حرب أسعار وتخفيضات لإغراء الجزائريين

تسابق محموم بين وكالات سياحية تونسية ومصرية وتركية

تعبيرية
تعبيرية

إنزال دبلوماسي في صحراء الجزائر بحثا عن فرص السياحة والاستثمار

البلاد - زهية رافع - شهدت الطبعة 19 من الصالون الدولي للسياحة تنافسا محموما، بين المتعاملين والمهنيين في القطاع السياحي الوطنيين والأجانب القادمين من 12 دولة ممثلة في كل من تونس وتركيا والصين والنيجر وإثيوبيا والمكسيك والبرتغال وإيطاليا واسبانيا والمجر وسلوفاكيا والأردن لاستقطاب السياح الجزائريين، حيث تفنن أصحاب الوكالات السياحية الوطنية في تقديم عروض مغرية وتخفيضات هامة مع إبراز خدمات جيدة، قابله اجتهاد مضن من طرف المتعاملين الأجانب لإبرام اتفاقيات شراكة مع مسيري الوكالات السياحية، لتحويل الزبائن باتجاه الأسواق الأوروبية والخليجية.

ضم الصالون الدولي للسياحة في طبعته 19 وكالات سفر وسياحة ومؤسسات فندقية جاءت كلها للترويج لمنتوجها والبحث عن زبائن جدد وتوثيق علاقتها مع زبائنها القدماء. وقد شهد الصالون مشاركة قوية للجانب التونسي على اعتبار أن الجزائريين من بين أهم زبائن السياحة التونسية وهو ما جعلها تشارك بـ23 مهنيا في القطاع بحثا عن تعزيز استقطابها السياح الجزائريين حيث شهد الجناح توافدا كبيرا للزوار والراغبين في الاستفادة من الحجوزات التي تكون بأقل تكاليف ووجدت بعض الوكالات فرصة للتعاقد مع الأطراف التونسية من أجل تنظيم رحلات بالتنسيق مع الشريك التونسي.

في مقابل ذلك العديد من سلاسل فندقية ونزل كبرى جزائرية وعربية منها المشاركة لأول مرة ومنها المتعودة على المجيء إلى الصالون الذي صار يستقطب العديد من المتعاملين في المجال السياحي باعتباره ملتقى العديد من هذه الفعاليات حيث اجتهد المشاركون في المعرض الدولي للسياحة والأسفار، في إظهار أجود الخدمات، وتقديم العروض المغرية لاستقطاب السياح الجزائريين، ودفعهم إلى اختيار وجهتهم السياحية لكن المشاركون يحملون مع هذه العروض هموما تعرقل نشاطهم واستثمارهم السياحي وأهداف جعل القطاع السياحي قطاعات استراتيجيا من شأنه أن تكون مداخيله بديلة عن النفط وفق مسعى الحكومة، حيث عبر المستثمر اللبناني مارك عبود المدير العام للسلسة الفندقية turib royal  عن اسفه لغياب الترويج الكافي للسياحة الجزائرية على الرغم من المقومات التي تمتلكها، وقال إنه يتعين على الجهات المسؤولة والفاعلين في القطاع السياحي الاهتمام اكثر بالسياحة الداخلية لاستقطاب الأجانب والجزائريين المغتربين عبر تحسين الخدمات، وتقديم التسهيلات خاصة ما تعلق بالتأشيرات التي لا تزال عائقا كبيرا أمام السياحة والعمل مثل باقي الدول المهتمة بإنعاش السياحة وتقديم تسهيلات للسياح، داعيا إلى تخفيض رسوم التأشيرة واتباع سياسة السماء المفتوحة لبعض الدول التي تستفيد من امتيازات وفق طريقة التعامل بالمثل فضلا عن تدعيم القطاع بأشخاص ذوي كفاءة واختصاص وهو ما أجمع عليه العديد من المشاركين في الصالون.

