جرت محاكمة شابين في العقد الثالث، أمام محكمة الجنح الإبتدائية لبئر مراد رايس بالعاصمة، اليوم، في ملفين منفصلين يتعلقان بالدخول عن طريق الغش لمنظومة إلكترونية والمساس بحرية الأشخاص والتهديد، على خلفية اتهامها بالولوج إلى حسابين مختلفين عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" دون علم صاحبيهما، بعد خلاف متهم مع صديق عمره، والثاني مع والد عشيقته الموثقة بفرنسا التي رفض تزويجها له.
وتعني القضية الأولى، ملف شاب تقدم لخطبة فتاة تعمل كموثقة بفرنسا ظل على علاقة غرامية معها لمدة 6 سنوات وبعلم والدتها، غير أن والدها قابل طلبه بالرفض، وراح ـ حسب المتهم ودفاعه ـ يفبرك قضية الحال لإبعاده عن ابنته مع أنها ليست قاصر وتبلغ من العمر 24 عاما، ويتهمه بالتهديد والمساس بحرية الأشخاص.
وخلال مثول الشاب المتهم أمام العدالة، أنكر التهم الموجهة له، مؤكدا أنه فعلا ظل على علاقة بالفتاة لمدة 6 سنوات ومنذ أن كانت تقيم رفقة عائلتها بالجزائر، كما كان يحادث والدتها ويصادق شقيقها الأصغر، غير أن أموره تغيرت حين تقدم لخطبة الفتاة، حيث رفضه والدها الذي كان يعتزم تزويجها لابن صديقه، فقام بفبركة قضية الحال بعد تنقلهم للإقامة بفرنسا، حيث انفصلا غير أنها سعت لتجديد علاقتهما بعدما بات يحتل مكانة مرموقة في المجتمع وبعد إلحاح منها عاد ليرتبط بها من جديد، ليجد نفسه متهما بتهديد أفراد عائلتها ونشر صورهم عبر "الفايسبوك"، وهو ما فنده المتهم الذي أكد أن الفتاة لتتمكن من التواصل معه بعيدا عن مراقبة والدها فتحت حسابا باسم مستعار وسلمته رقمها السري كما سلمها هو الرقم السري لحسابه الشخصي.
كما أنها كانت تحثه على التحلي بالصبر إلى أن تتمكن والدتها من إقناع والدها بقبول زواجهما في ظل تعنت الوالد الشاكي. وأضاف المتهم أن صديقته هي من نشرت صورا عبر الفايسبوك بينها كانت رفقة شقيقته.
فيما أثار دفاعه ادعاء والد الفتاة بمضايقات موكله لابنته وزوجته وابنه غير قائم أساسا، لا سيما وأنه ثبت من خلال رصد سجلات المكالمات الواردة والصادرة أن الفتاة هي من كانت تتصل بشكل مثير بالمتهم، إذ بلغت الاتصالات الواردة لرقم هاتف والده 2328 مكالمة، ما يعني أن الفتاة هي من كانت تطارد موكله الذي التمس ممثل الحق العام معاقبته بعام حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة، في ظل غياب الشاكي أو من ينوبه من دفاع.
في حين وجد شاب آخر يعمل كعون اتصال بإحدى شركات للاتصالات، نفسه محل متابعة قضائية بعدما جره خلافه العابر مع صديق عمره إلى المحاكم، حيث أنشأ المتهم للشاكي الذي تربطه به علاقة صداقة لمدة 17 عاما، حسابا إلكترونيا عبر موقع التوصل الاجتماعي "فايسبوك" وهو من دون له أيضا الرقم السري ما جعله على دراية به، غير أن وقوع خلاف بينهما دفعه للولوج إليه دون علمه لاستفزازه، لكنه فند أن يكون قد ولج إليه لنشر أي شيء فيه، ليجد نفسه محل متابعة قضائية عن ارتكابه تهمة الدخول عن طريق الغش لمنظومة إلكترونية والمساس بحرية الأشخاص، التي أدين لأجلها غيابيا بعام حبسا مع وقف التنفيذ و50 ألف دج غرامة نافذة، حيث تقدم لمعارضة الحكم الصادر ضدّهُ، حيث التمس ممثل الحق العام إدانته بـ 6 أشهر حبسا نافذا و50 ألف دج. في حين وجد المتهم الثاني نفسه أمام المساءلة القانونية. فيما أجل الفصل في القضيتين إلى جلسات لاحقة.
