التي تتواجد فيها هذه المساجد إلى مطالبة وزارة الشؤون الدينية بضرورة التدخل وتعيين أئمة وبالتالي إخراجها من حالة الشغور.
وتتحدث المصادر عن أن هناك أئمة فضلوا تقديم طلبات إلى مديريات الشؤون الدينية من أجل تغيير مكان عملهم إلى مساجد أخرى على خلفية صراعات بينهم وبين الجمعيات المسيرة وبين هذه الأخيرة وبين المصلين ليتم الزج بهم في هذه صراعات، مما جعلهم ينسحبون من هذه المساجد وبالتالي يكرسون حالات الشغور في مساجد عديدة وآهلة بالمصلين، الأمر الذي انعكس على دور رسالة المسجد في ظل اصطدام المصلين بمنابر شاغرة في كل مرة. وأضافت المصادر أن هناك مساجد عديدة يسيرها أئمة متطوعون إلا أنهم أيضا سرعان ما ينسحبون لظروف خاصة وبالتالي عدم تسوية وضعيتهم الإدارية من قبل مديريات الشؤون الدينية.
هذا وتخبط جل المساجد الجديدة من حالات الشغور في الأئمة على خلفية عدم وجود مناصب مالية مما جعل الجمعيات الدينية لهذه المساجد تستنجد في كل مرة بأئمة متطوعين وتطالب في أحيان كثيرة بتعيين أئمة بشكل رسمي، إلا أن عدم تدخل مديريات الشؤون الدينية على خلفية المناصب المالية حال دون تزويدها بالأئمة.
وتتحدث المصادر عن أن هناك مساجد عدة وعلى خلفية الشغور في مناصب الأئمة تحولت فعلا إلى أماكن لترويج أفكار دخيلة على الدين بعد احتلالها من قبل أفراد استغلوا هذه الظروف، الأمر الذي يحتم على وزارة الشؤون الدينية التدخل بتعيين أئمة بالمساجد الشاغرة من أجل التحكم في رسالة المسجد من أي استغلال.
