جزائريون عباقرة ينتظرون عناية أكبر

"شباب Talk " يسلط الضوء على المبتكرين في الجزائر

تعبيرية
تعبيرية

 

يعتبر الابتكار في الدول المتقدمة واحدا من أهم العوامل المؤثرة في تقدم تلك الدول، خاصة في ظل التكنولوجيا التي اكتسحت العالم وهو ما يميز اليوم دول عن أخرى فتجد كل واحدة تفتخر بإنجازاتها الناتجة عن بحوث وتجارب دامت سنين.. وبالحديث عن الجزائر وعن طاقاتها الشبابية فهي غنية بالمبتكرين الذين أبدعوا في تجسيد مشاريع قادرة على قلب الموازين الاقتصادية داخل الوطن بل وأبعد من ذلك فشباب جزائريون تمكنوا من كسر قيود تكنولوجية من خلال وصولهم لابتكارات لا تزال لحد الساعة ينظر لها في كبرى دول العالم بأنها مستحيلة.

برنامج شباب Talkعالج في عدده الثاني الذي يبث على قناة البلاد موضوع الشباب المبتكر في الجزائر وزار بعض النماذج التي تمكنت من بلوغ نتائج منها من هي قادرة على تغيير موازين الاقتصاد في الجزائر ومن أهم النماذج:

محمد مجوطي وهو مهندس في مجال الهيدروجين وباحث لدى المركز الوطني لتطوير الطاقات المتجددة تمكن رفقة زملائه الشباب من الوصول لطريقة تسمح بتوفير النار باستعمال الماء فقط والاستغناء تماما عن الغاز بكل أنواعه وهو الابتكار القادر على تحسين مستوى العيش لعشرات الآلاف من المواطنين في الجزائر، خاصة المعزولين الذين يتمركزون في الصحراء الجزائرية أو قاطني المداشر الذين لم تتمكن الدولة من ربطهم بشبكة الغاز الطبيعي كما يمكن استعمال الابتكار في المجال الصناعي.

أهم ميزة للابتكار هي عدم وجود أي خطر لا في استعماله ولا في تخزينه ففي الوقت الذي نسمع من هنا وهناك حوادث أودت بحياة جزائريين بسبب الانفجارات أو التسربات الغازية فيكفيك هنا دلو ماء فقط لتتمكن من توفير النار ويعتمد الابتكار على فصل ذرة الهيدروجين عن الأكسجين والمعروف أن الهيدروجين غاز محترق.

النموذج المبكر الثاني الذي زاره طاقم شباب Talk هو فوزي بالرحمة، الشاب الجزائري المقيم في بريطانيا والمتحصل على جائزة أفضل اختراع فيها بعد تمكنه من الوصول إلى تكنولوجيا تسمح بتوفير الكهرباء عن بعد وهو الابتكار الذي جعل بريطانيا تقدم له عرضا بأموال طائلة مقابل تطوير المشروع أكثر هناك ليقينها التام بأهمية الإنجاز القادر على تصنيفها الأولى بين الدول في المجال، إلا أن فوزي رفض ذلك وأبى إلا أن يأتي إلى الجزائر وتجسيد مشروعه على أرض الوطن لكنه صدم بواقع أسود لا يأبه للابتكار بعدما وجه لإحدى مؤسسات دعم الدولة كأنساج قصد إنشاء مشروع مصغر، فيا ترى أين تعلم بعض المسؤولين نظرية تحويل الباحث التكنولوجي لعالم الاستثمار؟ فالواجب يقضي بإنشاء وحدة للبحث العلمي والتكنولوجي وجمع الجزائريين الذين تمكنوا من بلوغ نتائج ملموسة واحتضان تلك المشاريع لتكون مشاريع دولة لا تحويلها إلى عالم الاستثمار والتخبط في بيروقراطية أخرى.

النموذج الثالث شاب هو الآخر قال إنه قادر على القضاء على أزمة الحليب في غضون سنتين فقط وهو عبد الكريم شنغن الذي تمكن من ابتكار بيت يجمع بين البيوت البلاستيكية الكلاسيكية وغرف التبريد لإنتاج العشب. وحسب عبد الكريم مشكل الحليب في الجزائر يكمن في عدم توفر العشب سوى في ثلاثة أشهر من السنة وفي ولايات معينة فقط في الوقت الذي يمكن الإنجاز من توفير العشب الخاص بالأبقار على كامل أشهر السنة وفي كل ولايات الوطن، مضيفا أن البقر الحلوب في بعض الدول يصل إنتاجها للحليب 80 لترا يوميا في الوقت الذي تنتج فيه البقرة في الجزائر ما لا يفوق 20 لترا يوميا بسبب عدم توفر الأعلاف، مؤكدا أن الابتكار إن احتضنته الدولة الجزائرية فتكون قد استغنت عن التبعية المفرطة لبودرة الحليب التي تستردها من الخارج والتي بلغت قيمتها السنة الماضية مليار و300 مليون دولار والناتج حليب صناعي في الوقت الذي يسمح فيه الابتكار بتوفير الحليب المحلي الطبيعي ليكفي كل الجزائريين الذين لازالوا بعد أكثر من 60 سنة من الاستقلال يتضاربون على "شكارة حليب".

 

أما النموذج الرابع في البرنامج فهو شاب لم يبلغ العشرين سنة من عمره بعد، إلا أنه تمكن من تحقيق إنجاز قادر على توفير الملايير على الجزائر وهو الشاب سليمان مواقي، طالب في جامعة بومرداس تمكن من تجسيد آلة خاصة بتصفية المياه وهي اليوم مستعملة في الجزائر يتم استيرادها من الخارج كون تكنولوجيا هذه الآلات تحتكرها 5 دول في العالم فقط، إلا أن سليمان تمكن من بلوغ هذه التكنولوجيا، لكنه صدم بعدم توفر مناخ يسمح بتجسيد المشروع في الجزائر وتسويق منتوجه ففي الوقت الذي تتوجه سياسة الدولة إلى كبح الاستيراد وتشجيع المنتوج الوطني، إلا أن بعض الوزارات لم تتمكن من فهم هذه السياسة، حسب ما قاله والد سليمان الذي أكد أن ابنه حاول دخول عالم الصناعة وتسويق المنتوج الذي أسال لعاب دول أوروبية، إلا أن بعض المسؤولين قطعوا عنق ابتكار الشاب الجزائري فقط للسماح لبعض الأفراد باستيراد آلات تعتبر "خردة" أمام ما قد يصنع في الجزائر.

إن هذه النماذج ليست الأولى وليست الأخيرة في الجزائر، ففي أدرار مثلا تمكن شاب جزائري من صناعة سيارة تسير بالطاقة الشمسية ولا مسؤول تحرك وإنجازات أخرى عديدة، فبين الحين والآخر تجد شابا اخترع سيارة وآخر هيليكبيتر وينتظر إذنا لتجريبها وشاب آخر تمكن من الوصول إلى مواد بناء تمكنك من إنجاز بيت بطابقين في 20 يوما فقط، إلا ان هؤلاء لم يجدوا من يشجعهم على مواصلة العمل فمنهم من غادر أرض الوطن ومنهم من بات موظفا يعمل بأجر قليل وفي رأسه من العلم الكثير.

 

عبد العزيز قند مدير التنافسية الصناعية بوزارة الصناعة: الدولة وفرت العقار والأموال للشباب المبتكر

 

بداية سيدي المدير، ما هو مصير الابتكارات التي توصل إليها شبان جزائريون داخل أو خارج الوطن؟

بداية يجب توضيح بعض الأمور، فكثير من الجزائريين تمكنوا من اختراع أشياء لا يمكن لها إضافة أي جديد للاقتصاد الوطني وهذا يسمى اختراع. أما الابتكار فهو عامل من عوامل التنافسية الصناعية بشكل عام ووزارة الصناعة تقوم بتسطير السياسة الوطنية للتكفل به وبأصحابه، كونه يقدم إضافة إيجابية للجزائر.

 

 

قلتم إنكم تدعمون كل أشكال الابتكار، ما استراتيجيتكم في وزارة الصناعة للتعامل مع ابتكارات الشباب في الجزائر؟

استراتيجية الوزارة تتمثل في مرافقة المؤسسة والمبتكر بصفة خاصة الذي يمكن أن يجسد مشروعه. كما توجد مراكز لتطوير الابتكار والتكنولوجيا، حيث وصلنا لحد الآن إلى استحداث 44 مركز بحث فدورنا كمؤسسة حكومية هو دعم البحث في الجزائر .

 

لماذا لم نسمع من قبل أن الدولة احتضنت ابتكار ما وساهمت في تطويره وتجسيده فأغلب الدول تمتاز بإنجازاتها، خاصة التكنولوجية منها؟

لا يمكن للدولة احتضان ابتكارات الشباب ولكنها وفرت لهم سبل الدعم بكل أنواعه فيمكن لأي شاب تمكن من بلوغ ابتكار ما أن يجسده على أرض الواقع فالعقار الصناعي متوفر ومؤسسات الدولة على غرار أنساج ، كناك والبنوك متوفرة فلا عائق أمام الشباب في الجزائر.

 

الجزائر تعاني من أزمة اقتصادية حادة واستيراد الحليب بات يرهق كاهل الدولة، بعض المبتكرين الشباب أكدوا قدرتهم على القضاء على ازمة الحليب في غضون سنتين، لماذا لم يتم دعمهم؟

قلت لك فيما مضى أن الدولة تساهم في دعم المبتكر ولا تحتضن مشروعه، نحن نقوم بتمويل هذا الشاب بالمال والأرض ومرافقته حتى النجاح وهو شاب شارك معنا في عدة معارض وقدمنا له جوائز لتشجيعه على مواصلة العمل ونحن كدولة قادرين على مرافقة المستثمرين والتكفل بهم بتقديم لهم كل الإمكانيات لتجسيد المشروع. أما مدى نجاح أي مشروع ابتكاري فيعود للسوق التجاري ومدى اهتمام المستهلك له.

 

قلتم يتوجب على المبتكرين الشباب دخول عالم الاستثمار، ما مصير الابتكارات التابعة لمراكز بحث الدولة؟

كل مراكز البحث تخضع لنفس الإجراءات، إلا أنها تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لست مطلعا على القانون الخاص بمثل هذه المؤسسات، إلا أنه لا مانع لها بدخول عالم التجارة.

 

هل من كلمة أخيرة؟

رسالتي أوجهها للشباب الجزائري وأحثهم فيها على مواصلة العمل والابتكار فكل الوسائل متوفرة لهم وما عليهم سوى الاجتهاد أكثر فأكثر، اليوم يمكن لأي شاب وصل لابتكار ما أن يدخل عالم الاستثمار ويجسد مشروعه على أرض الواقع. 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  3. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  4. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  5. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  6. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  7. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  8. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024

  9. مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. توقيع اتفاقية شراكة بين صندوق " الكناص" والمركز الاستشفائي الجامعي البلجيكي بروقمان