البلاد - حليمة هلالي - حمل اليوم المتظاهرون شعارات عديدة في الجمعة 15 من عمر الحراك الشعبي، ولعل شعار “سلمية سلمية” و«يتنحاو ڤاع” كانت قد عبأت المتظاهرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغية الحفاظ على هدوء المسيرات.
ودعا نشطاء التواصل الاجتماعي، إلى ضرورة تطبيق الآية 103 من سورة ال عمران “واعتصمو بحبل الله ولا تفرقوا”، وهذا إيحاء لعدم زرع الفتنة بين أبناء الجزائر. وصدح المتظاهرون عبر ربوع الوطن بهتافات “دولة مدنية ماشي عسكرية”، “جيش شعب خاوة خاوة”، “لا للانتخابات يا العصابات”، “الشعب سيد لبلاد”، “لبلاد بلادنا وانديروا راينا”. وردد المتظاهرون شعارات “جزائر حرة ديمقراطية”، وشعارات أخرى مطالبة برحيل بقية رموز النظام، وعلى رأسهم بن صالح وبدوي.
كما يصر المتظاهرون على الاستمرار في المسيرات حتى تحقيق المطالب، مرددين شعارات “لا للباءات” لمستقبل أفضل للبلاد والعباد، وتشمل هذه الرموز رئيس الدولة الانتقالي، عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء، نور الدين بدوي، وهما مسؤولان بالغا في خدمة نظام بوتفليقة.
وعلت الأصوات، اليوم، بهتافات “جزائر حرة ديمقراطية”، كما قامت بعض النساء بحمل صور لضحايا الإرهاب، في حين ردّدت بعضهن هتافات “يا نزار يالجزار يالارهابي يالغدار” وشعار “ولاش ولاش ولاش سماح ولاش”، وشعار “حڤارين حڤارين ويقولو وطنيين”.
منتخبو ونشطاء غرداية يلتحقون بالعاصمة تنديدا بوفاة فخار
التحق، صباح اليوم، عدد من المنتخبين المحليين ونشطاء ولاية غرداية، بالعاصمة، للمشاركة في مظاهرة الجمعة 15 من الحراك. ورفع المعنيون شعارات تنديد بوفاة الناشط كمال الدين فخار، فيما وجهوا اتهامات لبقايا النظام العصابة.
تشديدات أمنية واعتقالات بالجملة في ساحة البريد المركزي
ككل جمعة، عرفت الجزائر تشديدات أمنية خاصة بالطرق المؤدية للعاصمة، وبالخصوص بمحيط البريد المركزي، من خميستي إلى باستور، وحتى الجامعة المركزية. وعرفت هذه المحطة استجوابات واعتقالات تعسفية للمواطنين، خاصة وأن العشرات من رجال الشرطة كانوا بالزي المدني والرسمي، ما أجبر المتظاهرين على النزوح نحو ساحة موريس أودان.
للإشارة، فقد تم غلق البريد المركزي بالصفائح الحديدية منعا للمتظاهرين من الوصول إليه بحجة وجود تشققات على مستوى السلالم. وكان البريد مقصد المتظاهرين من كل أنحاء الوطن، ومنه انطلقت أول جمعة من عمر الحراك الشعبي، كما تم إغلاق الطرق الرئيسية التي تدخل المسافرين للعاصمة، ناهيك عن منع المتظاهرين من الوصول إلى قصر الحكومة. من جهتهم، قام شباب برج بوعريريج بتحضير “التيفو” وتعليقه في واجهة قصر الشعب، تلك البناية التي أصبحت من رموز الحراك لدى البرايجية.
لافتات ضد شركة “توتال” الفرنسية وسط الحراك
مع انتهاء صلاة الجمعة، عجّ شارع عسلة حسين، بالجزائر الوسطى، وشارع حسيبة بن بوعلي، بالمتظاهرين الذين حملوا الأعلام الوطنية. ومن بين اللافتات التي رفعها المتظاهرون اليوم، بالعاصمة، لافتة ضد الشركة الفرنسية “توتال”التي تريد شراء حصص “اندراكو” لتوسيع وتعزيز مكانتها في إنتاج النفط بإفريقيا والجزائر، وهذا ما رفضه الشعب كون فرنسا لاتزال تمثل المستعمر القديم الذي يرفض الاعتراف بجرائمه ويريد البقاء لاستغلال ثرواته. ورفع المتظاهرون شعارات مكتوب عليها “أوقفوا الصفقة” و«توتال تسرق مستقبل الجزائر”، و«فرنسا تستولي على صفقة اندراكو”.
ابن فقيد الحراك يكمل مسار أبيه
وشارك في المسيرة أيضا أبناء فقيد الحراك “نبيل أسفيران”، خلال مظاهرات اليوم بالعاصمة، كدليل على مواصلة المسار واستخلاف والده الذي مات وسط المسيرات. للإشارة، فإن الراحل توفي خلال مسيرة الجمعة الرابعة عشر، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
