تعرف وكالات السياحة تهافتا ملحوظا من طرف الجزائريين، على روسيا كوجهة مفضلة لقضاء عطلهم، فرغم غلاء تكلفة قضاء أيام في روسيا مقارنة ببعض الدول كتونس وفرنسا وإيطاليا، إلا أن الكثير من الشباب الجزائري أصبح يتهافت في الآونة الأخيرة على مدن روسية للسياحة والدراسة وفي أكثر الأحيان للبحث عن شريك الحياة.
"البلاد" تحدثت مع "بوعكاز عبد الصمد" مدير شركة "بولي تور للسياحة والمختصة في تنظيم الرحلات إلى روسيا، حيث أكد لنا المتحدث في لقاء جمعنا به، ما يشاع بين الشباب حول أسباب سفرهم إلى روسيا، كما قدم لنا تفاصيل حول الوجهة التي بات يحبذها الكثير من الجزائريين لقضاء عطلهم.
حاورته: سعاد بوربيــع
ـ بداية، أرى أن الرحلة إلى روسيا تتطلب 21 مليون سنتيم لمدة 10 أيام ورغم ذلك نرى تهافت الزبائن على ذلك، برأيك لماذا؟
فعلا سجلنا إقبالا كبيرا على روسيا كوجهة سياحية مفضلة هذا العام مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا راجع إلى الضجة التي أثارها قرار روسيا منذ أشهر برفع التأشيرة عن منطقة "فلاديفوستوك"، لكن تجدر الإشارة إلى أن تطبيق هذه القرار لم يتم لحد الساعة. أما وكالتنا فتتعامل بتقليص أيام العطلة حسب طلبات الزبائن وبالتالي تنظيمهم في مجموعات.
ـ ما هي أكثر الوجهات المطلوبة من الجزائريين؟
ننظم رحلات إلى موسكو، لكن أغلب الوجهات هي سانت بيترسبورغ، وهي مدينة رائعة يفضلها الكثير من السياح الوافدين من مختلف مناطق العالم، وهناك جانب كبير من السياحة الدينية التي تزدهر هناك.
ـ تشترط روسيا لاستقبال الزبائن أن يكون هناك شريك روسي تتعاملون معه كمؤسسة، ما هو دور هؤلاء الشركاء؟ وكيف يتم التعامل معهم؟
فعلا، لا يمكن إدخال أي سائح أجنبي إلى روسيا دون التعامل مع شريك سياحي يعمل بروسيا، هذا هو قانون بلادهم، وأرى أن دور هؤلاء الشركاء فعال للغاية، حيث يستقبلون الوفد السياحي في المطار ويرافقونه إلى الفندق، ويتدخلون في حال حدوث مشكل لأي سائح مع مواطنين من بلده أو مشاكل تتعلق بالسلطات، وكذا تقديم التوضيحات التي تتعلق بالأماكن الأثرية والسياحية، وشخصيا أنا أتعامل منذ سنوات مع شريك واحد وهو في غاية الاحترافية والجدية.
ـ ماذا عن ظروف الاستقبال، وهل تتوفر مطاعم "الأكل الحلال"؟
ما يلاحظه الزبون في هذه الدولة أن الخدمة والأسعار تكون متوافقة مع عدد النجوم، أما النظافة وظروف الاستقبال فهي دائما موجودة. ويجد الجزائريون هناك صعوبات تتعلق باللغة الإنجليزية التي يتكلمها معظم عمال الفنادق.
هناك فندقان فقط في العاصمة الروسية يوفران "الأكل الحلال" إضافة إلى مطعم للأكل السريع داخل المطار.
ـ ما هي الفترات التي يكثر فيها الطلب على روسيا؟ وهل يستطيع الجزائري التعامل مع برودة الجو هناك؟
يكثر الطلب بداية من شهر مارس إلى نهاية أوت. العام الماضي سافر معنا 530 شخصا في مجموعات، حيث تضم كل مجموعة 70 فردا، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يفضلون السفر في شهر جانفي، فمثلا العام الماضي سافر 12 شخصا في رأس السنة، حيث وصلت البرودة إلى 15 درجة تحت الصفر، وقد تمتعوا بالطقس البارد.
ـ ما هي الفئات التي ترغب في زيارة روسيا؟ وهل هناك غايات أخرى غير السياحة لهؤلاء؟
تعتبر فئة المتقاعدين والشباب هم أكثر من يرغبون في زيارة روسيا، فبعض المتقاعدين صارحوني بأنهم كانوا قد زاروا الاتحاد السوفياتي قبل عقود من الزمن، ورغبوا في زيارة روسيا لمعرفة كيف أصبحت الآن.
ـ هل هناك فئة من الشباب ترغب في الزواج هناك؟
حوالي نصف الشباب الذين يرافقوننا يكون هدفهم البحث عن شريك الحياة والاستقرار هناك، وأغلبهم من الذكور، ومنهم من يقرر البقاء. كونا علاقات معهم وأصبحنا نزورهم كلما نظمنا رحلات إلى روسيا. والكثير من هؤلاء يذهبون للدراسة وإجراء التربصات، حيث تتوفر عدة مجالات بمستوى عال جدا، وتترواح تكلفة حقوق التسجيل بين 1500 و5000 أورو سنويا، إضافة إلى تكاليف الإيواء والخدمات.
ـ قصد المساهمة في الترويج للسياحة الجزائرية، هل تسعون لجلب سياح روس إلى الجزائر؟
نستطيع جلب السياح من روسيا بسهولة، لكننا نصطدم بمشكلة التأخيرات في منح التأشيرة التي تصل إلى 20 يوما، وقد قمنا بجلب عدد من السياح الروس العام الماضي أعجبتهم المناظر الطبيعية المتنوعة، والطقس المعتدل، لكنهم صدموا بالخدمة السيئة للفنادق الجزائرية والنظافة التي كانت المشكل الأساسي. نحن نأمل في تغيير هذه الظروف التي تنفر السائح الروسي من بلادنا.