 تخفيضات بـ50 بالمائة في تذاكر الرحلات الجوية تغري العائلات الجزائرية

اعتمد الديوان الجزائري للسياحة تقديم عروض مغرية لإقناع العائلات الجزائرية بقضاء نهاية رأس السنة والعطلة الشتوية في أحضان الجزائر فيما صنعت تخفيضات الخطوط الجوية الجزائرية الحدث بعد إقرار تخفيضات بنسبة 50 بالمائة على سعر تذاكر الرحلات، التي تضمنها الشركة سواء على الخطوط الداخلية أو الخارجية حيث إن التخفيضات مفتوحة، وتمس تذاكر جميع الاتجاهات. وشهد جناح الجوية الجزائرية، إقبالا منقطع النظير من قبل زوار المعرض الذن رفضوا تفويت فرصة التخفيضات، فلعل الفرصة لا تتكرر، بانتهاء الصالون.

سباق محموم بين وكالات خليجية مصرية وتركية

اتفق العارضون الأجانب والمحليون المشاركون في الصالون الدولي ا19 للسياحة والأسفار، على أن حضورهم يهدف بشكل أساسي، إلى إبرام شراكة مع مسيري الوكالات السياحية الجزائرية، لتحويل الزبائن إلى الأسواق البلد التي يشتغلون بها أو الولايات التي ينشطون بها خاصة الصحراوية منها، حيث سجل الصالون عروضا متبادلة من قبل وكالات الشمال والجنوب لاسيما أن الفترة الشتوية تعد فترة السياحة الصحراوية حيث تحول الوجهة السياحية بشكل كبير نحو ولايات غرداية بسكرة، وتمنراست وجانت وهي المناطق أكثر استقطابا للسياح في الفترة وهو ما دفع بعديد من الوكالات إلى التعاقد مع بعضها والتنسيق من أجل استقطاب الزبائن وتقديم عروض مناسبة من شأنها الدفع بالسياحة الدالية المتعثرة وسط مزاحمة قوية من شركاء أجانب خاصة الخليج وتحديدا دبي مصر، وتونس استغلوا فرصة المعرض من أجل إبرام اتفاقيات مع مسيري الوكالات السياحية الجزائرية، لتحويل الزبائن إلى الأسواق البلد، ليكونوا حلقة وصل بينهم وبين السياح الجزائريين من خلال تقديم العروض والخدمات المتوفرة في هذه، مقابل هامش ربح محدد وهو ما أكدته وكالة وايال ادفنشر الإماراتية للسفر والسياحة والتي قدمت عروضا مغرية لرجال الأعمال الباحثين عن فرص الاستثمار او السياحة من أجل الحجز وتسهيل الحصول على التأشيرات السياحية مع توفير خدمات راقية للسياح.

أثار العديد من الفاعلين في قطاع السياحة المشاركين في المعرض مشاكل السياحة الصحراوية والأسباب التي جعلتها لا تتماشى مع المقومات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر في جنوبها، واختزلها محمد مداوي الناشط في قطاع السياحة لمدة أكثر من 30 سنة في غياب الإرادة السياسة الفعلية وعدم استقرار القائمين على القطاع.

وكشف المتحدث أن صحراء الجزائر أضحت اليوم محل اهتمام كبير للدول الأجنبية بدليل الزيارات المكثفة لسفراء العديد من الدول على غرار المكسيك، كندا، كرواتيا واليابان فضلا عن سفراء دول عربية استقبلتهم وكالته من أجل البحث عن فرص الاستثمار هناك من جهة، والتمتع بجمال الصحراء من جهة أخرى، لافتا إلى أن توجيه الأنظار نحو السياحة الصحراوية لا يحتاج إلى الكثير من الإمكانايات وإنما إلى إشراك جميع القطاعات الخارجية في إستراتيجية النهوض بالسياحة الصحراوية وجعل القطاع السياحي قطاعا إستراتيجيا وسياديا بامتياز.

يذكر أن هذه الطبعة عرفت مشاركة 308 عارضين من بينهم أكثر من 120 أجنبيا ينتمون إلى 12 دولة.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. ريـــاح قوية وزوابع رمليــة على هذه الولايــات

  6. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  7. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام

  8. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة