عبير.ش - أعلنت السلطات الرواندية عن زيادة كبيرة في إيرادات السياحة في البلاد في النصف الأول من عام 2023.
وقال مجلس السياحة الرواندي أن إيرادات السياحة في رواندا ارتفعت بنسبة 56% خلال النصف الأول من عام 2023 لتصل إلى نحو 247 مليون دولار.
وفي بيان نشر عبر موقع مجلس السياحة الرواندي تضمن إن السياحة تعد من أسرع القطاعات نموا في رواندا، مشيرا إلى أن معدل انتعاش إيرادات النقد الأجنبي وصلت إلى 89% خلال الفترة نفسها، مقارنة بعام 2019 قبل أزمة كوفيد-19.
توقعات ببلوغ 800 مليون دولار من السياحة في 2024!
وبحسب المصدر نفسه، استقبلت رواندا أكثر من 1.1 مليون زائر في عام 2022، منهم 60% من الدول الإفريقية، وهو ما يعكس نمو جاذبية البلاد كوجهة سياحية رائدة في القارة. وتتوقع رواندا أن تبلغ إيرادات السياحة نحو 800 مليون دولار بحلول عام 2024، بفضل استئناف الأنشطة السياحية، بعد سنوات من الركود بسبب جائحة كوفيد-19.
لهذه الاسباب رواندا نجحت في جلب السياح !
رواندا تغيرت بشكل كلي. فبعد إحدى أسوأ عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ، صارت من أكثر البلدان أمنا ونظافة وحيوية في إفريقيا.
ويجتذب النمو الاقتصادي القياسي مستثمرين من أنحاء العالم إلى العاصمة كيغالي. وارتفعت أعداد السياح أيضاً بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، حيث يقصد مليون سائح سنويا الوجهات السياحية في البلاد، ومن بينها محميات الغوريلا الجبلية النادرة.
رواندا ...من المجاعة والحروب الى الانتعاش وقبلة للسياح !
غالبا ما تصيب الدهشة زوار رواندا حين يجدون بلدا يبدو أن الأمور تسير فيه على خير ما يرام، ويتمتع بكفاءة عالية. فقد تم وصف رواندا على أنها بلد أنيق ومرتّب ذو مناظر طبيعية تتسم بالخضرة والنضارة، وشبكة إنترنت لاسلكية جيدة في العاصمة، كيغالي.
رواندا بلد صغير غير ساحلي لديه موارد طبيعية محدودة وصناعة تعدين متواضعة. وازداد عدد السكان بمعدل 2.6 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة ووصل إلى مجموعهم 10.8 ملايين نسمة في عام 2012.
وتبلغ الكثافة السكانية في رواندا 416 نسمة في كل كيلومتر مربع، وهي أعلى كثافة سكانية في أفريقيا.
يميل الجميع في رواندا إلى دفع ضرائبهم؛ كما أن الخدمات موثوقة؛ والطرق آمنة لدرجة تصفها الحكومة بأنها "واحدة من أكثر دول العالم أمانا".
هذا الجانب الأمن يمكن تلمسه عند الوقوف على تعاطي البلاد مع جائحة كورونا على سبيل المثال، إذ لم تتردد رواندا في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن فيروس كورونا، حيث طُبقت سياسات الإغلاق بسرعة، وفُرضت بصرامة.
وحتى الآن تم تلقيح أكثر من 60 في المئة من السكان - وهو أمر تسميه المجلة الطبية البريطانية إنجازا "في قارة تفتقر إلى إمدادات اللقاح".
الزراعة عصب رواندا ..بلد التلال الألف!
لا يزال البلد ريفي في جانب كبير منه (85 في المائة) يعتمد على الزراعة.
وتعتبر منطقة روليندو في رواندا، وهي أرض التلال الألف، نموذجا لطريقة أكثر تكاملا لدعم التنمية المحلية والتكثيف المستدام للزراعة.
إذ تنتهج نهجا شاملا في استخدام الموارد الطبيعية على نحو مستدام مع زيادة دخل المزارعين، وخلق سبل عيش أكثر مرونة وتحسين نوعية النظم الغذائية للناس.
وبمساعدة منظمة الأغذية والزراعة وشركائها، فونيروا (صندوق استثماري للمبادرات الخضراء في رواندا) وتعاونيات مزارعي الخضراوات والزهور، أنشأت منطقة روليندو 4815 فرصة عمل جديدة، وخصصت 1830 هكتارا من الأراضي لإنتاج الفاكهة والزراعة الحراجية، واستخدمت تسعة أحواض مائية كبرنامج للاستزراع السمكي وللري، وصمّمت 1950 هكتار من المصطبّات التدرّجية.
وتأمل المنظمة في تكرار هذا النموذج الناجح لبرامجها في مناطق أخرى في أفريقيا وفي العالم.
وحققت رواندا نتائج مذهلة على امتداد عقدين منذ الإبادة الجماعية في عام 1994.
وبفضل النمو الاقتصادي القوي الذي تحقق خلال السنوات العشر الأخيرة، تراجعت معدلات الفقر من 57 في المائة (2005) إلى 45 في المائة (2011).
النظافة ..مبدأ اساسي جماعي في رواندا!
في يوم السبت الأخير من كل شهر، يجتمع كافة السكان في أحيائهم للقيام بتنظيف جماعي، حيث تُنظف الطرق وتُجمع القمامة. يطلق على ذلك السبت من كل شهر اسم أوميوغاندا، والذي يعني في لغة كينيارواندا "العمل المجتمعي".
